| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس العتابي

abass1950@yahoo.com

 

 

 

 

الجمعة 14 / 9 / 2007

 




أنتظر كرم رمضان


عباس العتابي

في السنوات البعيدة وعند الصغر كنت كغيري من الصبيان والصبايا نفرح بقدوم شهر رمضان لما فيه من تقاليد جميلة وممتعة تبدأ من طقوس السحور وتنتهي بمائدة الافطار الشهية التي تحوي انواع كثيرة من المأكولات تكون لها نكهة خاصة ايام رمضان مثل الشوربة والتشريب والكبة والمحلبي وحلاوة النشا وكلها اكلات نأكلها في ايام السنة الاخرى ولكن طعمها خاص في رمضان ، ولا ادري لماذا لا املك ذكريات عن رمضان في فصل الصيف ، فكل ذكرياتي عن رمضان هي شتوية فيها متعتة التحلق حول مدفأة علاء الدين ووهج فتيلتها الازرق ، وفرحتنا الاكبر هي عند نهاية شهر رمضان ومجيئ العيد الذي نفرح فيه لحصولنا على ملابس جديدة ونقود اضافية وزيارة للملاعيب وسينما الاندلس والحصول على عيديات نقدية واهمها من والدي الذي يحرص على ان يستفيد من اصدقائه في مصرف الرافدين للحصول على اوراق الربع دينار جديدة ومتسلسلة ، ولكن كان دائما هناك مشكلة يوم العيد او يوم بداية رمضان
لا ادري لحد الان وقد بلغت من العمر الكثير ، اي تفسير منطقي لمشكلة عدم انتظام او توحد يومي بداية رمضان ويوم بداية العيد بين طائفتي الاسلام . لقد ادخلوا في آذاننا كلمة عيد الحكومة وعيدنا نحن ، واتضح لاحقا ان عيد الحكومة هو للطائفة السنية ونحن يجب ان نتأخر عنهم بيوم واحد على الاقل ، لاننا نلتزم بمرجعيتنا في النجف التي تلتزم بمرجعيتها في ايران .واتذكر جيدا اننا ننتظر لوقت متأخر في شارع الحبوبي بانتظار معلومة تأتي الينا من جامع شيخ عباس او جامع سيد راضي لتقول لنا موعد رمضان او العيد ، وحتى في عيد الاضحى حيث المسلمون الحجاج في مكة يمارسون نفس الشعائر وبتوقيت واحد ولكننا في العراق نتأخر يوما عن عيد الحكومة
والان الحكومة هي بيد الشيعة ومع ذلك علينا الصوم اليوم الجمعة وليس امس الخميس حيث اعلن بداية شهر رمضان في الكثير من الدول القريبة من العراق بحيث تتوحد رؤية الهلال الذي هو الشرط لاعلان الشهر ، الا يفكر علماء الدين من السنة والشيعة ان يوحدوا يوم صيامهم ويوم عيدهم من اجل اثبات ان الاسلام دين واحد في عراق تتنازع فيه احزاب اخذت من الاسلام اسمه وتتقاتل تحت راية الاسلام من اجل الحصول على السلطة وماتضمن لهم من غنائم
رئيس وزراء العراق تبجح امام مجلس النواب بانخفاض مستوى العنف في بغداد مقدما ارقام لذلك وحينها سألتني جارتي معلمة الاجتماعيات هل ان المالكي يضحك علينا ام على نفسه ، فهي كانت في بغداد الشهر الماضي وشاهدت كيف تقطعت اوصال بغداد بالحواجز الكونكريتية وصعوبة التنقل بسبب كثرة نقاط التفتيش وسكون بغداد بعد السادسة مساء ، ومنع التجول وتتسائل هل ان تخفيض من التجول والغائه يوم الجمعة سيعيد للعراقيين الامن ام انه عرض عضلات سيؤدي ربما الى مجازر جديدة يقوم بها مجرمين محترفين باسم القاعدة او جيش المهدي او غير ذلك ، واشارت الى مثل سرقة مايقارب مليار دينار من سيارتي نقل في وضح النهار يوم امس وقالت اهذا هو الامان الذي يتحدث عنه رئيس وزراء مضى على حكومته سنة ونصف ولم تحقق انجازا يذكر ، حتى في المحافظات التي لاتشكو من المشاكل مع القاعدة مثل الناصرية .
انتظر ان يتكرم علينا رمضان بكهرباء متواصلة نستطيع فيها استخدام المكيفات التي اشتريناها ولم نستمتع ببرودتها لحد الان ، انتظر ايضا وفرة البنزين حتى نشغل المولدات عند انقطاع الكهرباء ، انتظر ايضا توفير كافة مواد البطاقة التموينية حتى لا نضطر للشراء من السوق بثلاث اضعاف الاسعار قبل رمضان ، انتظر من رمضان ان لا يعكر علينا جيش المهدي هدوء الليل حتى نستمتع بسحور هانئ ، وانتظر اخيرا ان يكون لنا عيد فطر واحد اذا رمضان يهدي علمائنا لذلك ، ولو انهم لايهتدون ، وعسى ان يتحقق لي ذلك لاعترف ان رمضان كريم بأعلى صوتي من ساحة الحبوبي حتى يصل الى كل احياء الناصرية وكل عام والناصرية والعراق بخير .


الناصرية 14/9