| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الأسدي

 

 

 

الأحد 18/11/ 2007



الاعظمية تعود الى اهلها فمتى يعيد الدليمي اهل الجامعة والعدل اليها؟؟

د.علي الأسدي

لم تهتز قناعتي يوما،بان دعاة التمييز والتفرقة الطائفية في مجتمعنا لايمثلون الا انفسهم، وان ما طفا على السطح خلال السنين الاربع الماضية،كان غريبا عن ثقافتنا ووعينا وتاريخنا المشترك. وما حاول اعداء التأخي والوحدة الوطنية العراقية ان يصلوا اليه،هووقف عملية التحول الديمقراطي والاقتصادي،بهدف خلق الاجواء لعودة الديكتاتورية ولكن بفنطازيا دينية ممسوخة ومرفوضة من اكثرية ابناء شعبنا. ان مفبركي الفكرالمتخلف برغم الاموال الكثيرة التي وضعت تحت تصرفهم، فشلوا في زرع بذور الشقاق وتفجيرحرب عبثية بين مكونات شعبنا.
اقول هذا وانا اتابع انتصارات مجالس الصحوة في معركة الضمير ضد مرتزقة القاعدة في العديد من مناطق العراق .وفي الايام الاخيرة تمكن مجلس صحوة الاعظمية، من تطهير اكثر الاحياء فيها من الزمر الارهابية، مما بث الفرحة ليس في نفوس اهالي الاعظمية النجباء فحسب، وانما في في نفوس كل العراقيين المتطلعين بصبر وتفاؤل لتحرير بقية الاحياء من خاطفيها ليعم الوئام و الحياة الامنة الجميع.
. وفي غمرة هذه الفرحة العامرة، يخرج على وسائل الاعلام واحد من سياسيي هذا الزمن الصعب، قائد مليشيات تهجير في حي العدل والجامعة، ليدعي بلهجة امراء الحرب " لا اوافق على عودة الشيعة الى المنطقة، قبل عودة السنة الى مناطقهم".
واذا ما اتخذ امراء حرب في احياء اخرى نفس موقف الدليمي الخاطئ والمؤلم هذا، فما ذنب اطفال احياء القائدين المغوارين، واي معركة هذه التي يخوضونها لحرمان ابناء شعبهم من مزاولة مهنهم وحرمان اطفالهم من التعليم والصحة والامان والتطور؟.
واي مأثرة تاريخية يسجلها هؤلاء القادة الطارئون لطوائفهم الذين يزداد احباطهم وتتضائل ثقتهم بالمستقبل، في حين تتعقد معاناتهم من يوم لاخر، وتتلاشى امالهم في تحسن مستويات حياتهم المعاشية والسكنية والصحية ؟
ان ادعاء امراء الحرب الزائف بالحرص على الطائفة والتباهي بالدفاع عنها ضد الطائفة الاخرى، ليس الا وسيلة ابتزازغير نظيفة وقصيرة النظر.ان ابناء حي الدليمي من السنة لايلبسون الفيصلية مثله،ولايلبسها الشيعة ايضا،ولا يختلف ابناء الطائفتين في لون بشرتهم وعيونهم وانوفهم وقفاهم ومقدمتهم، لا يتكلمون لغة مغايرة لبعضهم البعض. وليس للسنة طريقة مشيهم المحمدية وللشيعة طريقة مشيهم الصفوية او العلوية او الحسينية.
والناس في حي الجامعة والعدل كما في العراق كله، لا يحملون مستندات تعريف تثبت شيعيتهم اوسنيتهم. لا مصلحة لاي مواطن بصرف النظرعن الطائفة التي نشأ فيها ان يدفع به لحرب جنودها جيران واقارب و ابناء ينتمون للعراق العريق في ائتلاف مكونات شعبه ورسوخ وغنى ثقافته عبر التاريخ.
ان السيد الدليمي سياسي افرزته الظروف الطارئة التي يمر بها العراق،ولم يكن بالتأكيد ضرورة تاريخية فرضها تطور البلد الاجتماعي والسياسي، فلم يكن له سجل نضالي من اي لون، وان راوده شعور قائد جيش في كل مرة يقف فيها امام عدسات التصوير ووسائل الاعلام.لكنه قائد كتلة برلمانية لها اكثر من اربعين نائبا،و يشار اليه بالبنان احتراما للمكون الذي يمثله في برلمان اخر زمان.
لقد عبرت شخصيات عديدة في مجلس صحوة الانبار والاعظمية عن استغرابها من تصريحات الدليمي المحبطة للامال، واصفين اياها بالرأي الفردي الذي لا يمثل الا شخصه،وانه لايمثل اهل السنة.
فعن اي سنة يتكلم الدليمي؟
ان ابناء شعبنا من السنة رفضوا الفتنة الطائفية وعلى عكسها تماما، ساندوا بحرارة ، الدعوات التي اطلقها وجهاء الاعظمية والانبار وديالى وغيرها، لتوحيد الامة ضد شرور الكراهية والفرقة. وكان في مقدمة اولئك الخيرين الشيخ الجليل احمد عبد الغفور السامرائي مدير الوقف السني، رمز الاخوة والتعايش بين جماهير شعبنا الوفية.
ينبغي على الدليمي وامثاله ان يأخذوا من مواقف الشيخ السامرائي دليل عمل، للسير ذات الطريق لاعادة الامل وبناء الثقة بين ابناء شعبنا من اجل اعادة بناء العراق. وعليه ان يعلن عن اعتذاره لاهالي حي الجامعة والعدل الذين اجبرتهم مليشياته المدججة بالسلاح، على النزوح الى ارض الله المتربة بلا متاع بحثا عن ماوى انسانيا يحفظ لهم كرامتهم وامن وشرف ابناءهم ونسائهم .
انه امر مؤسف حقا ان يتصرف رئيس قائمة مهمة في البرلمان هكذا، ويهبط الى مستوى امراء الخطف من الملثمين واصحاب الدشاديش السود،ممن افرزتهم اوساط دونية من الجهلة والمرتزقة،ليسلكوا طريق الجريمة والابتزاز، تحت يافطات الجيوش العقائدية مثل المهدي وعمروبدروالقاعدة والقائمة تطول بفضل السخاء العربي .
اعتذر ايها السيد الدليمي من ابناء وطنك، قبل ان يحل زلزال اخر، اقوى من الزلزال الذي انهى جيوش جرارة غاشمة، بينها الامن والشرطة والمخابرات والحرس الجمهوري والقوات الخاصة وفدائي صدام وجيش القدس وغيرها من الجيوش،وعندها( لن يحصد الفرد الا ما زرع).

 

free web counter