| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

                                                                                 الجمعة 6/1/ 2012

 

أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي .؟؟
(1)

تعريب : علي ألأسدي

“ Capitalism is a Totally Failed System* “
By: Norman D. Livergood**
, California State University, U S A

عندما تبحث في القاموس عن تعريف الرأسمالية باعتبارها ملكية وسائل الانتاج ، تبدو غير مؤذية ، ولكن عند النظر إلى سماتها في القرن السادس عشر ( كشركات وبنوك ومصانع ) تبين أنها عبارة عن استغلال شنيع وقتل للعمال على نطاق العالم. وكأي ظاهرة تاريخية يجب النظر اليها لامن خلال النظرية ، بل من خلال ما أنتجته وما تنتجه. وعبرهذه النظرة سنتعرف على أنها ليست فقط عاجزة ورتيبة ولكن كنظام فاشل كليا. الرأسمالية هي النظام الاقتصادي الوحيد الممارس عبر العالم ، حيث ليس هناك نظاما اشتراكيا نافذا ، فالصين التي تكابد تحت تأثير نظام رأسمالية الدولة تساعد في دعم دولا رأسمالية أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية. الصين هي سوقا رخيصا للعمل والتي يعتمد عليها نجاة الرأسمالية من انهيار وشيك ، وفي حالة استبعادها من المعادلة في ظل الاقتصاد العالمي الحديث فماذا نتوقع أن تكون عليها حالة الرأسمالية الأمريكية ؟

كافة الأمم في العالم بما فيها الولايات المتحدة ، هم تحت هيمنة نظام سياسي شمولي. تزعم الرجعية الأمريكية بأن روسيا والصين دولتان شيوعيتان ، بينما كلاهما نظامان شموليان سياسيا ورأسماليان اقتصاديا. دولا مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا والدنمارك والسويد والنرويج كان لهم بعض المؤسسات المملوكة للدولة والمختلطة مع اقتصادهم الرأسمالي ، لكن أغلب المنافع الاجتماعية المتضمنة في اقتصاديات الرفاه تتراجع الآن. الرأسمالية تتحمل المسئولية عن الفقر والبطالة والتشرد وموت العمال المستمرة دون توقف. علينا تجاهل أولئك الذين يؤمنون بالرأسمالية والذين يروجون كذبا ، بأن كل منجزات البشرية والتقدم التكنولوجي هي من نتاج الرأسمالية مثلما يدعي ايان راند وتلامذته من أمثال ديسيبليس. لقد أثبتت التحقيقات التي قام بها محققون أمريكيون نزيهين مثل أبتون سينغلان و لينكولن ستيفنس و ايدا توربل ، بأن الرأسماليين الأمريكان قد جوعوا العمال حتى الموت. فالرأسمالية لا تملك الضمير الطيب والثقة الصادقة ، ففي ظل الرأسمالية تتحقق المكاسب والأرباح عن طريق التواطؤ والجريمة وليس بوسائل نظيفة.

أغلب الثروة في الولايات المتحدة كانت دائما محتكرة من قبل قلة من الرأسماليين وليس الطبقة العاملة. حتى عندما كانت بعض الثروة قد شارك فيها العمال الأمريكيين والأوربيين في أعوام الخمسينيات ، فلم تكن إلا لظروف استثنائية سرعان ما انتقلت في بداية الستينيات إلى افقار العمال ، واستمرت حتى الأزمة الاقتصادية الحالية التي ظهرت بداية القرن الواحد والعشرين. المؤدلجون والمعجبون والمتواطئون مع الرأسماليين يحاولون اقناعنا بأن الرأسمالية هي خلاصة النظام الاقتصادي الذي انتج أعظم التقدم للمجتمع البشري في التاريخ ، وأي نظام آخر غير النظام الرأسمالي يسوده الجهل والفقر والعوز ، بل أن بعض من يحسبون تقدميون يدعون بأن الرأسمالية قد أتت بنتائج نافعة ، لكن على المفكر الواقعي النظر من حوله ليرى ما يواجه الناس في حياتهم اليومية في الوقت الحالي ، وعندها سيكتشف كذب تلك الادعاءات.

