| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الأربعاء 23/6/ 2010

 

دردشة مع والدتي (9)
حول قتل متظاهرين في البصرة

علي ألأسدي - البصرة  

كنت مشغولا بالاصغاء لتحليل اخباري عبر الراديو على محطة بي بي سي حول أداء الفريق الانكليزي في مباراته مع الفريق الجزائري التي جرت الأربعاء 23 حزيران الجاري ، لكني لاحظت والدتي على غير عادتها لا تتابع ما يجري على شاشة التلفاز ذلك المساء. فبادرتها مستفسرا ، مالخبر يا أمي أراك حزينة هذا اليوم وغيرمهتمة بأخبار الشرقية كعادتك؟

ردت بحزن وهي تتأوه قائلة :

شلون يمة تريدني ما أحزن ، لعد هذا السوته الشرطة بالبصرة يوم السبت ما ينحزن عليه ، أي هيج تاليتهه يمة ، لعد شفرقنه عن زمان شرطة نوري السعيد ، لو فدائي ابن العوجة ، ليش الجواب على مطالب الناس يكون بالرصاص ، شباب صغار يطالبون بالكهرباء يطلقون عليهم الرصاص ، ألله يقبلهه .. محمد ، أي هيج حياة هالشباب رخيصة ، كلمن يكعد على كرسي الحكومة يومين يتسودن ، وكلمن شال تفكة على جتفه يجرب يكتل الناس بيهه. شنو اللي صار؟ علمود طلعت الناس مظاهرة ، لو جيف شمروا احجار على مقر المحافظ؟

كلي يمة ، اذا الناس مسلوكة من الحر ، او هوه حضرته كاعد تحت المكيفة ، شتريد يشمرون عليه ورد جوري مصخم الوجي ، ما يحس شلون الناس عايشة ، أي احنه اششفنه منه غير الفكر من يوم الجا للمحافظة لهليوم ، يوم اللأكشر اللي تعين بالمحافظة ، هو مو صوجه ، لكن صوج الناس اللي تقشمرت وانتخبته ، عبالهه صدك يصلي ويصوم ويخاف الله ، ليش كل من طول لحيته صار مومن ، مو لحا جماعة طالبان بافغانستان تنكنس بيه شوارع البصرة وهمه اكبر مجرمين ؟

يمة ، انت تطلع كل يوم وداشوف بعينك ، شنو من مصايب عايشتهه الناس بالبصرة ، هو المحافظ لو بي خير جان ما رضا بهذا حالنا ، لكن الرجل ما عنده حس مو بيديه ، لو عنده شوية غيرة ، جان دز عمال البلدية حتى تشيل هالزبايل التارسه الدنيا ، أنت تدري هاي الزبايل باقية بالشوارع من زمن ذاك المحافظ اللي كبله ، كاعدة كبال عيونة وما سوالها شي. روح يمة شوف نهر العشار ، حتى تشوف العجب ، لو جان معينين زبال من أهل الله بداله ، جان اشتغل أحسن منه ، وهاي طلعت حقيقته لمن الناس صاحت عليه.

أنت ما شفت يمة المظاهرة ، كلهم شباب مثل الورد ، جانوا رافعين شعارات ويمشون بدربهم ، لكن الشرطة تحرشت بيهم ، وادخلت حتى تفرقهم وصارت المشاكل بعدها. يمة لو شايفهم ، يسوون أجداد أجداده ، بس لو أكو حكومة بيهه خير بهالبلد جان ماسمعنا بهيج دكايك ، لكن شنكول شنحجي ، كلهه من جوه هالمريكان ، همه الجابوا هالشكولات. عبالك قحط ما أكو أوادم ، لو جايبين الشباب اللي جانت بالسجون بزمن صدام مو جان أحسن ألف قاط ، والله كلهه جانت متعلمة وفاهمة وعندها عقل ، ولهالسبب خلاها بالسجون ، بس شنو بيدينه ؟

لكن كل هذا السواه ابن شلتاغ بجفة ، و موقف نوري المالكي بجفة ، لأن هذا السووا المالكي ما ينسكت عنه أبد ، اشو هوه بدل ما يدز علمحافظ والشرطة ويلزمهم من خوانيكهم ، وايجيبهم مكلبجين لبغداد ويذبهم بالسجن مثل اللجلاب على هالمصيبة السووهه ، يروح يصدر بيان ويطلب بي من الشرطة اللي قتلت الشباب بان يحافظوا عالنظام والقانون ، سامع بعمرك يمة هيج جنون. هاي جمالة ، بدل مايروح على أهل المكاريد اللي فقدت ولدها ويعزيها بمصيبتها ، يروح للحرامي ويكلة دير بالك من الحرامية ، عود هذا المالكي اللي كلنا عليه أحسنهم وخوش أدمي. لكن الناس شمدريهه يمة ، شافوه يحجي حلو ومهندم ، وما عنده زايدة ناكصة ، كالوا أي والله هذا وغيره لاع ، اشو طلعنه ابو وجين.

والله لو جان المحافظ عنده شوية عقل ، جان طلع عالمتظاهرين مثل الأوادم ، وحجا وياهم جم حجاية بالعيني والأغاتي ، جان كل هالطلايب ما صارت ، وجان الشباب رجعت لبيوتهه ، بس عقل ما كو ، هيج راحت أرواح الشباب الحلوة حرام بحرام ، من الله ينتقم من كلمن جان السبب.

