| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الثلاثاء 9/ 10 / 2007

 





حرب بدأت قبل ساعة الصفر


علي عرمش شوكت

لم يحصل من قبل ان نشبت حرب بين خصمين على ارض غير ارضيهما الا في الحروب العالمية ، ولم تستمر حرب دون الاعلان عنها ، ولم يتم التساوم بين المتحاربين الا بعد انهاك الطرفين المتحاربين او انتصار احدهما على الاخر ، غير ان الذي يجري على ارض العراق من حرب قذرة بين ايران من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى يكشف عن نمط تتجلى فيه كل ما اشرنا اليه من غرائب الامور ، حيث دارت رحاها دون ان تقرع طبولها اوتحددلها ساعة الصفر ، ومن المعلوم بأن حرب 2003 كانت سياقاتها مزدوجة، فالمعلن من اهدافها كان لاسقاط نظام صدام الدكتاتوري ، ولكن غير المعلن ربما يشمل اكثر من بلد مجاور للعراق ، ورغم ان ايران قد ساعدت الادارة الامريكية بصورة غير مباشرة في اسقاط نظام صدام وكذلك في اسقاط نظام طلبان في افغانستان ولكنها تداركت على عجل وغيرت نهجها وقلبت ظهر المجن، وبدات تخوض الحرب ضد الولايات المتحدة من تحت الارض اذا جاز هذا التعبير ، لأنها وجدت فيها وسيلة مناسبة للمقايضة، وغدت تحمل رسائلها (الصوتية ) من خلال الخطب النارية ثمن ايقاف حربهاضد الوجود العسكري الامريكي الذي يساوي وفق حساباتها الغاء الموقف المضاد لبرنامجها النووي المثيرللجدل وللاعتراض في الغرب ، وايقاف العقوبات الاقتصادية عليها .
والجديد في هذه الحرب انها تدور على ارض ليست ارض المتحاربين كما ان وقودها يكاد يكون ليس من ابنائهما ايضا ! ما عدا بعض افراد الجيش المتعدد الجنسيات ، مع ان الطرفين يدعيان الحرص على مصالح الشعب العراقي !! ، ولابد هنا من قول الحق ، فالولايات المتحدة لاتستهدف قتل العراقيين دون تمييز لتركيع ايران ، بل تستهدف من يغدون وسيلة بيد ايران بهدف هزيمة واشنظن من ارض العراق ، غير ان التدخل الايراني يأخذ نمطا اكثر سوءا ، فمن يستخدمهم من العراقيين هم في عداد الضحايا فضلا عن اؤلئك الذين يقتلون دون تمييز بالاسلحة الناسفة والصوارخ العشوائية الايرانية العابرة للحدود ، فهل تأمل ايران ان تسد الطريق على الولايات المتحدة بجثث العراقيين ؟! ، وتريد من الشعب العراقي ان يصدقها ويشكرها على هذا العون الاسلامي الشقيق ، وانعكاسا لهذا المشهد المقرف تنتصب امامنا بصورة اجبارية مقارنة لابد منها مفادها ،ان الدولة الامبريالية الرأسمالية المتوحشة المحتلة للعراق لايعقل بأن تكون قسوتها اقل من قسوة التدخل الايراني الاسلامي تجاه الشعب العراقي !!، واذا ما كان ذلك التدخل يحسب من قبيل الدفاع عن النفس ان فينبغي ان يكون قبل اوعند الحدود العراقية الايرانية ، وسيكون الشعب العراقي برمته حينذاك الى جانب الشعب الايراني الشقيق ، وعند استمرار هذا التدخل الذي لايحسب اي حساب لمصيرالعراق واهله سوف تكون كلمات الاخوة وحقوق الجيرة والاواصر الاسلامية باهتة وبلا معنى في قاموس العراقيين، وبالتالي لا يأبهون ولايخشون لومة لائم اذا ما تصرفوا بردود فعل تعاكس وتضاهي الفعل المضاد القاسي الذي يعرض بلدهم الى النهب والسلب والقتل بالجملة واخيرا يتوج بجريمة التقسيم التي انطوت عليها خطة السناتور( بايدن )، كزبدة طبيعية للنهج المحاصصة الطائفية والعرقية ، وحالة الفوضى التي تخلقها هذه الحرب السرية العلنية !!
وتأتي تصريحات الرئيس الايراني( نجاد ) التي يرددها بمناسة وبغير مناسبة - بأن الولايات المتحدة غير قادرة على شن حرب ضد ايران – وبهذا يحاول تبريد القلق الداخلي من ناحية وتذكير واشنطن بأن لديه اوراق هامة للمساومة او للمقايضة من ناحية اخرى ، ومعناها ان ايقاف التدخل في العراق يكون ثمنه ايقاف التدخل في موضوع التصنيع النووي الايراني ، ولكن طهران لم تتمكن من اختراق جدار الموقف الامريكي الغربي المتشدد والمتصاعد وبخاصة الموقف الفرنسي ، وقطعنا للطريق امام الرئيس الايراني ( نجاد ) يأتي الرد الامريكي وعلى لسان الرئيس الامريكي (جورج بوش ) والذي يؤكد على استبعاد الضربة العسكرية ضد ايران وانما المزيد من العقوبات، الامر الذي يزيد من القلق الداخلي الايراني ، ولم ينته الجهد العسكري ضد ايران داخل العراق بهذه الحدود ، بل وصل الى استهداف حتى السفير الايراني في العراق واعتباره احد افراد( فيلق القدس )الايراني المتهم بالتصدي للقوات الامريكية على ارض العراق ، اذا الحرب غير معلنة و تتصاعد ولكن خارج حدود الطرفين وفاتورتها على حساب الشعب العراقي المغلوب على امره ، ولكن لم نلمس اية ملامح تذكر لموقف الحكومة العراقية!! عسى ان يكون المانع خيرا .