| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

                                                           الأثنين  9 / 9 / 2013


 

من وراء تأجيج النزاع الطائفي في ... الشرق الأوسط....؟؟
 

نقلا عن صحيفة الغارديان البريطانية
ترجمة : علي الأسدي

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في الثلاثين من شهر آب – أوغسطس الماضي مقالا لمحررها نافيز أحمد تحت عنوان " خطة التدخل في سوريا لاعلاقة لها بالأسلحة الكيماوية ، بل بالنفط ". استعرض المقال في الجزء الأكبر منه أهمية النفط الاستراتيجية للولايات المتحدة والدور القطري في النزاع الدائر في سوريا. فقد رفض بشار الأسد التعاون مع قطر في تصدير الغاز القطري عبر أنبوب يمر عبر سوريا لأوربا حماية لحليفته روسيا من المنافسة القطرية له في السوق الأوربية. فروسيا تعتبر المورد الأكبر للغاز لأوربا.

وبرغم أهمية موضوع النفط في نزاعات الشرق الأوسط ، لكني ارتأيت أن أهمل ترجمة هذا الجزء لقناعتي بانه قد اشبع نقاشا في الصحافة العالمية والمحلية ، واكتفيت بترجمة الجزء الآخر من المقال المتعلق بالخطط السرية الأمريكية لاستغلال الخلافات بين التيارات الاسلامية خدمة لمصالحها الامنية والاقتصادية. حيث ورد في المقال :

بصرف النظر عن موضوع الأسلحة الكيماوية فإن تحرك الولايات المتحدة ضد الاسد قد بدأ فترة طويلة قبل هذا الحدث كجزء من عملية أوسع تستهدف النفوذ الايراني في الشرق الأوسط.

ففي عام 2007 خولت الحكومة الأمريكيىة وكالة السي آي أي للقيام بعملية ضد ايران بنفس الوقت الذي كانت عمليات أخرى جارية ضد سوريا كجزء من خطة سرية كشف عنها المحرر الصحفي في صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية سايمون هيرش.

وبناء على ما ذكره السيد هيرش فان عددا من موظفي الادارة الأمريكية والاستخبارات قد أعلموه بان ادارة الرئيس بوش حينها تتعاون مع حكومة العربية السعودية السنية بموجب خطة سرية ضد ايران وسوريا ولاضعاف حزب الله في لبنان.

وعبرخطة ثانوية تعمل الولايات المتحدة خلالها على دعم المجموعات السنية المتطرفة المتعاطفة مع القاعدة من قبل العربية السعودية بتقديم الدعم المالي والسياسي واللوجيستي للاخوان المسلمين في سورية لاضعاف بشار الأسد والضغط عليه للتفاوض مع اسرائيل ، وأن يكون أكثر استعدادا للتعاون معها.

ووفق ما ذكره وزير الخارجية السابق رولاند دوماس للتلفزيون الفرنسي ان البريطانيين قد أفصحوا له بأنهم يحضرون لشيئ في سوريا. كان ذلك عام 2009 اثناء وجوده في بريطانيا بزيارة عمل قبل بدء الاضطرابات في سوريا.

كما تم الاطلاع على إيميلات مصدرها شركة الاستخبارات الخاصة STRATFOR تضمنت ملاحظات عن اجتماعات لممثلي الشركة مع وزارة الدفاع الأمريكية أكدت فيها أن الأمريكيين والبريطانيين يدربون المعارضة السورية منذ عام 2011 للعمل على اطاحة نظام الأسد من داخله.

وطبقا لما ذكره الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك القائد السابق لقوات الناتو في يوغسلافيا السابقة أن برقية من وزير الدفاع الأمريكي صدرت بعد فترة من كارثة 9\11 بينت أن هناك خطة للهجوم وتدمير سبعة دول هي العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وايران . وبين الجنرال ويسلي كلارك أن تلك الخطة ترمي بالأساس للسيطرة على النفط والغاز في المنطقة.

