| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الجمعة 20/6/ 2008



الراصد

 الاتفاقية العراقية الامريكية :
تراتيل لنصوص لم تكتمل بعد !!

علي عرمش شوكت 

الاتفاقية العراقية الامريكية ما زالت مشروعاً مطروحاً على طاولة التفاوض ، وكألعادة لم تكتمل نصوصها بعد ، وعليه ليس بأمكان احد الجزم بأنه يعلم يقيناً بما تنطوي عليه ، ويتبين بكل وضوح ان النقد والاعتراضات التي تتوالى حول عملية التفاوض ، بل وعلى حتى مبدأ الاتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية في حالة تفتقر لبوصلة سياسية تمتلك بعد نظر منيعاً من الجنوح ، مع كل الاحترام للآراء الناقدة وبخاصة تلك التي كان منطلقها الحرص على مصالح الشعب العراقي والحفاظ على سيادة وطنه ، ولكن من فحص لبعض ما يقال نقداً او هجاءاً للإتفاقية نجده يمتطي صهوة وسيلة لايبررها الهدف ، لانها شاء ام ابى معتمدها ستؤدي الى تكسير اجنحة المفاوض الوطني العراقي ، وتالياً وحينما يحاول الجانب العراقي التحليق عالياً بمطاليبه الوطنية المشروعة ، لايقوى على الارفاع فوق قامت العملاق الامريكي ، المستند الى ترسانته العسكرية والاقتصادية والسياسية واذرعه الممتدة عبر القارات ، أليس ذلك محض معارضة للجانب العراقي مع سبق الاصرار والترصد ، واكثر من كونه معارضة للاحتلال الامريكي ؟ .
لايجوز غض الطرف عن خطورة مطالب الادارة الامريكية ، فهي بدون ادنى شك مصابة بداء الاستحوذ وبسط النفوذ ، الا انها من الدهاء بمكان لا تظهرها الا بصورة منافع متبادلة ،وثمة مثل يردد على لسان الفلاحين :- ان جودة سلة الثمار تعكس شطارة الحاوي-، وان المفاوض العراقي في هذه المسألة هو الحاوي ، حيث ينتظر منه ان يعود الى شعبة بسلة ثمار ذات جودة عالية عبر مفاوضاته مع الجانب الامريكي ، واذا ما كان في نصوص النسخة الامريكية من الاتفاقية فقرات توعد الجانب العراقي بالمساعدات بمختلف المناحي الحياتية ، فكيف نساعد على تزويد المفاوض العراقي بالادوات اللازمة التي تمكنه من انتزاع ما هو مترتب على الجانب الامريكي لاعادة اعمار البلد الذي دمرالاحتلال ما تبقى منه بعدما طحنته حروب النظام البائد وحصار الادارة الامريكية ذاتها ، وبعبارة اكثر وضوحاً ، ان الفوز بلعبة المفاوضات هذه لاتتوقف على كفاءة المفاوض العراقي فحسب لان مثله مثل قلب الهجوم في لعبة كرة القدم ، فبدون مشاركة فريقه كاملاً سوف لن يتمكن من صنع الهدف بمفرده ، والجانب الاهم هو الجمهور الداعم والذي لابد ان يتابع اللاعب مباشرة ويشد من ازره . ولكن ليس على شاكلة مشجعي مصارع الثيران الذين لايقدمون له سوى الصراخ خوفا من شراسة الثور، فلا يزيد المصارع الا رعباً .
ان الحكومة العراقية ملزمة بتسوية وجود القوات المتعددة الجنسيات في نهاية هذا العام ،فما العمل ؟ ، وعليها ان تعمل بجد لخروج العراق من البند السابع وبذلك ستتمكن من ازالة بعبع مخيف يخشاه المستثمرون ، فكيف السبيل ؟ ، وهي مسؤولة عن حماية اموال الشعب العراقي من الضياع والنهب الذي يشرعه قرار التعويضات المقيتة ، فما هي الوسيلة ؟ ، هذه اسئلة امتحان لابد ان تخوضه الحكومة العراقية ، ان طاولة الاختبار هي ذاتها طاولة التفاوض وليس غيرها ، ولكن ومع الاسف الشديد بعض المعارضين للاتفاقية يطلقون الاتهامات والتخوين والتخويف للمفاوض العراقي ، وغالباً ما تصدر هذه الاعتراضات بدافع سياسي تطفح منه الكيدية ، وكما يبدو اراد اصحاب هذه الاراء تعجيز المفاوض العراقي قبل اي امر اخر ، وبعلمهم ام من دونه سيضرون بالمصلحة الوطنية العراقية ، لكون مواقفهم هذه ستجعل الجانب العراقي يشعر بان ظهر غير مسنود كفاية في مهمته الوطنية هذه ، وبالتالي سيترك المفاوض العراقي مكشوفاً في مهب الريح الامريكي .
ان كل تلك العقبات توضع على الطريق والاتفاقية ما زالت مشروعاً مطروحاً للتفاوض ، ولم تكتمل نصوصها ، الامر الذي لا يوفر المعطيات الكفيلة بتقيمها سواء كان سلباً ام ايجاباً ، إن التفاوض مبدأ سياسي ينطوي على فن الحوار وقوة البينة ويقتضي صلابة مبدأية ومرونة التعاطي ، وقد اتبعته كافة بلدان حركة التحرر الوطني لاسترداد حقوقها المهضومة ، وحتى تلك التي خاضت الكفاح المسلح ، ولكن في نهاية المطاف جلس رجال الكفاح الوطني على طاولة المفاوضات من دون سلاح ، غير انهم وبقدرتهم على انتزاع الحقوق والسيادة كسبوا جولات التفاوض وانتزعوا السيادة الوطنية لبلدانهم ، وعليه ينبغي ان يعطى المفاوض العراقي الفرصة الكاملة مصحوبة بدعم الكامل كواجب يترتب على عاتق كافة القوى الوطنية العراقية ، فضلاً عن ضرورة اعادة ترتيل ( قراءة بعناية ) لنصوص الاتفاقية حينما تطرح بمضمونها النهائي، وبذلك يصبح من غير المفهوم ان اصواتاً وطنية تنادي بأزاحة الاحتلال وآثاره وترفض التفاوض من اجل ذلك في ذات الوقت ، واذا كان هذا هو موقف القوى الوطنية العراقية ، فكيف سيكون موقف الدوائر المعادية للشعب العراقي والتي لا تضمر له خيراً ، وتأمل ان تراه لايبقى حجراً على حجر.














 

free web counter