| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الخميس 16/ 8 / 2007

 

 


المبادرة .. ظلت منحنية على قامتين
 

علي عرمش شوكت

كان من المؤمل ان يتمخض اجتماع (القادة) عن تشكيلة وطنية عراقية جديدة لا صفة ولاشكل طائفي او عرقي لها ، ولا تنحصر في اطراف العملية السياسية ، وانما تفتح الابواب لمن هم خارجها المستعدون للخوض في خضمها ،وبخاصة ممن ليس لهم ملامح طائفية او اثنية ، ان ذلك من اول الشروط والمقومات التي ستعزز صفة (الوطنية) للتشكيلة الوليدة، بمعنى لامحاصصة فيها ولاطائفية ، هذا ما كان منتظرا ، غير ان المخاض قد جاء بشكل مستنسخ وعلى ذات القاعدة التي انطلق منها مارد المحاصصة بثلاث قامات (شيعة سنة اكراد) وبما ان الحزب الاسلامي لم يلتحق فقد جاء بقامتين (شيعة اكراد) ما يعني بدلا من ان يكون قد استجاب لمقتضيات الوضع المتفكك والذي بحاجة ماسة جدا الى توسيع خيمة الوحدة الوطنية جاء منحنيا على ركنين من اركانه الثلاثة السابقة التي لم تقوى على البقاء اصلا دون القامات الوطنية الاخرى ، مما اثار الاستغراب والتساؤل حول الامعان في التقوقع الفئوي !!، وقد فسر على الفور من قبل المواطنين العراقيين على انه تشبث بالحصص ومواقع النفوذ وغنائم السلطة .
وينبغي الا تغفل دعوة المبادرين الى ان التشكيل الجديد مفتوح الابواب الى من يقبل الالتحاق به ، وهنا الرطانة غير المفهومة ، حيث تتم المبادرة منكمشة على رقعة اقل من التشكيلات السابقة الفاشلة ، وكأن المؤسسين كانوا يخشون من المشاركة الاوسع في التأسيس ، وفي الوقت ذاته يدعون الى التحاق من يريد الالتحاق ولكن على الاسس والشروط التي وضعها المبادرون بل المبادرين ( شيعة ، اكراد) وربما تكون هذه الاخيرة اي (الاسس والشروط ) هي بيت القصيد ، واذا ما كان ذلك حقا فأنها الطامة الكبرى ، فمن يسمح لنفسه ان يحتكر وضع خارطة العملية السياسية الجديدة منفردا لايمكن ان يكون شريكا ديمقراطيا ويركن له من قبل من يريد شراكة متساوية وعادلة ووطنية الشكل والمضمون .
ان زعماء الكتلتين المبادرتين والذي نجلهم ونقدر نضالهم وتضحياتهم الجسيمة حينما كانوا في المعارضة ،لاشك انهم يعرفون حقا وقبل غيرهم مدى عدم عدالة الانفراد بالقرارات المصيرية واقصاء الاخرين من المشاركة في تلك القرارات حتى وان كانت اتفاق مبادئ ، لان المشاركة ليست الحضور والتوقيع على نصوص المشاريع مع كونها لاغبار على مضامينها الوطنية و المخلصة لمصالح الشعب العراقي والمتمسكة بالثوابت الوطنية ، ولكن من الضروري ان تكون المشاركة مطمئنة وكفيلة بتعميق الثقة المتبادلة بين الاطراف المعنية التي تزعزعت في الاونة الاخيرة ، وهنا الامر الهام الذي ينبغي الالتفات اليه حينما يتم القيام بمثل هذه المبادرة ، واذا كان الحزب الاسلامي قد دعي ولم يستجب فهذا شأنه ، ولكن ليست هذه هي نهاية القوى الوطنية العراقية الجديرة التي ينبغي ان تشارك في المبادرة، والتي لها باع طويل في امور البلد وكذلك في التضحيات الجسام التي لاتقل عن مستوى تضحيات القوى المبادرة ، والتي تتميز ببعدها المتوازن عن التمترس الطائفي والعرقي ، وان مشاركتها في المبادرة ستعزز دون ادنى شك التوجه نحو الاسس المعتمدة على معايير المواطنة والكفاءة والديمقراطية ، ويأمل المواطنون بأن تكون اسس المبادرة مفتوحة ايضا امام التعديلات وتستقبل برحابة اراء وافكار القوى الاخرى ، بل ان ذلك سيخفف من الاعتراضات على المشاركة في صياغة الاسس والمشاركة في المبادرة حين ولادتها التي اقتصرت على طرفين من اطراف العملية السياسية والتي اعادت مع الاسف الشديد عملية التشكيل الى النمط الاولي الذي طرح في بداية سقوط النظام حيث طرحت فكرة تشكيل قيادة على قاعدة ، سنة ، شيعة ، اكراد ، فهل هذا هو موزائيك شعبنا العراقي الجميل ؟!