| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الخميس 21/10/ 2010



 وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة

علي عرمش شوكت
 
غدا حال السياسي العراقي الذي يطلق كلمة " مستحيل " في سجالاته كحال لاعب كرة الماء، حيث يرمي الكرة ولا يقوى على البقاء محافظاً على توازنه فوق سطح الماء، لكونه عائماً وغير مستقر، لهذا اصبح المتابع للوضع السياسي العراقي لايسمع كلمة "مستحيل المشاركة لوجود عمر " او "مستحيل المشاركة من دون زيد " ، الا وتعقبها في ذات الوقت ومن ذات الجهة كلمة " مستحيل المشاركة الوطنية من دون عمر وزيد !!."

وعليه قلّت قيمة ومعنى كلمة "مستحيل " التي غالباً ما نسمعها هذه الايام من كبار ساستنا المتصارعين ،لانه قد اصبح توفرها اكثر من الحاجة اليها في سوق السياسة العراقية المضطرب ، اي بات حالها كحال اية بضاعة كاسدة. فالعناد والرفض للطرف الاخر الذي يدور في التجاذبات السياسية لا يحدده من يرفض او من يوافق بصورة مباشرة، انما ارتهنت قدرة بعض السياسيين العراقيين الى ارادات خارج الملاك العراقي للاسف الشديد، وهذا الارتهان يكاد يقطع انفاس الحوارات الداخلية بين الكتل المتناحرة، وجعلها تتوسل بشتى الوسائل للاستقواء بالخارج الاقليمي على وجه التعيين .

ان ترحيل القضية العراقية الى جهات هي التي كانت و ما زالت تشكل عوامل الاستقطاب وتداعي العملية السياسية بما يخدم مصالحها، وعلى حساب مصالح الشعب العراقي، لهو كفيل بان يضع القيادات السياسية العراقية المسببة لذلك امام عدالة الشعب العراقي، وتأتي مبادرة السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان بعقد مائدة مستديرة للكتل المتنافسة بهدف نزع فتيل الازمة، لتضع الجميع امام اختبار الوطنية العراقية، وفي ذات الوقت قد شكلت تصدياً مخلصاً لنزعة الاغتراب عن الساحة العراقية، بشهادة بقاء ائتلاف الكتل الكردستانية متميزاً باستقلاليته عن الاستقطابات الخارجية.

وفي ظل هذا الخريف السياسي الذي تعيشه الكتل المتنفذة قد تساقطت فيه كل اوراقها، المتمثلة بالادعاءات وبالحجج الواهية التي سيقت للشعب الذي كان وسوف لن يبقى ينتظر طويلاً ما يفترض ان يرد له من امانة وضعها في عهدة هؤلاء الساسة، ان اكداس المستحيلات التي تطلق لرفض هذا وعدم المشاركة مع ذاك، قد وصلت حتى الى الاحصاء السكاني، فبعضهم يرفض تسمية معينة تدخل في خانة القومية، والاخر يريد ذكر المذهبية والثالث لا يرى امامه سوى سلاح المستحيل ليعلنه معبراً عن عدم مشاركته بالاحصاء السكاني اذا ما اخذ بنظر الاعتبار رأيه فيما يخص جداول التسجيل، بعد هذا كله نحتاج كما يبدو الى من يتنبأ لنا بما ستصل بنا ثقافة المستحيلات التي استوردت لتصدر قضايانا وقرارنا الوطني الى الخارج، مما يجعل العراقيين عطاشى وعرايا و جياع تحت قساوة زمهرير الاخرين.

انها لكارثة وطنية حقاً، وازاء هذه المحنة التي ابتلينا بها من جراء منح الثقة لنواب ليسوا اهلاً لها، حيث انهم اذا ما تكلمت المقابر تكلموا، مما يستوجب سحب و رفع و تغيير اصواتنا، بمعنى سحب الاصوات ممن انتخبناهم، ورفع اصواتنا باوجههم، وتغيير اصواتنا نحو غيرهم، بانتخابات جديدة تفرز نواباً جدد اكثر منهم جدارة وشعوراً بتردي احوال الناس، لكون هؤلاء النواب قد تبينوا انهم تجار كلام واكلة السحت الحرام، ورغم تعدد المستحيلات تبقى السياسة لا تقبل المستحيل.

كانت بالامس تحيط السيد المالكي شبكة من المستحيلات لقبول ترؤسه الحكومة المقبلة، ولكن سلطان السياسة " المصالح " فرض على التيار الصدري مثلاً رفع الفيتو عنه، وكذلك بالنسبة الى التحلف الكردستاني الذي كان يرغب بغير المالكي لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو الان يكاد يوافق عليه، وليس هذا فحسب، انما هنالك الموقف السوري ايضاً الذي تغير لصالحه بعد ان كان لا يوافق عليه . اذاً مهما تعددت المستحيلات فسلطان المصالح هو الذي يحكم .















 

free web counter