ما كتلي يمة ، شنو رأيك ، ترضى باللي سووا المالكي؟

أجبت :

لا يا أمي ، لا يمكن أن أرضى من موقف المالكي ولا من تصرف المحافظ والشرطة ، فقد كان عليه احالتهم للتحقيق ،للكشف عن من أمر باطلاق النار، وكاجراء أولي كان عليه عزلهم عن مزاولة مهامهم الوظيفية حتى تكشف الحقيقة للناس. وبعد ذلك يحال المتهمين لمحاكمتهم محاكمة عادلة ، لينالوا جزاءهم ، ولا يجب اسثناء المحافظ من ذلك اذا كان هو من أمر باطلاق النار ، حتى لو كان من جماعة المالكي. وعلى المالكي الاعتذار باسم الحكومة من الجماهير البصرية عامة ، ومن عائلات الضحايا خاصة ، وبتعويضهم عن مصابهم تعويضا يتناسب مع الحادث المحزن. وعلى الحكومة أن تستفيد من الحادث لتعيد النظر بسياستها بخصوص الخدمات الأساسية التي تواجه بالاهمال غير المعقول. إن اسلوب القمع من صنع الديكتاتوريين وأعداء الشعوب ، وفي التاريخ دروس كثيرة ذات قيمة عظيمة على الحكومة العراقية الاستفادة منها ، قبل أن تخاطر مرة أخرى وتعيد ما ارتكبته في البصرة. فأسلوب كهذا قد ولى زمانه ، و لا يحظى ممارسيه في التاريخ الماضي والحاضر بغير احتقار شعوبهم ، واعتقد يا أمي ، أن خطأ المالكي لا يغتفر ، ولا يمكن السكوت عنه.

أي يمة ، لا عاب حلكك ، لعد شبيك ما تكتب لا تكول ، بس تقرى كتب وجرايد من الصبح لليل ، يمة يرادلك تشد حيلك انت وجماعتك ، لازم تروحون وتسوون مقابلات ، ومظاهرات للحكومة بكل مكان ، يمة ترى البلد دايروح ، والخراب بكل مكان ، هذا الوكت مو وكت شعليه ، مثل ما جنت تكول بزمن صدام ، لازم كلمن يكوم باللي عليه على كد حاله ، بس مو يكعد ويحجي ، ترى ماتنحل مشاكل البلد بالقال والقيل. شفت يمة شسوت مظاهرة الشباب بالبصرة ، خلت وزير الكهرباء يستقيل ، وبعد وبعد ، شوف شراح يصير. عبالك الشهرستاني راح يحلهه لمشكلة الكهرباء ، هذا كله حجي يمة ، الشهرستاني لو بي حظ جان حل مشكلة البوك والنهب وتهريب النفط بوزارته ، اللي كل الناس تحجي بيهه. ليش الناس ما تعرفه للشهرستاني ، هو هم مثل صاحبه أبو الكهرباء ، أربع سنين كلشي ما سوة ، غير وزع حقول النفط عالشركات الاجنبية وكعد . بس أني أكلك بس الحجي والزمط بي، كل يوم يطلع بالاخبار ويكول ، راح انصدر 12 مليون برميل نفط باليوم ، ومن شفنا لهال اليوم ما زاد التصدير عن المليونين برميل اللي جانت تتصدر بزمن صدام ، ما كتلك بس الزمط . عود فرحان عقد اتفاقيات مع الشركات ، وكل يوم يتفاخر بيهه ، وليهسه كلشي ما قبضنه من عقوده ، ولي هسة ما كشف عن حقيقة ذيج العقود ، ما ندري شكو بيهه مابيهه. يمة فرك كل حقول النفط عالشركات الأمريكية والانكليزية والصينية والفرنسية وكعد ، هسه لا شغل لا عمل ، لعد من هيج انطا المالكي شغلة الكهرباء.

شايف يمة ، هذا اللي جنت تكول عنه عالم محترم ومناضل ، شكد كتبتله الناس رسائل ومقالات ، وتوسلت بيه أن ما يطي آبار النفط الشغالة والغنية للأجانب ، و كللولة خلي يشغلوها عراقيين ويستفيد منها البلد ، ودك رجل إلا يطيها للأجانب ، وطاها وطاها ، أي ليش مو هذا بلدك ومصلحته ، شلون تقدم مصلحة الأجانب عليه؟ ، هذا الجنت تكول عنه وطني ، لأن جان صدام خاله بالسجن. هسه راح نشوف راح يفتكه علينه ، وليلنه راح يساوي نهار بالكهرباء ، مو المالكي بلسانه اليوم كال الكهرباء ما راح تصلح كبل 2012. وآني أكلك وكول أمي كالت ، الكهرباء ما راح تكوم له قائمة ، لأن الفلوس اللي تخصصت كبل خمس سنين للكهرباء صفا عليهه الماي ، وما كو شركة أجنبية تسوي شغلة بلا فلوس ، والفلوس يا ابني بجيب العروس.

أكلك يمة ، جا بالي ، ردت أسألك على شي مدوخني ذيج الدوخة ، وهسه اتذكرت ، من يوم فضيحة وزير التجارة فلاح السوداني اللي طلعه المالكي براءة ، ماتعين بمكانه وزير جديد ، بس سمعت تعين بمكانه واحد بالوكالة هم من جماعة المالكي ، وهالنوبة هم سواها المالكي ، ما عين واحد غريب بمكان وزير الكهرباء ، بس عين الشهرستاني اللي هوه من جماعته ، شنو تفسيرك الهه يمة ، لو آني خرفيت؟






 

 

free web counter