| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الأحد 27/9/ 2009

 

كلمة حق يجب أن تقال... بحق وزير يعمل دون ضجيج ....؛؛

علي ألأسدي - البصرة

إن صورة الفساد المستشري في اكثر مؤسسات الدولة قد حجبت الأضواء عن رجال ونساء يحتلون مناصب في مؤسسات الدولة العراقية يقومون بجهود كبرى لخدمة جماهير شعبهم دون ضجة أو حبا في إطراء من أحد. إن مثل هذه الظاهرة التي قد تبدو للكثير منا استثناء وربما غير قابلة للتصديق ، هي بالنسبة لي غير مستغربة ، لثقتي غير المحدودة بالعراقيين ، فهم برغم كل ما عانوه خلال العقود الماضية من قهر وإفقار حافظوا على سماتهم النبيلة وصفاء وحسن نياتهم سواء مع بعضهم البعض أو مع الآخرين. ومقارنة بمجتمعات دول الجوار التي لم تمر بما مر به شعبنا من ظروف اقتصادية قاسية ، فإن ظواهر مثل الرشوة والغش والكذب والنصب والاحتيال كانت منتشرة وشائعة فيها عقودا طويلة قبل أن تنتشر في مجتمعنا وتصبح ظاهرة يتحدث عنها في كل محفل محلي ودولي. وبصرف النظر عن نسبة الفساد والمفسدين في تعاملات الناس في الوقت الحالي فإنها مرتبطة إلى حد كبير بالأوضاع السياسية والاقتصادية غير العادية التي يمر بها العراق والتي أهمها نسبة البطالة المرتفعة بين الأحداث في البلاد التي لم تتخذ الحكومة العراقية بشأنها سياسات جدية مجدية وشاملة.

من الصعب في ظل الظروف الاستثنائية السائدة في بلادنا أن نصل إلى كل المسئولين للتعرف على منجزاتهم وأراء الآخرين بتلك الانجازات ، ومدى قربهم أو بعدهم عن ملف الفساد الذي يكاد يشمل الجميع دون استثناء بسبب الثورة غير المنضبطة للاعلام التي توقع الجميع بفخ عقلية المؤامرة المترسخة منذ عقود في ثقافتنا.

قبل أيام التقى مراسل إيلاف بوزير النقل العراقي السيد عامر عبد الجبار اسماعيل في مكتبه على خلفية استدعاء مجلس النواب له في وقت سابق. من خلال المقابلة تعرفت على الوزير وعلى منجزاته في الفترة القصيرة التي شغل فيها منصبه. ليست لي معرفة به مطلقا ولا بالوزير المتهم بالفساد عبد الفلاح السوداني الذي سبق لي أن كتبت عنه مدة طويلة قبل أن تصل إليه يد القضاء المرتعشة. لأول مرة أشعر بالفخر وأنا اقرأ عن منجزات وزير منذ تغيير النظام في 2003 وتحت تأثير مشاعري تلك كتبت مقالي هذا. وزارة النقل بقيت بدون وزير لمدة عامين بعد انسحاب وزيرها من القائمة الصدرية ، وقد كتبت أيضا عن معضلة الوزارات الشاغرة في حينها وأضرارها على المواطن الذي تطحنه الأزمات من كل جانب. لقد تناوب على إشغال منصب وزيرالنقل وزراء إضافة لمناصبهم بضمنهم رئيس الوزراء دون إنجاز يذكر ، ولهذا السبب يمكن القول أن عامين من عمر الحكومة والوزارة قد ذهبا هباء منثورا.

ماذا وجد الوزير عند استلامه الوزارة وماذا كانت انجازاته؟.

1- كان موظفو الوزارة يداومون في مكان آخر حيث لم يكن للوزارة مقر ثابت رغم حيويتها ،لكنه تمكن من إعادة تجميعهم وتثبيت مقر دائم لها.

2- كان لوزير الدفاع والنواب ومديرية الشرطة ووزارة الداخلية مكاتب في المطار، وكان للأخيرة سجن فيه. وكان لاقليم كوردستان وبعض الساسة العراقيين الآخرين مكاتب ايضا في مطار بغداد ، لقد اغلقت كلها بأمر الوزير، ليس اعتباطا ولكن لأنها مخالفة لقوانين الطيران الجوي الدولية ، واستحدث بدلا عنها ثلاث صالات تشريفات للمسئولين ، ولهذا السبب اتخذ مجلس النواب قراره بطلب استجواب الوزير المعني. وإذا كان هذا هو السبب فبئس المجلس وبئس النواب.

