| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

                                                           الأحد 25/11/ 2012

 

رسالة طفل فلسطيني.. الى الجنرال ايهود براك

علي ألأسدي

لقد اغتلتم والدي قبل أيام بحجة قيامه بأعمال أرهابية ضدكم ، ومع أنه لو قام بذلك فعلا فهو حق مكفول له أمميا لأنه يرزح تحت احتلالكم ، وله حق الدفاع عن حرية شعبنا ، ومن أجل استعادة وطننا المسلوب من قبلكم. لكنكم لم تحاكموه ، لم تمنحوه حق الدفاع عن نفسه ، لم تقدموا أدلتكم وشهودكم ضده. لقد خشيتموه ، لأنه كان سيفضح سياسة الارهاب والقمع التي تمارسونها ضدنا ، فليس لكم عليه لا أدلة ولاشهود. لو وفرتم له محام يدافع عنه ، لو منح حق التحدث عن قضيته ، لو اتحتم له شرح أسباب كفاحه ضدكم فربما سيشعركم بعمق الجرائم التي ترتكبونها في الأراضي الفلسطينية.

لو كنتم حاكمتموه وحكمتم عليه بالموت ، لتمكن ربما من استخدام حقه في استئناف الحكم الصادر بحقه كما يجري في الدول الديمقراطية في العالم ، ولمنحه فرصىة تأكيد براءته من اتهامكم له بالارهاب ، لكنكم أردتم التعجيل في موته لألا يرفع صوته ضدكم ويكشف عن ديمقراطيتكم الزائفة. لم تمنحوه حتى فرصة توديعه لنا نحن عائلته وابناءه .. فاغتلتموه غدرا في وضح النهار.

ما جوابك يا حضرة الجنرال براك .. ؟؟

لقد حاكمتم رئيس جمهوريتكم لاتهامه بالاغتصاب لتضربوا مثلا لديمقراطيتكم ذات الوجهين ، ديكتاتورية مارقة وفاشية تجاهنا أبناء فلسطين الأصليين ، وديمقراطية الترف لمجرميكم مغتصبي أرضنا ، فقط .. لتقولوا للمغرر بهم والسذج ان لا أحد فوق القانون ، بينما يرسل المدانين من يهود الدرجة الأولى الى فنادق العشرة نجوم ليواصلوا من هناك حياة الدعة والمضاربات المالية وتحقيق الأرباح كالعادة وتنفيذا لتعاليم التلمود ، أما أبناءنا فيرزحون خلف القضبان وتحت التعذيب ، مهددون دائما بالاغتيال أو الطرد المؤبد من أرضهم وأرض اجدادهم.

ماذا تقول يا حضرة الجنرال براك..؟؟

كيف لنا أن نصدق قيام دولة من رماد الهولوكوست ، ولا تقوم أخرى من رماد بعد " الرصاص المصبوب " ، و رماد " عمود الدخان " الذي ما يزال يتصاعد من مداخن أرض غزة المحروقة؟ ثلاثون شهيدا فلسطينيا يقتلون مقابل موت كل مستوطن اسرائيلي ، لقد ذهبتم أبعد مما يطالبكم به تلمودكم " السن بالسن والعين والعين" فما أرخص دماءنا في الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟

ماذا تقول ايها الجنرال المليونير..؟

لماذا دمرت قذائفك الذكية شوارع وأبنية السلطة المدنية الفلسطينية وأنت وحكومتك تعرف أن تلك كانت مكاتب تقدم الخدمات للناس ، وانها ليست قواعد عسكرية أو مخازن سلاح ، وتعرف أيضا أنها قد شيدت بمعونات دولية وجمعيات خيرية ، وتعرف أيضا أن ليس للفلسطينيين من الموارد لتمكينهم من أعادة بناء ما خربتموه. أهو استنساخا للعهد الذي اتخذه هتلر بتسوية " وارشو " العاصمة البولندية مع الأرض انتقاما من شعبها المقاوم للنازية؟؟

ألم يكفيك أيها الجنرال قتل العشرات وجرح المئات ، لتقوم بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة ضد وسائل عيش مواطيننا العزل الذين يطحنهم الفقر والحرمان ، هل فقدت آدميتك أيها الجنرال ، ولم تعد تميز بين من تقصفهم صواريخ طائراتك من أطفال رضع ونساء حوامل وشبابا وشيوخا وبين مدارس وملاعب أبنائنا ..؟؟

هل ستسأل نفسك يوما لماذا قتلتهم وقد حكمتم عليهم بالموت جوعا ومرضا وفقرا عبر الحصار الاقتصادي المستمر منذ سنين..؟؟

ما جوابك ياحضرة الجنرال المليونير..؟؟

كيف لنا أن نصدق أن أبناء وبناة الناجين من الحرب الهتلرية يمارسون الارهاب والاغتيال والتعذيب ضد شركائهم في العيش المشترك بنفس الوسائل التي استخدمها النازيون ضدهم..؟

أتعرف أيها الجنرال أن الفلسطينيين الذين تغتالونهم هنا في الأراضي المحتلة وخارجها هم ابناء أولئك اللذين لم يدرك النازيون الوقت لارسالهم الى الموت كما أرسلوا اليهود والبولنديين الى أوشفيتز، فهل تقومون باستكمال المهمة التي لم ينجزها النازيون حينها....؟؟

كيف يحدث كل هذا ياحضرة الجنرال في دولة قامت من رماد الهولوكوست..؟؟

أمتأكد أنت أيها الجنرال المليونير..أنك لست ضابطا نازيا تخفي العلامة النازية تحت نجمة داوود السداسية .. ؟؟

أعيدوا .. لي أبي أيها الجنرال .. فأنا مازلت طفلا .. ولا أستطيع العيش بدون أبي ، أعيدوا لي أبي.. فلن اغادر هذه الحياة .. قبل ان استعيد أبي أو أنتقم من قتلة ابي..؟؟

 

 

free web counter