| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الأثنين 7/1/ 2008



الراصد

تحالفات جديدة ام اعادة انتشار

علي عرمش شوكت 

اشهر قلائل وستنقضي خمس سنوات عجاف حلت على الشعب العراقي بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 ، لقد مضت هذه الحقبة الزمنية وكانت جلبت للعراقين مزيدا من المعاناة التي تكرست ابان حكم الاستبداد والظلم الداخلي والتعسف الخارجي المتمثل بالحصار المدمر ، ومن المهم هنا ان نشير الى العوامل الفاعلة التي ساعدت على هذا التدهور وان كانت غير مجهولة ، كان الحل العسكري المتمثل بالاحتلال وبالرغم من تخليصه للشعب العراق من اشرس طاغية في هذا الزمن الا انه وفي الوقت الذي يحاول فيه التخلص من اسلحة صدام الفتاكة قد جلب لشعبنا الطائفية المقيتة ، التي لايقل فتكها من تلك الاسلحة ، واستدعى بهذا الشكل او ذاك القوى الارهابية الاتكفيرية لتصفية الحساب معا على ارض العراق ، ولكن يتصدر هذه الاسباب ، جرائم وتخريب بقايا الصداميين الذين تحولوا الى اداة بيد منظمة القاعدة الارهابية ، بهدف تحقيق اضغاث احلامهم بالعودة لحكم العراق بالرغم من ان الزمن قد طوى صفحتهم .
عملت خلال هذه المرحلة اوساط سياسية عراقية مختلفة ضمن ما اطلق عليه ( العملية السياسية ) ووفق أسس المحاصصة التي لم تحظ بالاجماع ، لكونها استندت على نهج معاكس لمعيار المواطنة وشاطب على اسس الكفاءة ، ومن المؤسف قد اكدته الانتخابات غير المصانة هي الاخرى من الاختراقات اللاديمقراطية وغير المشروعة ، وكانت الحصيلة ضياع البنين والمال فضلا عن الزمن الذي يعادل لدى العالم المتحضر والساعي الى مواكبة التطور اغلى من النفائس ، ان هذه الحصيلة المؤلمة حقا قد اصبحت عنوانا صارخا تاركا صداه يدوي في ارجاء الوطن عموما ، وعليه غدت الدعوة الى وقف هذا المنحى المنحي المتدهورعلى كافة الالسن ، وقبل ذلك في قلوب العراقيات والعراقيين المخلصين لوطنهم ، هذا مما افرز موقفا لم يلمس لدى النخب السياسية المتحاصصة الحاكمة من قبل، اذ تجسد بالاندفاع لتشكيل تيارات وتحالفات خارج عن نطاق المحاصصات الطائفية على حد ادعائها ، لكنها تقترب من دعوة الحزب الشيوعي العراقية التي اطلقها مبكرا من خلال مشروعه الوطني الديمقراطي للحل ، والداعي من جملة ما دعا اليه ، تشكيل الجبهة الوطنية الواسعة البعيدة عن المحاصصة الطائفية والاثنية التي جلبت الوبال على الشعب العراقي عموما .
ان بورصة السياسة العراقية اذا سمح لنا بهذا القول قد شهدت في الاونة الاخيرة طرح ( اسهما تحالفية ) جديدة اشارت الدعاية التي سبقتها بأن رصيدها ( المواطنة والديقراطية والحرص على المصالح العامة )، وتميزت بتلاحق طرحها ، و من خلال قراءة ابجدياتها وتوقيتاتها يظهر فيها التزاحم واللجؤ الى السبل الاستباقية لكي لا يفوت الاوان كما يبدو ، غير انها مشروعة في العرف الديمقراطي على اية حال ، و لكن الذي كان ينتظره الشعب العراقي هو العمل على وحدة القوى الوطنية والديقراطية والاسلامية والقومية الفاعلة ، بجبهة لاوسع الاوساط المؤمنة بالديمقراطية وتعزيز العملية السياسية ، وليس التسارع لطرح مشاريع تكتلية ومحاور جديدة منسلخة عن كتلها واحزابها الاصلية ، ومن ابرز تجلياتها التي كشف عنها هي الدعوة لتشكيل تيار وصف بأنه خارج اطار المحاصصات ذلك ما اعلن عنه الدكتور ابراهيم الجعفري مؤخرا ، وسبقه الاعلان عن مشروع مازال يعمل الدكتور اياد علاوي من اجل طرحة ، كما يعلن رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي في الوقت ذاته ومن موقعه الرسمي عن نيته على اجراء تطوير للعملية السياسية ، كل ذلك يطرح الى جانب التحالفات التي سبق وان اعلن عنها ، وهي ،التحالف الرباعي ،التحالف الخماسي ، واخيرا وليس آخرا الاتفاق الثلاثي ، كما ويقال ان للتيار الصدري مشروع تحالف لم يكشف عن تفاصيله بعد ، ومثله لحزب الفضيلة مازال بطور الاعداد ايضا .
وتجدر الاشارة الى ان كل ما تقدم طرحه من تحالفات وتيارات جديدة تدعي بانها سوف تكون قاعدة لتحالف اوسع ، متناسية بانها ستفرط بوحدة كتلها و بوحدة احزابها ، فكيف لها التمكن من تشكيل قاعدة لتحالف اوسع ؟؟ ، ومع انها من الوهلة الاولى يتراءى بانها تطرح مقاربات فيما بينها ، ولكن عند التمعن بها يتبين بأنها تشكل تزاحما ومزايدات غايتها تبوء موقع القيادة للجبهة التي ينضوي تحت جنحها الجميع ، انطلاقا من ان مثل هذه الجبهة المرجوة هي التي تفرض نفسها في المرحلة الراهنة ، كقاعدة اساسية للخروج من الازمة ، حيث اتسع الوعي وزاد تلمس المواطنين ومن خلال التجربة الماضية بان نمط الحكم الحالي لم يعد مقبولا ولا تعول عليه الجماهير لاعادة بناء الدولة العراقية ، فقد وصل الامر بالجماهير الى الاعلان عن ندمها بمناسبة وبغير مناسبة على اعطاء اصواتها الى النخب التي تحكم الآن ، والتي ضيعت البنين والمال والزمن الثمين ، ولهذا تسارع هذه الكتل لمعالجة امورها واعادة انتشارها في مواقع جديدة وبمظهر مقبول قبل ان تزيحها ارادة الجماهير ، ومع كل ذلك فاذا ما كانت هذه المشاريع تستهدف فعلا معالجة الازمة السياسية العراقية ، فالاولى بها الالتحاق بما سبقها من مشاريع متشابهة بالهدف الاساسي وبالتالي تشكيل جبهة لاوسع القوى السياسية الوطنية والديمقراطية العراقية ، رافضة التشرذم بكتل منشطرة عن كتلها الاساسية .






 


 

free web counter