تفاصيل الخطة وسبل تحقيقها قد ظهرت بوضوح أكثر في عام 2008 في تقرير RAND الممول من قبل الجيش الأمريكي " Unfolding the Future of the Long War. حيث جاء في التقرير " ان الاقتصاد في الدول الصناعية سيستمر بالاعتماد بشكل كبير على النفط. ولأنه مصدر ستراتيجي مهم ، ولأن أكثر النفط ينتج في الشرق الأوسط ، فان للولايات المتحدة المبرر للحفاظ على استقرار علاقات جيدة مع الشرق الأوسط ". وورد فيه أيضا :

" ان المنطقة الجغرافية التي تحتفظ بالاحتياطيات النفطية تقع تحت تأثير أو في محيط يعتبر بيئة للجهاديين – السلفيين. واقعا كهذا ليس من السهل اضعافه. تطور الانتاج النفطي والناتج القومي في المستقبل المنظور سيعتمدان على مصادر النفط في الخليج الفارسي. لهذا فان المنطقة ستبقى خيارا استراتيجيا ذي علاقة بحرب طويلة."

أمام هذا الواقع يقترح تقرير RAND عدة خطط لمستقبل المنطقة تعمل بموجبها السياسات الاقليمية الأمريكية لحماية تدفق الانتاج النفطي من الخليج. ومن بين تلك الخطط وأكثرها سرية وأهمية هي العمل على تنفيذ سياسة " فرق .. تسد " وتتم :
1- عبر استغلال خلافات يتم اصطناعها بين مختلف الجماعات السلفية – الجهادية لخلق صراعات يتقاتل فيها بعضهم ضد البعض الآخر تستهلك خلالها طاقاتهم ذاتيا. استراتيجية كهذه ستعتمد بدرجة رئيسية على الفعاليات السرية المعتمدة على ادارة المعلومات وتكثيف الجهود لاضعاف الطرف الآخر.

2- تقوم الولايات المتحدة وبالتعاون مع حلفائها باستخدام الجهادين المحليين في البلد المعني لتسقيط الجهاديين الآخرين ممن لهم ارتباطات عالمية في أعين مجتمعهم. وتزامنا مع هذا تقوم الولايات المتحدة بتمويل الجهود للابقاء على الصراعات القائمة بين الشيعة والسنة والوقوف الى جانب الحكومات السنية المحافظة ضد الشيعة في العالم الاسلامي وضد ايران.

3- يجب التركيز على دعم الأنظمة السنية كالسعودية ومصر وباكستان كاسلوب لاحتواء قوة ايران وتقييد نفوذها على دول الشرق الأوسط والخليج الفارسي. هذه السياسة قد تقوي مواقع القاعدة وجهادييها ، لكنه رغم ذلك يعمل لصالح الولايات المتحدة والغرب من خلال اشغال النشاط الجهادي وابقائه في محيطه الداخلي بدلا من استهدافه الولايات المتحدة. وبناء على هذا المخطط فان التهديدات من جانب القاعدة على الولايات المتحدة في المدى القصير ستتناقص.

4- تصاعد قوة الشيعة والثقة في أنفسهم ستسبب المخاوف بين السلفيين في العالم الاسلامي بما فيهم قيادة القاعدة. الاحتمال الأقرب وكنتيجة لذلك فان القاعدة قد توجه جهودها لتهديد المصالح الايرانية في الشرق الأوسط والخليج وتقلص من اهتمامها المعادي للغرب والأمريكيين.

تقرير RAND باستراتيجيته المقرفة هذه مع ذلك يقر في الوقت نفسه بتزايد مشاكل حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية والخليج ومصر،وكذلك اعداءها سوريا وايران. فهم يتعرضون لعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية مثل :

التزايد السريع للسكان ، وتضخم فئة الشباب في المجتمعات ، واتساع ظاهرة عدم المساواة بين الفقراء والأغنياء ، والاحتقان الطائفي ، وشحة المياه الصالحة للشرب وكذلك لأغراض الزراعة. فكل واحدة من هذه المشاكل قد يشكل أزمة سياسية تطيح بالاستقرار الداخلي الاجتماعي والسياسي الهش أصلا ، مما قد يشكل تهديدا جديا لانتاج وتدفق النفط من منطقة الخليج وهذا ما ينبغي عدم تجاهله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين.

 

free web counter