| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الثلاثاء 17 / 7 / 2007

 

 


جبهة المعتدلين ام جبهة المقتدرين ؟!


علي عرمش شوكت

على مدى التاريخ السياسي العراقي ظهرت جبهات سياسية عديدة ومختلفة ، غير انها لم تثمر شيئا يذكر ماعدا جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 والتى ساعدت على قيام ثورة تموز 1958 ، ولاننسى الجبهة الانتخابية عام 1954 التي استطاعت ايصال احد عشر نائبا الى البرلمان آنذاك ، مع ان كل تلك الجبهات كانت ذات طابع وطني عام ، فالجبهة تعني في الفقه السياسي جمع القوى ذات المشتركات الواسعة ، اي بمعنى التقاء القوى التي تتوافق على اهداف عامة و مشتركة، والجبهات تكتسب عمقها ومدياتها من جوهر اهدافها ، فهناك جبهة مرحلية واخرى جبهة انتخابية وكذلك توجد جبهة استراتيجية ، والاخيرة غالبا ما تكون جبهة تحرر وطني تمتد حتى بعد انجاز مرحلة الكفاح التحرري نحو مواصلة استكمال البناء الوطني العام .
فاية جبهة يتطلبها حال شعبنا الممزق اليوم ؟ ، هل جبهة ( للمعتدلين) تكون بالضرورة متقابلة مع جبهة ( للمتطرفين ) ؟ ، ومعناه تعميق الفرقة بين ابناء الشعب العراقي وقواه السياسية ، وسائل يسأل : لماذا لم تطرح فكرة الجبهة الوطنية الواسعة لانقاذ العراق ؟ ولكي تكون ميدانا لتأكيد الهويات الوطنية وبذلك تقطع الطريق امام من يدعي بحب العراق زورا وبهتنا ، وهي كفيلة اذا ماتمت بخنق اي نفس للتطرف ، ومثل هذه الجبهة هي التي تستحق ان تسمى بجبهة الاعتدال لانها ستشكل خيمة عراقية رحبة ينضوي تحتها المخلصون العراقيون من غير المتعصبين والمتطرفين مذهبيا اوعرقيا، بل المتمسكين بهوياتم الوطنية العراقية اولا وقبل كل شيئ ، مع اعتزازهم بخصوصياتهم القومية او المذهبية الاخرى ، كما انها ستكون بمثابة ( الفلتر) الذي سيفرز حتما قوى الخير عن قوى الشر،و بالتالي ستبصر الجماهير بمن هو المخلص المعتدل ومن هوالمعادي المتطرف ، وحينها سوف لن تكون ثمة جبهة للمتطرفين قطعا بل سيظهرون كأفراد معزولين لاحول لهم .
ان جبهة ( المعتدلين ) المزمع الاعلان عنها ، منذ البداية قد اشهرت عللها ، اذ حددت تشكيلها من( المقتدرين) ،التحالف الكردستاني ،الائتلاف الشيعي ، والحزب الاسلامي العراقي احد اهم مكونات جبهة التوافق السنية ، اي من القوى التي بيدها السلطة وعلى الاخرين ان يلتحقوا بها !! ، كما ان اطرافها لاتوجد الحصانة الكافية من التطرف لدى بعض اعضائها ، حيث انها ذات طابع عرقي ومذهبي ، وهذان الامران ينطلق منهما التطرف بطبيعة الحال ، والذي سيقابله حتما التطرف السياسي الانعزالي الاكثر خطورة ، وبذلك سيضيع الاعتدال الى حد كبير ، وعذرا من الاخوة اطراف ( جبهة المعتدلين ) فهم الذين اضطرونا الى هذا التوصيف ، لأن تحديد اطراف ( الجبهة)بهذه المكونات يدعو الى القناعة بوجود نفس متطرف .
وعلى ذلك تكون اطراف ( جبهة المعتدلين ) مدعوة اذا ما ارادت ان تكتسب صفة الاعتدال وتقطع الشك باليقين ان لا تقوم بمفردها بتأسيس ( الجبهة ) ومن ثم تدعو الاخرين للاتحاق بها ، انما يتطلب الامر ان تشكل لجنة تحضيرية تشترك فيها كافة القوى السياسية العراقية التي تؤمن بتخليص العراق من الكارثة التي يعيشها والقضاء على الارهاب وتعزيز الديمقراطية وبناء الدولة العراقية الفدرالية الموحدة ، ولكي تساهم بصورة مباشرة في تأسيس برنامج الانقاذ الوطني الذي ستلتئم (الجبهة ) حوله ، وسيكون ملزما وقبل ذلك مقنعا لكافة الاطراف المشاركة ، ان وحدة الشعب العراقي قد امست متشظية مع الاسف الشديد ، مع انها تمتلك اسس متينة للتوحيد بمختلف اطياف موزائيكها الملون الجميل،لهذا نراها سرعان ما تتجلى بأنصع صورها وذلك عندما تتوفر للدافع الوطني الاجواء الملائمة بالظهور ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، يتوحد العراقيون بصورة رائعة عندما يفوز فريق كرة القدم العراقي ، ويتوحد العراقيون حينما يشاهدون قوى تكفيرية اجنبية تقتل العراقيين دون رحمة ، ويتوحد العراقيون عندما يشعرون ان اموال العراق تنهب وتهدر دون حسيب او رقيب ، كما ان العراقيين يتوحدون بالمطلق لاستكمال السيادة العراقية ، فدعوهم ايها القادة السياسيون المخلصون ليتوحدون تحت لواء الجبهة الوطنية الوسعة .