| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الجمعة 8/10/ 2010

 

جائزة نوبل للسلام لسجين الرأي الحر … ليو اكسياوبو…

علي ألأسدي - البصرة  

الناشط السياسي الذي نذر نفسه لحقوق الانسان والحريات الديمقراطية في الصين الشعبية ، يقضي منذ حوالي العام عقوبة بالسجن لمدة 11 عاما. جريمته أنه طالب بالتعددية السياسية التي كانت وما زالت غير مرحب بها من قبل قيادة الحزب الشيوعي الصيني. حدث هذا في الوقت الذي تبنت الصين مبدأ الحرية الاقتصادية واندمجت بالاقتصاد العالمي. الحرية الاقتصادية في أن تكون ثريا ، أن تتملك ما تشاء بدون حدود ، أن تستغل قوى العمل ورأس المال لتحقيق الأرباح ، أن تسافر الى نهاية العالم دون قيود بحثا عن فرص لمزيد من الربح ، لكنك ممنوع أن تعلن عن رأيك ، أن تكتب عما تعتقده صائبا لشعبك ووطنك ، أن تنتقد ما تراه خطأ بحق الآخرين من مواطني الصين. أن أمثال ليو غير مسلحين ولا عدوانيين ، لم يؤذو أحدا ، لم يغمطو حق مواطن آخرمن ابناء وطنهم ، سلاحهم الوحيد هو الرأي الآخر المخالف ، وما عدا ذلك لا شيئ ، فهل يبرر هذا لسلطة ما أن تضعه خلف القضبان لأحد عشر عاما؟

المنافسة الرأسمالية على أشدها في الصين ، والقوانين تشجعها وتحميها ، تدعمها ماليا أحيانا لتصمد أما المنافسة الأجنبية ، لكن أن تكون منافسا في الرأي السياسي فغير ممكن في الصين ، وهذا ما يجب على الصينيين أن يجدوا السبل لتجاوزه ، فلم يعد مقبولا لامحليا ولا عالميا الاستمرار في التسيد على الناس ، وأصبحت من البديهيات في عالم اليوم ، أن يختلف بنو البشر في خياراتهم ، في ما يحبون ويكرهون ، وفي ما يكافحون من أجله من أهداف وقيم في الحياة. لم تكتسب حملة اطلاق الحريات الديمقراطية في الصين الزخم الكافي لتفرض نفسها على قيادة النظام للبدء في تنفيذ اصلاحات سياسية. فليس من المنطقي أن يجيز النظام الحاكم الحرية الاقتصادية المطلقة العنان بدون حدود ، ويحرم بنفس الوقت الحريات الأساسية السياسية والفكرية. ومع أن رياح التغيير قد بدأت في الثمانيات من القرن الماضي في الصين ، لكنها أفادت وحوش المال والمضاربين بالمال والعقارات ، بينما لم تفعل الكثير على مسار حرية الفرد في الحياة ، وتغيير طبيعة السلطة البوليسية ، بتحويلها الى سلطة مسالمة تحترم المواطن لا تذله ، وتحميه لا تضطهده ، تيسر له سبل الحياة لا تعقدها أو تسلبها منه.

ليو بو قائد مظاهرات ساحة تاينانمن عام 1989 لم تتكحل عيناه برؤية أحلامه وقد تحققت رغم مرور عشرون عاما عليها. لقد أدخل السجن حينها ، وأعيد اليه ثانية عام 1995 عقابا ، لكنه لم يتراجع ، حيث بقي لصيقا بحلمه الذي لم يفقد الأمل بتحققه يوما. وهاهو يدخل السجن ثالثة بعد حوالي العشرين عاما على مغادرته اياه ، لقد دخله حينها طالبا في العشرين ، لكنه يدخله الآن في الخمسين استاذا جامعيا وكاتبا مرموقا يتذكره العالم كبطل وطني ، مناضلا صلبا من أجل الحريات الديمقراطية لشعبه ، الهدف الذي تعشقه ملايين الناس في المعمورة وفي الصين نفسها.

السابع من أكتوبر عام 2010 حمل انباء سارة لسجين الرأي الاستاذ الجامعي ليو أكسياوبو وعائلته ، فقد كافئته اللجنة العالمية لجائزة نوبل على ما قدمه لشعبه ولأنصار الديمقراطية في العالم ، لقد منحته جائزة نوبل للسلام ، ليحتفل بحيازته لها في عزلته بسجنه الانفرادي في ضاحية لياونينك بشمال الصين ، حيث يقضي فيه بقية سنين عقوبته الجائرة. ومهما طال الزمن فان ليو وأمثاله يبقون في ذاكرة محبي الحرية في كل زمان ومكان.


 

 

free web counter