| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الثلاثاء 1/12/ 2009

 

السيد أياد جمال الدين ... أخشى عليك من كواتم الصوت...؛؛

علي ألأسدي - البصرة

وجه السيد أياد جمال الدين " العضو السابق في القائمة العراقية والرئيس الحالي " لحزب أحرار " رسالة شخصية إلى رئيس لجنة التحقيق حول قضية العراق في المملكة المتحدة ، السير جون جيلكوت ، يطلب فيها إعطائه فرصة للحضور والاستماع إلى جلسة تقديم الأدلة .
ومن المعلوم أن الحكومة البريطانية الحالية قد استجابت لطلب أعضاء في مجلس العموم البريطاني لبدء التحقيق في كيفية التوصل إلى اتخاذ قرار الحرب في عام 2003 إبان الحكومة العمالية برئاسة السيد توني بلير الذي كان له دورا حاسما بالإطاحة بنظام صدام حسين. ومن المعروف أيضا أن الرأي العام البريطاني قد عبر بمظاهرات مليونية عن رفضه مشاركة بريطانيا في تلك الحرب. وقد استمعت لجنة التحقيق لعدد من المسئولين السياسيين والدبوماسيين السابقين والعسكريين بغرض جمع القرائن عن الدور البريطاني في تلك الحرب ، وفيما إذا تم تضليل الرأي العام بشأن المبررات التي ساقتها حكومة بلير والتي بناء عليها اضطلعت بريطانيا بدور حاسم في تلك العملية العسكرية التي ما زالت تداعياتها تهيمن على الساحة السياسة العالمية.

الكثير من الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية العراقية المعارضة ، بما فيها السيد جمال الدين نفسه ، قد شاركوا بشكل فعال في معارضة الحكم السابق ، وساعدوا وأيدوا الدور الحاسم الذي اتخذته قوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الإطاحة بذلك الحكم. لكن السيد جمال الدين واحد من الذين خاب أملهم في السياسات التي اتبعت من قبل قوى التحالف بعد إطاحة النظام ، وفي الحكومات التي نصبت بمساعدته. فقد ميز الفشل والفساد الاداري والمالي والسياسي نشاطاتها بشكل تام ، كما أن التخندق الطائفي الذي مارسته تلك الحكومات حول بلادنا إلى دولة فاشلة بكل المعايير السياسية والاقتصادية والعسكرية والادارية والأخلاقية والوطنية. لقد فشلت الحكومات الثلاث التي آخرها حكومة المالكي في وضع خطة تنموية للتعجيل في نمو الاقتصاد العراقي وانتشال العاطلين عن العمل من البؤس الذي جعلهم سلعة سهلة للمنظمات الارهابية.

لقد عبر السيد جمال الدين عن أرائه في وسائل الاعلام وفي مجلس النواب المهيمن عليه من قبل الكتل السياسية الكبيرة ، محملا تلك الكثل المسئولية عن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية ، وبالأخص الفشل في تحقيق المصالحة الوطنية التي يعتبرها العامل الحاسم في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. لقد جاء في الرسالة التي وجهها السيد أياد جمال الدين زعيم " حزب أحرار " إلى رئيس لجنة التحقيق البريطانية : - لا يوجد هناك مجموعة أخرى من الناس غير الشعب العراقي تستحق منحها الفرصة للاستماع إلى الأدلة التي قدمت الى لجنة التحقيق-. وأضاف قائلا :

" في اعتقادي ، بوصفي ممثلا للشعب العراقي ، فأن وجودي سيكون بمثابة تذكير لحكومة بريطانيا العظمى بأن العراق لا يزال صداه مدويا بالنسبة إلى الإجراءات التي اتخذت منذ 6 سنوات. فبدلا من خوف العراقيين من نظام صدام حسين ، فأن العراقيين يعيشون في خوف من العنف الطائفي والفساد المستشري الذي يحتاج إلى معالجة الآن أكثر من أي وقت مضى. وبدون رقابة دولية قوية على الاجراءات الحكومية الحالية ، فقد تعرقل الطائفية والفساد الاداري الانتخابات المقبلة بشدة . إن " حزب أحرار " يدعو المجتمع البريطاني والدولي لضمان اجراء انتخابات نزيهة وحرة وآمنة متى ما تم استدعائهم من اجل ذلك ".

لقد حاولت المليشيات الشيعية تصفية السيد أياد جمال الدين في عام 2005 قبيل عملية إجراء الانتخابات العامة ، لكن استبساله ومن معه حينها في الدفاع عن نفسه أفشل الخطة ولاذ المجرمون بالفرار. لكنه يظل هدفا مادام متمسكا بمثل الوطنية وعدم الانحياز الطائفي ، وأكثر من ذلك صراحته بالدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد التي يشترط لتحقيقها تفاهم العراقيون وتصالحهم مع أنفسهم ، ونبذ الطائفية باعتبارها المسبب الرئيس لتوتر الأجواء السياسية والعلاقات بين جماهير الشعب. إن مثل هذه المثل الراقية من معمم شيعي وديمقراطي ، يدافع بصراحة ودون وجل عن مبدأ فصل الدين عن الدولة ، وعن حرية الناس في معتقداتهم وإيمانهم ، لا تسر تجار الدين والمذهب ، و لا المتلاعبين بعواطف الناس البسطاء وحسن نواياهم.

ومن هنا خوفي عليك أيها المواطن الشريف ، الفريد في زمن حيث يكافئ القتلة بالجنة وحور العين ، وحيث أصبح كل محرم حلالا بإذنه ، وكل ممنوع عقلا جائز شرعا بعونه أرحم الراحمين.

أيها المواطن النبيل انتبه لنفسك من كواتم الصوت ، فقد أزهقت رصاصاتها علما ثقافيا عراقيا قبل عام هو الكاتب والوطني البارز كامل شياع ، وقبل أيام استهدفت حياة الصحفي عماد العبادي ، والغرض في الحالتين إسكات صوت الحقيقة وحرية الكلمة. أحذر المدعين بشيعة أهل البيت المهيمنين على السلطة والثروة والدين ، فقد أثبتوا خلال الست سنوات الماضية أنهم ليسوا من أهله ، ولا يحملون ذرة من نقاوة خاتم المرسلين ، ولا أمير المؤمنين ، ولا سيد الشهداء.
 


البصرة 1 / 12 / 2009







 

free web counter