3- أدخل الوزير أجهزة تفتيش متطورة حديثة بدل اليدوية البطيئة.

4- استحدث طريقا خاصا للشخصيات المهمة لوصولهم للمطار ، وممرا آخر للمواطنين ، وهناك ممرا آخر قيد الانشاء لتكون هناك ثلاث مداخل للمطار.

5- أعيدت للعمل شبكة خطوط السكك الحديدية خلال العام الحالي لأول مرة خلال ست سنوات ، وتسعى وزارته لتجديد سكك الحديد والقاطرات لتتناسب مع العصر ولتكون ملائمة لسرعة قد تصل إلى 140 كم في الساعة.

6- استحصلت موافقة مجلس الوزراء على بناء مشروع ميناء الفاو الكبير الذي اقترحه شخصيا بدراسة مرفقة عن جدواه الاقتصادية للعراق ، تمهيدا لربطه بالقناة الجافة إلى البحر الأبيض المتوسط عبر ميناء طرطوس واللاذقية في سوريا الذي يستقبل قطارات السكك الحديدية حاليا من ميناء أم قصر. وسيستقبل ميناء الفاو الكبير سفنا إلى أعماق 17 مترا ، ويؤمل أن ينتهي المشروع خلال الفترة المتبقية من عمر الحكومة الحالية. ويعمل حاليا على إعادة تشغيل شبكة السكك الحديدية مع تركيا.

7- لقد تم انتشال 18 قطعة بحرية غارقة خلال سنة واحدة ، بينما تم انتشال فقط 50 قطعة في الفترة 1980 – 2008 أي بمعدل قطعتين بحريتين سنويا.

8- استوردت حافلات جديدة لنقل الركاب والمسافرين موديل 2009 وتم تطبيق نظام التذكرة والجابي التي لم يكن معمولا بها في فترة الست سنوات الماضية. وتحولت شركات وزارة النقل من شركات خاسرة إلى شركات رابحة. بينما كانت إيرادات شركة نقل المسافرين 900 مليون دينارا شهريا أرتفعت وفق نظام الجابي والتذكرة والمفتش إلى ملياردين و200 مليون دينارا.

9- عند استلام الوزير لمهامه كان للعراق ستة خطوط طيران خارجية هي : بغداد - طهران ، وبغداد - دبي ، وبغداد - القاهرة ، وبغداد - دمشق ، وبغداد - بيروت. أما حاليا فللعراق 17 خط طيران خارجي.

10 - وبخصوص الموانئ فقد كانت تدخل العراق حوالي 300 سفينة شهريا ، وبعد استلام الوزير مهمه الوزارة ارتفع عدد السفن إلى 590 سفينة شهريا. وبينما كان مدخل أعماق ميناء أم قصر 8 أمتار أرتفع إلى 11 مترا، وتم زيادة الحفارات البحرية من 2 حفارة إلى 8 حفارات بحرية. وارتفع معدل الحفر من مليوني متر مكعب إلى 20 مليون متر مكعب.

11- وبسبب تحول شركة النقل البحري وشركة النقل الخاص من شركات خاسرة إلى شركات رابحة ، فقد تم بسبب ذلك إلغاء الدعم المالي الذي كانت تقدمه وزارة المالية إلى شركة النقل البحري ومقداره 22 مليون دينارا سنويا ، وإيقاف دعم شركة النقل الخاص البالغ 13 مليار دينارا سنويا. ويخطط حاليا لتحويل الخسارة في شركتي النقل البري ونقل المسافرين إلى شركتين رابحتين خلال العام 2010 القادم.

سجل حافل بالانجازات لصالح الاقتصاد الوطني وفي صالح المواطن ، لكن شتان بين وزير ووزير، وبين الشعور بالمسئولية وعدمها ، وبين أصحاب الضمائر وعديميها من اللاهثين وراء السحت الحرام.
 


البصرة 27/ 09 / 2009



 

free web counter