| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الخميس 22 / 3 / 2007

 

 

(حقوق مكتسبة)
بهذه الدعوى او بتلك الفتوى


علي عرمش شوكت - لندن


طويت صفحة الدكتاتورية في 9 \4 \2003 فانفتحت صفحة الديمقراطية امام الشعب العراقي ،الامر الذي وضع العراقيين في عملية اختبار صعب بمادة لم يطلعوا عليها فيما مضى ، لذلك لم تكن النتائج سليمة ، ولكن بالرغم من ماخذ عديدة ترتبت العملية السياسية ، ووصفت النتائج بالاستحقاقات او بالمكاسب لهذا الطرف او ذاك وعلى اساسها استلم ( حصته ) من السلطة كل من استحوذ بهذه الدعوى او بتلك الفتوى على عدد اكبر من اصوات الناخبين ، وهنا تتجلى الغايات و ( الحقوق المكتسبة ) ، وفي المقابل كان الطرف المهزوم قد خرجت من يده السلطة ، وفي حساباته اعتبرها خسائر ، وكامر حتمي ان يستمر الصراع بين المنتصر والمهزوم ،لان الطرفين يتحركان على قاعدة المكاسب والخسائر ، وليس على اساس ما جناه اوما سيجنيه الشعب العراقي من هذا الصراع .
واليوم تتجلى امام انظار العالم مدى فداحة الثمن الذي يدفعه الشعب العراقي من دماء ابنائه وتحطيم كيانه الوطني ونسيجه الاجتماعي ، ومع حساب الزمن اي اربع سنوات مضت يصبح اكثر هولا والما ، اذا، لو كان هذا الصراع في سبيل الشعب العراقي كما تدعي الاطراف المعنية لتوقف منذ زمن بعيد ، ولم يصل الى سنته الرابعه ، لان اي قطرة دم تسال من ابناء هذا الوطن هي خسارة لاتعوض ولاتغتفر مسبيباتها ، وبكل تأكيد كانت تهزضمائر المخلصين والوطنيين ، فما بالكم بالنزف الذي بات نهرا يراه حتى فاقدو الرؤية ، فكيف يرى من يأتي ويحذر من المساس بحقوقه المكتسبة حتى وان كان في ذلك المساس وقفا لنزف الدم وانقاذا للشعب والوطن من الدمار والتمزق، وماذا يأمل من يحاول استعادة ما فقده من نفوذ وسلطة حتى وان كان ذلك بواسطة المفخخات والقتل بالجملة ، وتحطيم البنية الاقتصادية والاجتماعية ، والغاء العملية السياسية جملة وتفصيلا ،واعادة الدكتاتورية ، هل يخطر ببال هؤلاء ان ثمة من يصدق ادعاءهم بالحرص على مصالح الشعب ووحدة ترابه التي باتت في مهب الريح ؟.
يدور سؤال كبير في اذهان معظم الشعب العراقي مفاده ، الا يستحق ايقاف نزف الدم واطفاء المحرقة ان يتنازل طرفا الصراع عن بعض ما يعتبرانه(حقوقا) ابدية لهما ؟وكيف يحسبان بان سلوكهم الاناني الاستحواذي هذا سيقنع الشعب العراقي بقبولهم وقبول سياساتهم وغاياتهم التي اثبتت يوما بعد اخر بانها لاتتلامس مع مصالحه ومستقبله والادلة كثيرة و دامغة على ذلك ، فمن وصل الى الحكم عن طريق الانتخابات وعلى اساس نتائجها اكتسب ( حقوقا )، فعليه ان يعلم بان هذه الحقوق المكتسبة ليست بالابدية ومرهونة قطعا بالالتزام بالقسم والذي ينص على الحفاظ على ارواح ابنائه وحرياتهم وصيانة سيادة وطنهم ووحدته وثرواته الوطنية ،فاين تطبيقهم للقسم مما يجري ؟ ، والذي يتضح امام القاصي والداني بانه ليس الا تمسكا بالمصالح الخاصة وعدم الاكتراث بالمصالح الوطنية العامة ، اما من اغتصب حقوقا في الماضي وعن طريق سرقة السلطة وفرض النظام الدكتاتوري فعليه ان يعي بان تلك ( الحقوق ) ليست مشروعة ، وفقدانها يعني التخلص من اثم الاعتياش على حساب الذين حرموا من اية حقوق ، كما ان المطالبة باستعادتها تعني الاصرار على ارتكاب الاثم ، مما يقطع طريق المغفرة والتسامح الذي يبسط فسحة الحقوق المشروعة والمساوة بين ابناء وبنات العراق وفقا لقوعد دستورية مقرورة من قبل جميع الاطراف .
و في مطلق الاحوال ان استمرار الصراع والتخندق حول المكاسب الطائفية ينسف سبل وقف النزيف المتعاظم ، دون الاكتراث بما يعانيه الشعب العراقي المغلوب على امره ، ولا باي مصير اوباي مستقبل سيواجهه ، ولهذا يهدد ويتوعد البعض منهم بالتعاون حتى مع الشيطان اذا ما مست ( حقوقهم المكتسبة) !! ، من ذلك ينبغي القول ، عليهم ان يعلموا بان من انتخبوا هذا او من كانوا من انصار ذاك قد تحولوا جميعا الى وقود سهل لنارالصراع ،فهل هذا هوالجزاء المفترض لهؤلاء الانصار والناخبين الشرفاء ؟ ، فليس من الاخلاق والقيم ان يقوم من ترفعه الناس على اكتافها املا بان يزيح عنها الظلم ويوفر لها الحياة الكريمة والحرية الامنة بتحويلهم الى كومة من رماد يضعها تحت اقدامه لكي يبقى مرتفع المقام !!، ولكن وللاسف الشديد مازالت الاجندات الاجبية هي التي تقيد سلوك منفذيها وبالتالي لايبقى للهم العراقي اي مكان في ضمائرهم .
فمن يدعي الوطنية يفترض ان يوازن في اقل تقدير بين( حقوقه المكتسبة ) وبين واجباته الوطنية هذا اذا ما كان يؤمن بهذه الواجبات التي تعنى بالحفاظ على حياة من حققوا له تلك المكتسبات اصلا ، علما من دونهم لاتوجد حقوق ولا مكتسبات ، ومن بديهيات الامور ان الناس ترى حياتها اغلى من الخزعبلات والشكليات والاوهام التي ، ما توكل خبز ، على حد المثل العراقي، وليكن واضحا سوف لن يبقى احد على موقفه عندما تهدر دماؤه وكرامته الى هذا الحد المريع .