الرأسماليون يدعون أن هناك أصنافا ممتازة من الرأسمالية :
1- الرأسمالية الصناعية ، حيث يتحقق الربح عن طريق انتاج البضائع وتوزيع المنتجات.
2- الرأسمالية المالية،حيث تتحقق الأرباح عن طريق الأدوات المالية مثل السندات والأسهم وغيرها.
لكن كلا من النشاط الصناعي والمالي تحتل أهمية بالغة للرأسماليين ، وانه لم تكن أبدا الصناعة وحدها أو المالية وحدها ، بل دائما كان هناك تزاوج بين الاثنين. بعض المفكرين مثل – ويبستر تاربلي يعتقدون بأنه يمكن انقاذ الرأسمالة عن طريق تطوير قطاع الصناعة واضعاف القطاع المالي. مثل هذه الزمرة من المنظرين يتحدثون عن أمريكا وأوربا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، عندما اقترنت تلك الفترة بزيادة الأجور والمنافع الاجتماعية. انهم يتذكرون فقط المصاعب الناتجة عن هيمنة الرأسمال المالي الذين هم كالضباع لا يعرفون ما يريدون. في الواقع أن الرأسمالية تتضمن الصناعة والمؤسسات المالية ، ومعا تعملان على مختلف الأصعدة لدفع الطبقة العاملة إلى اسوء حالات الفاقة والعوز ممارسة بذلك جرائم ابادة جماعية. الشركات متعددة الجنسية تنقل صناعاتها إلى أي مكان في العالم حيث أجور العمل الرخيصة ، وتتقبل سلطاتها أي عملة نقدية ، ولا تتدخل سياسيا في شئونهم ، وحيث يستطيعون الحصول على أقصى ما يمكن من الاعفاءات الضريبية من قادة حكومات هذا البلد أو ذاك.

جوزيف ستيكليز الاقتصادي والمساعد السابق لمدير البنك الدولي ، يفترض أنه على الولايات المتحدة أن توجه اهتمامها صوب فرص العمل في قطاع الخدمات ، وليس على فرص العمل في الصناعات السلعية. ستيكليز يحاول أن يجعل من العمال الأمريكيين يعتقدون بأن الاقتصاد الرأسمالي لم يتحول بعد من فرص العمل في صناعة البضائع إلى فرص العمل في صناعة الخدمات ،بينما في الواقع أن الولايات المتحدة قد انتقلت بالفعل ، ولم تنتج إلا فرص عمل محدودة. الرأسمالية الشريرة بطبيعتها تهتم فقط بتعظيم أرباح الطبقة الرأسمالية في الوقت الذي تسوء فيه أحوال الطبقة العاملة. على العمال أن يدركوا بأن الرأسمالية هي نظاما فاشلا ، وجهنميا بانتظام ، ولا يمكن اصلاحه ، وللتخلص من شروره السياسية والاقتصادية يجب علينا مساعدة العمال باساليب سلمية ، لأجل توعيتهم بهذا الذي يجري في العالم ، ولأجل بناء النظام التعاوني الجماعي.( الكاتب البروفيسور نورمان ليفرغود يؤمن بنظام اقتصادي يقوم على التعاونيات المتعددة المهام الاقتصادية والخدمية ، تشارك فيه كل جماهير الشعب ، وتتقاسم المنافع الناتجة عن هذا النشاط “ Commonwealth Community “أسماه -
المترجم )

ملاحظة
*
تعبير ( الفشل ) الذي ورد في عنوان المقال وفي متنه ، هو مصطلح فني يستخدم في العلوم الهندسية ، وقد استخدم هنا للاشارة إلى الاخفاقات التي ارتبطت بالسياسات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية التي تمارس من قبل الحكومة المعنية.
** للبروفيسور نورمان ليفرغود العديد من الكتب والبحوث والمقالات في مجالات العلوم الاقتصادية والفلسفية والفنية في مجال تقنية الانترنيت والاعلام من ضمنها :


The New
Commonwealth ,2011
Capitalis Economic Terrorism, 2004
America Awake, 2002
Rediscovering Plato and Mystical Science of Dialectic, 2008
"Those of us who have looked to the self-interest of lending
 




 

free web counter