| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الأربعاء 22/9/ 2010



 كفوا عن لعبة المواقف السياسية " الطائرة "

علي عرمش شوكت
 
حقاً انها لعبة " السياسة الطائرة " على غرار لعبة كرة الطائرة ، حيث احدهم يرفع والثاني يكبس. وهكذا دواليك، يظهرون بالمواقف المتباينة ولكنهم في حقيقة الامر غير مختلفين في تخندقهم الطائفي والاثني، غير انهم عند الاقتراب من الجزئية التي تتعلق بمصالحهم الشخصية جداً تبرز الخلافات، اذاً هي مطاولة بين الكتل الفائزة، الغاية منها الاستمرار في الجري نحو الحصول على الاسهم الكبيرة، لحين ان تخور قوى احد المتنافسين ويخرج من حلبة الصراع تاركاً الميدان لصاحب النفس الاطول، هذا هو كنه اللعبة، فمن الذي سيخرج وما هو ثمن خروجه الذي سيخسره او الذي سيقبضه. ويبقى منطلق الاستمرار على التنافس هو الرهان على من يتعب اولاً، دون الاكتراث بما تلقيه اطالة زمن اللعبة من مصائب ومتاعب عويصة.

بات كبار الكتل الكبيرة اصغر من مهامهم التي كلفهم بها ناخبوهم، لقد افرغوا ما في جعبهم من افكار ومناورات لترويض الناس الذين نفذ صبرهم من جراء حالة الفشل التي استمرأها هؤلاء الساسة، مما اظهر مؤشرات جديدة ، ويمكن ان تحسب كمقدمات لحالة فرز بين المواطنين العراقيين وبين الكتل المتنفذة، بل وحصول هذا الفرز فعلاً، الذي تجلى باتساع الدعوة لاعادة الانتخابات كحل للازمة الخانقة والتي لا تفسر بغير كونها تعبير صارخ عن فشل الساسة المتحكمين في العملية السياسية، وفي كل يوم واحياناً في كل ساعة يخرجون على شاشات الفضائيات ليقدموا مزيداً من التطمينات الفارغة والوعود غير القابلة للتحقيق، مع انهم يدركون بان الناس ماعادت تثق بهذه الوعود .

وكما يبدو ان قادة الكتل المتحكمة في الحالة العراقية وصل بهم الامر الى فقدان القدرة على التحكم بطروحاتهم ، حيث صاروا يتماثلون ببعضهم الى حد بعيد بمواقفهم السياسية الطائرة اذا جاز هذا الوصف، اي اطلاق التصريحات والمواقف على الهواء وهي مجردة من اي نصيب لها بالبقاء او الواقعية، فيضطرون الى كبسها بتصريحات ترقيعية، هي الاخرى على شاكلة ما سبقتها من تصريحات، حيث الوعود بالتقارب بين هذه الكتلة اوتلك، ويبشرون بقرب تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، والادهى من كل ذلك هو الادعاء بتنازل الطرف الفلاني للطرف الاخر دون اية حقيقة تذكر. مع ذلك يظل المواطن العراقي يتأمل لعل ذلك سيفتح ثغرة في جدار الازمة، لكن سرعان ما تطلق تصريحات اخرى لتعلن صورة جديدة من الفشل .

استهلكت اوراقهم عسى ان تستهلك تجاذباتهم، كما ان الشعب العراقي قد استهلك صبره، ولم تعد قابليته تتحمل استمرار انعكاسات الازمة على حياته، لقد اسفر هذا الاستعصاء عن حقيقة مؤداها ان النخبة المتحكمة ليست بمقدورها ادارة شؤون الدولة العراقية ، فكيف سيعول عليها لتنهض بعملية بناء دولة باتت حطاماً ؟ .

وهنا يبدو من الصعوبة بمكان التكهن بكيفية تفكيك الازمة الحالية، في ظل صراع المصالح بين ساسة غير قادرين على الخروج من المتاريس والتخندقات الى ساحات التلاقي والتوافق، ولكن بالامكان اعطاء توقع بتفجير الازمة اذا ما استمروا متربصين لبعضهم البعض . وغير عابهين بمصير شعبهم وبلدهم. هذا الامر قد ادى بهم الى اغفال كونهم تحت طائلة الاستهداف جميعاً من قبل قوى الارهاب واعداء العملية السياسية، وبذلك يبررون الطعن بصلاحيتهم كقادة للبلد، ولم يبق امامهم الا التنازل لبعضهم البعض واما التنازل عن ادارة الحكم بالعودة الى الشعب لاعادة الانتخابات على اسس وقوانين ديمقراطية حقيقية، والكف عن المطاولة في لعبة المواقف السياسية الطائرة .













 

free web counter