| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الجمعة 24/4/ 2009



 مصائب الصابئة المندائيين !!

علي عرمش شوكت
 
ان مصائب الصابئة هذا المكوّن العراقي الاصيل هي الطباع المسالمة والاخلاص الوطني بلا حدود ، وشاهدنا على ذلك هو ، لا يوجد بينهم من الحواسم ولا من الارهابيين ولا من اعضاء المليشيات ولا مغتصب ولا من المفسدين ولا من المتصارعين على المناصب وكراسي الحكم ، ولم ينتم احدهم الى اجهزة الامن او صار جلاداً ، بل نجد من بينهم العلماء من امثال المرحوم الدكتور عبد الجبار عبدالله ، ومن الادباء والشعراء والكتاب والسياسيين المناضلين الاشداء ، الذين سجلوا في تاريخ الحركة الوطنية الكفاحي انصع الصفحات ، ولابد ان نذكر بكل احترام واجلال اؤلئك الشهداء البواسل الذين عبروا عن اخلاصهم بلا حدود لقضايا شعبهم ووطنهم ، امثال الشهداء : صبيح سباهي ، مهدي عودة ، حميد شلتاغ ، ستار خضير ، عزيز حميد ، كريم حميد شلتاغ ، بدرية داخل ، اكرام السعدي ، وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم .

لقد عودنا المندائيون على حسن سجاياهم ومنها عدم استخدام اياديهم الا للعطاء الثر من فن وابداع وعلم وادب والمشاركة المخلصة في بناء هذا الوطن ، بل وسبقوا كافة مكونات الشعب العراقي في الوجود والبناء على ضفاف الرافدين ، ومن هذا الجذر السومري الاصيل يتجلى على الدوام اخلاصهم المتفاني لتربة هذا الوطن ، وهذا هو اصل - المصيبة - ، كما عودنا الصابئة على تماهيهم مع باقي ابناء الشعب العراقي ، وذلك بعدم تميّزهم بأي مظهر من المظاهر عن عموم العراقيين ، لا بملابسهم ولا باسمائهم ، ولم ينعزلوا في سكناهم كما تنحو بعض الاقليات ، وكان العديد منهم يشارك حتى بالشعائر والمناسبات الاسلامية ، ولذلك لايسعنا الا ان نوصف من يستهدفوا المندائيين بالاوغاد وفاقدي الشرف .

فهل استهدفت عصابات الجريمة المنظمة مثلاً سارقاً اغتنى بين ليلة وضحاها ؟ ، او مفسداً بات من الاغنياء متخوماً بالثراء من السقط الحرام ؟، الجواب كلا لانهم لايسرقون بعضهم البعض ، تقول التقارير الاولية ان الاجهزة الامنية قد القت القبض على بعض افراد العصابة التي ارتكبت جريمة الطوبجي وانهم اعترفوا بفعلهم القذر ولكنهم ادعوا عدم ستهداف الصابئة بجرمهم هذا وانما كان هدفهم السرقة !! ، ولكن الحقيقة غير ذلك لان الضحايا سبعة من العزّل ولم تصدر منهم اية مقاومة ، وهنالك ما يشير الى ان الجريمة موجهة ضد من احسن خلق الله وداعة ، فبعد يوم واحد فقط حصلت جريمة سطو مسلح في شارع السعدون ولم يتم قتل صاحب المال المسروق الذي قدر بمليون دولار امريكي اي اكثر مما سرق من محلات الصاغة المغدورين ، اذاً فالجريمة مقصودة ومن وحي ذلك الفكر الظلامي المتخلف ، وبهدف خلق الفوضى واثارة النعرات الدينية والطائفية التي تمزق شعبنا المتآخي ، وان طابع هذه الجريمة النكراء ليس جديداً وانما تكرر ضد الاخوة المسيحيين عدة مرات ايضاً .

حسناً فعلت اجهزة الامن بالقاء القبض على الجناة بعد بضع ساعات من ارتكاب الجريمة ، ولكن هذا لايعفيها من هذه الغفلة الامنية ، وهي مطالبة بالقبض على باقي افراد العصابات وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزائهم العادل .



 

free web counter