| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الأحد 18/11/ 2007

 

الراصد

عملية جراحية عاجلة لعملية سياسية خاملة

علي عرمش شوكت

شخص حكماء السياسة العراقيون منذ قيام العملية السياسية في العراق على اثر سقوط النظام المباد متطلبات دوامها وتطورها ، وحددوا طبيعة المناخ المطلوب الذي ينبغي ان يتوفر لها ، لكي تتخلص من ادرانها التي ولدت معها ، متجلية بصورة محاصصات طائفية وعرقية ، مما ادى الى ان تنوخ في مكانها وفي احسن الاحوال قد راوحت وهي قائمة عندما انجزت الانتخابات والدستور وتشكيل الحكومة ، بيد انها لم تتمكن من التقدم اكثر من تلك الخطوات ، لا بل كادت تجهض في اكثر من ( جلطة ) سياسية قد اصابت قلبها ( الحكومة ) ، وما زالت تعاني من اوجاع الاختلافات على الحصص ، ويضاف الى كل تلك طعنات ، الارهاب والتخريب وينتصب على رأسها الفساد المالي والاداري ، والامر من كل ذلك محاولات البعض لتقسيم البلد الى اجزاء طائفية .
يقال ان من يجلس على كرسي الحكم يصاب على الاغلب بحالة من الاعتقاد بان دوام بقائه في هذا المنصب ابدي ! ، هذا وناهيك عن الشعور بالافضلية عن الاخرين ، حتى الذين جاؤوا به الى سدت الحكم والى موقع المسؤولية ، ومن هذا المنطلق يغدو لايسمع ولايستجيب لنداءات النصح ، ويرفض النقد ، ولايتوانى عن استخدام كافة اسلحته في مقاتلة معارضيه ، دون التدقيق بما يطرحونه ومدى نسبة المفيد منه ، كما ويقال ايضا ان كلمة (مشاركة ) تصبح في عرفه شركا ، حتى وان كان الهدف منها الدفاع عن مصالح عامة مشتركة تعود عليه بالنفع غير المباشر ، هذا من ناحية ، ويعتقد ان كافة قرارته وارائه لاتخطئ ابدا من ناحية اخرى ، تلك هي ما تسمى بعلة كراسي الحكم ، لانتمنى ان يصاب بها احد من سياسينا العراقيين ، ولنا تصور بأنهم في اقل تقدير يدركون هذه العلة بسبب معاناتهم الطويلة منها ابان وجودهم في مواقع المعارضة .
واليوم يرى الجميع ان العملية السياسية في حالة خمول ، وفي احسن احوالها مراوحة ، وهي تعيش في دوامة المحاصصات المقيتة ، بل المهلكة لشعبنا المدمر اصلا ، كما يصعب عليها الخروج الى فضاء المواطنة وقواعد المشاركة لكافة مكونات شعبنا الوطنية والديمقراطية المخلصة ، بالرغم من ما يحيط بها من مخاطر ، في حين تشير الاغلبية من القوى السياسية العراقية الى خارطة الطريق للخروج من هذه الحالة الراكدة ، التي لاتؤدي في مطلق الاحوال الى سوى الجفاف اذا لم يكن التعفن ، وهنا لابد لنا ان نشير الى ان المشاريع الوطنية الدمقراطية التي طرحت كانت جديرة لو اعتمدت بانقاذ شعبنا من محنته ، علما انها انطلقت من مواقع بعيدة عن مناخات مصائب المحاصصة الطائفية والاثنية ، وهذا ما نجده شاخصا في صفحات المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي على سبيل المثال والذي جسد الوطنية بأبها صورها ، متجردا تماما عن كل ما هو ذات ابعاد ومصالح حزبية انانية ضيقة .
ونخلص الى القول ان لا اهم من الاجابة على تساؤل المواطنين العراقيين عن اسباب جمود العملية السياسية من قبل المعنيين في الامر ، وليس هذ فحسب ولكن يقف خلف هذا التساؤل استغراب محق حول حالة الترقب الغامض التي يبدو انها تخيم على اصحاب القرار ، وتجدر الاشارة الى ان ذلك ينطلق من ان المسؤولين قد اختارهم شعبهم بأحلك الظروف ، ايمانا منه بأنهم من خيرة المخلصين والاكفاء لقيادة البلد ، فلماذا لم يتجسد ذلك في الاقدام بتلك الكفاءة لقيادة سفينة البلاد نحو شاطئ النجاح والانتصار على الدكتاتورية ومخلفاتها التي مازلنا لم ننتصر عليها بعد برسم بقاء المحنة ؟ ، ويفترض ان توضع اولوية الحفاظ على العملية السياسية متلازمة مع شروط تطويرها ، وذلك بفتح افاقها لكي تستوعب كافة مكونات شعبنا ، اذ انها بدأت انطلاقها وهي بحاجة الى تقوية اجنحتها ، وتواصلت وهي تئن من عللها ، وعندما مضى بها الزمن وكأي كائن حي يمكن ان تقعدها الاوجاع القاسية ، ومما لاشك فيه ان مثل هذه الحالات تحتاج الى عملية جراحية عاجلة ، لاستئصال تلك الادران التي اذا ما اهملت ستقضي عليها لامحال ، كل ذلك مفهوما ولكن الذي مازال موضع تساؤل الجماهير هو لامبالاة المسؤولين ! ، ولكن السؤال الاعظم يدور حول نوايا اصحاب القرار التي نصفها مرئي والنصف الاخر مازال غاطسا ، مما دفع الناس الى التفسيرات غير الايجابية وتوجيه الطعون ايضا ، لأن الامل قد اخذ يتبدد ، وربما تحول الى حلم بعيد المنال ، والاصعب من ذلك قد يتحول الى كابوس ، حينما يتم اللجؤ الى نتف الحلول ، او الى حلول قسرية قصيرة النظر ، او الى لا حلول تذكر !! .
وربما تنفعنا ان نذكر قصة احد ملوك اليمن القداما وكان اسمه ( صخر )، وهو في طريقه الى غزو بلاد فارس نقص لديه الطعام فهبطت عزيمة الجنود ، فقام ووزع ما تبقى منه على افراد جنده ، ولم يأخذ منه شيأ ، لكنه ذهب الى نبات بري يسمى المرار ( الحنضل ) فأكل منه ، مما شد من ازر المقاتلين فأندفعوا بكل صلابة تحت قيادته وحققوا النصر المبين ، نتمنى ان يكون قادتنا مثل الملك العربي ( صخر آ كل المرار ) .





 

free web counter