| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

السبت 29/12/ 2007



الراصد

صلت من اجل شعبها فقتلوها في محراب صلاتها

علي عرمش شوكت

هذه هي قائدة حزب الشعب الباكستاني ( المرأة الزعيمة ) التي بادرت قبل غيرها لانقاذ شعبها من المد الظلامي التكفيري ، المتمثل بتنظيم القاعدة وطلبان ومن لف لفهما ، كانت تدعو وتصلي في كل بقعة من تراب وطنها باكستان من اجل السلام والامان والخير لشعبها والقضاء على الارهاب ، وبوعيها العالي واحساسها المباشر باحوال شعبها وبخاصة الطبقات الفقيرة والكادين قد ادركت ماذا يشكل الفقر من ارضية خصبة يعشعش فيها الارهاب والفكر المتخلف التكفيري العدمي الظلامي ، فكان خطابها قبل الاخير هو مقتلها ، عندما قالت : ( السكن للعوائل الفقيرة والخبز للجياع والعمل للعاطلين ) ، وكانت حاولت قلب الطاولة بوجه القادة السياسيين الذين لم يعالجوا اسباب العلة ، انما قصدت الاشارة الى انهم كانوا يحاربون الارهاب متى ما اوجعهم اومس بمواقعهم ، لايأبهون به حتى وان بات بجوارهم ، قالت ( بنزير بوتو ) في خطاب لها وهي تؤشر بيدها الى بعض المدن الباكستانية في منطقة القبائل وتقول ( لقد عجز قادة البلاد من كبح جماح الارهابين ، وان هؤلاء القتلة سيصلون الى العاصة اسلام اباد ) .
لقد فتحت السيد ( بوتو) اضواءا كاشفة على اوكار الرهابيين وعلى من يلوذون بظله ، ودقت جرس الانذار من الخطر الكامن المتمثل بامتدادات القاعدة وطلبان ، واهابت بالقوى الباكستانية الوطنية للتحرك في سبيل مواجهة الارهاب ، غير ان المجرمين تغدوا بها قبل ان تتعشى بهم كما يقال ، وذلك بضربة استباقية كرروها اكثر من مرة ، ومنذ اكثر من ثلاثين عاما جرى قصاص لوالدها ايضا ، السيد ( علي بوتو ) اول رئيس وزراء منتخب بعد استقلال باكستان ، وخلف ذات الدوافع وربما ذات الجهات الاجرامية ، حيث نبهت المغدورة في اللحظات الاولى لرجوعها الى وطنها ، بان الجهات التي اعدمت والدها ستكون هي التي ستسدفها ، ومع تعدد التكهنات والتشخيصات وحتى ادعاء القاعدة باغتيالها الا ان جهات عديدة يمكن ان تحاول التخلص منها ، ننطلق بتصورنا هذا من كونها قد برزت كقائدة سياسية معارضة للنظام العسكري القائم ، ورفعت لواء الديمقراطية والعلمانية ،ومما لاشك فيه توجد جهات معادية للديمقراطية وفي ذات الوقت متشدد دينيا تملء الساحة السياسية الباكستانية ، ولا يروق لها ان ترى السيدة ( بوتو ) زعيمة حزب الشعب ذات النفوذ الواسع تمضي في توجهها هذا ، لاسيما والانتخابات على الابواب ، اما كونها امرأة فهذا وحده كفيل بان تتكالب عليها كل قوى التخلف و التعصب الديني لتمنعها من الوصول الى سدة الحكم وقيادة بلد اسلامي كما جرى لها سابقا .
لقد كانت السيدة ( بوتو )زعيمة سياسية معارضة وتعيش خارج بلادها ، وكما يبدو ان جهات دولية شعرت بان الوضع في باكستان هذا البلد الذي يقدر امتلاكه لخمسين قنبلة نووية على وشك الانهيار امام قوى الارهاب المتكالبة والمتعشعشة في ثناياه ، حيث كان المصنع الاول لها ، بحاجة الى توازن قوى اذا لم تكن قوى رادعة ، فجرى التحرك على زعماء المعارضة في الخارج ومنهم السيدة ( بوتو ) رئيسة حزب الشعب الباكستاني المعارض، اضافة الى السيد ( نواز شريف ) رئيس حزب الرابطة الاسلامية ( عوامي ) المعارض ايضا ، وبذلت جهود اقليمية ودولية للتصالح مع النظام العسكري القائم ، غير ان زعماء المعارضة هؤلاء عندما دخلوا البلاد لم يتمكنوا من التخلص من موقف الخصومة مع الجنرال(برويز مشرف ) ، وكان مطلبهم الاول هو استقالة رئيس الجمهورية ، وبذلك فتحت صفحة ساخنة بين الحكومة والمعارضة ، علما ان الطرفين يتصارعان على استلام ( صولجان) الحكم من خلال الانتخابات التي هي الاخرى على الابواب حيث ستجرى في الثامن من شهر يناير 2008 ، لهذا لايستبعد ان تشهد معركة العملية السياسية في الباكستان محاولات اطاحة استباقية بين الخصوم ، ولايستبعد ان تصل الى مستوى التصفيات الجسدية مثل ما جرى للسيدة ( بوتو ) ، فهذا البلد فيه سوابق تصفية حسابات سياسية اكثر قساوة مما حصل ، هذا وناهيك عن قوى الارهاب التي لاتعرف غير اسلوب الابادة والقتل للخصوم بل للاعداء وللكفار الذين يخالفونها في المنهج .
ان ما جرى للسيدة ( بوتو ) سيعزز الخشية لدى الادارة الامريكية على وجه الخصوص من امكانية القاعدة على الوصول الى السلاح النووي الباكستاني بهذه الطريقة او بتلك ، لكون النظام الحالي والجيش الذي صرفت عليه عشرمليارات دولار من قبل واشنطن بات غير جدير بردع الارهابيين ، هذا ويضاف له معرفة حقيقة اختراق القاعدة للمخابرات الباكستانية هذه المؤسسة التي انشأت ورعت المنظمات التكفيرية الارهابية ( طلبان ) وغيرها في افغانستان وباكستان على حد سواء ، وما زالت كما يبدو تتعاطف معها ، ولم تكن بعيدة الجهود المركزة التي يبذلها حلف الناتو بكل قوامه على ارض افغانستان لمحاربة الارهاب ، الا ان ذلك لايخلق الاطمئنان لدى الادارة الامريكية والغرب عموما بابعاد خطر وقوع الاسلحة الباكستانية بيد قوى الارهاب ، التي لاتتورع من استخدام اي سلاح ومهما كانت قوته التدميرية لضرب المصالح الغربية ولن تستثني اية فرصة تسمح بذلك ، وعليه يتوقع ازدياد حدة المواجهات مع الارهاب في باكستان ولا يؤمل بالحلول السياسية عبر الديمقراطية ، التي كان قد عول عليها حينما دفعت قوى المعارضة الى دخول باكستان لخلق توازن قوى سياسي لصالح الحياة الديمقراطية وبالتالي ردم منابع الارهاب ، فما يرشح عبر ثقوب تداعيات الوضع السياسي في باكستان يؤكد احتمال الاعتماد على ثقل عسكري امريكي نوعي لمعالجة الامور .



 


 

free web counter