| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الجمعة 4/7/ 2008



وعدناكم بالجنة وما زلنا عند وعدنا؛؛

علي الأسدي - البصرة

هكذا على ما يبدو ، ترد حكومة على شعبها المكتوي بكل عذابات الدنيا . حكومة أستطاب لها تحقيق الانجازات بالخطابات وفق مقولة : اكذب - ثم اكذب - ثم اكذب - حتى يصدقك الناس.

وصدقهم الناس أياما وشهورا وسنينا، وتمنى أن يصدقهم ، لكن ثبت أن ما رددوه سنين مضت كان مجرد وعود كاذبة ، تحللوا منها بتركها لمشيئة الله.

كيف لحكومة تفشل في كل يوم للتدليل على مصداقيتها، أن تتوقع تأييدا شعبيا في أي انتخابات تعقدها؟؟

أنه الاستخفاف بعينه ، أن تدعو شخصية مرموقة من أحزاب الائتلاف الحاكم مواطني البصرة ورؤساء عشائرها إلى انتخاب مرشحي قائمة الائتلاف العراقي إلى مجالس المحافظات. بأي وجه حق يتوجه الشيخ الصغير وبمعيته مسؤول إيراني رفيع لطلب ذلك من البصريين ؟

وهل سيسكت ذلك الصغير عن موظف أردني يقوم بمثل ما قام به مع ممثل من جبهة التوافق ؟

أنه لم يكتف بذلك ، بل حذر البصريين مما ينتظرهم من ويل وثبور إذا تمكن آخرون من الفوز بتلك الانتخابات. ليس للائتلاف الحاكم ما يفخر به من إنجازات خلال فترة الخمس سنوات الماضية. فسجله في المجالات الحيوية للشعب هزيل ،وما عليه إلا أن يتوارى عن الشعب خجلا، وأن يعود رجاله إلى مساجد الله للتعبد بصدق للتكفير عن ما ارتكبوا من معاص بحق شعبهم .

إن رئيس الوزراء يتحمل مسؤولية استثنائية عن تراجع الأداء الاقتصادي للحكومة ، مما يدلل على جهله و تجاهله لما ينبغي عمله هو وأعضاء حكومته. لقد أثبت رئيس الوزراء تلكؤاً وعجزاً في تحديد الأولويات التي ينبغي العمل وفقها. فتقصير وزرائه وعجزهم الواضح ، يجعله أمام خيارين لا ثالث لهما : الاستقالة أو الالتزام بجدول زمني يحل فيه معضلة الكهرباء والمحروقات والماء الصالح للشرب. لكن الفرص التي مُنحت لرئيس الوزراء قد استنفذت تماماً ولا يبدو أي بصيص أمل في التقدم في هذا المجال الحيوي ، لآن الموضوع أكثر من تعهد أو رغبة في حسم أمر ما كالكهرباء ، إن الموضوع أعقد من ذلك بكثير.

فرئيس الوزراء لا يفقه بالاقتصاد والتنمية ، ولا يريد أن يعرف عنهما شيئا ، ولا يرغب أن يعرف أهميتها للعاطلين والفقراء والمحرومين.

رئيس الوزراء لا يعرف عن فرص العمل غير تلك التي توظف المزيد من الشرطة والجنود. أنه ببساطة لا يحلم بسعادة شعبه ورؤية ازدهاره وتقدم بلاده. وإلا هل يعقل أن لا تشاد محطة كهرباء واحدة خلال كل الفترة منذ سقوط النظام ؟

رئيس الوزراء لم يحاسب نفسه يوما على ما قدمه لرفع مستوى شعبه المعيشي و رفاهه الاجتماعي وتقدمه العلمي في كل مراحل التعليم والتدريب. ولهذا السبب عليه أن لا يتصور مخطئاً أنه أنجح رئيس وزراء عرفه العراق الحديث.

رئيس الوزراء لا يعير أهمية للوقت ، لأنه لا يؤمن بتخطيط العمل ومراقبة تنفيذه ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين. ولهذا السبب لا يشعر بكدح ومشقة كثيرين من أبناء وطنه ، ممن يخلصون في عملهم وجهدهم بكل حرص وصدق. ولهذا غابت المنافسة والحرص على أداء الواجب وخدمة الناس على أكمل وجه ، فيما يزداد هدر المال العام ، ويعم الفساد في إدارات الدولة ، و تتردى نوعية الخدمات ، و تتعمق الأزمة المعاشية ، وتفقد الجماهير الثقة بقيادة الحكم الجديد ، وتتسع المعارضة للائتلاف الحاكم (الشيعي بشكل خاص) ، ويتضاءل الاحترام والثقة برجال الدين سياسيين كانوا أو غير سياسيين.

رئيس الوزراء لم يتقدم خطوة واحدة لإثبات نزاهته وحرصه على الصالح العام وحماية المال العام ، فلم يحاسب مسؤولاً واحداً متهماً بالفساد والإفساد ، وقد عطلت تماماً جهود هيئة النزاهة ، برغم الكثير من التقارير التي سربت عن فساد مالي واسع في وزارات عديدة يديرها أعضاء في حزبه وحزب المجلس الإسلامي.

- أن وزرائه يكذبون ولا يخجلون أبدا،
- وزرائه يستخفون بهموم الناس وحقوقهم ،
- وزرائه يجلسون في بيوتهم براتب ومخصصات حماية وخطورة كاملة،
- أكثر وزاراته شاغرة ومعطلة أعمالها،
- تحوم حول وزرائه الشبهات بالسرقة والإثراء غير المشروع ،
- أكثر وزرائه عديمي الكفاءة والمصداقية ، حوّلوا وزاراتهم إلى شركات عائلية خاصة ، تتقاسم الرشا والعمولات ومخصصات السفر إلى الخارج،
- تحوم حول عدد من وزرائه شبهات التهديد وتصفية الخصوم والتسبب في قتل وجرح أبرياء.

كل ذلك يجري في عهد رئيس وزراء ، وما يزال رئيساً لوزراء ليسوا أهلاً لوظائفهم ، وعليه أن يحقق في صحة ما يقال عن تورطهم بأعمال شائنة بحق شعبهم ووطنهم.




 

free web counter