| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الأحد 11/5/ 2008



الراصد

 سلاح المقاومة خلع حجاب الشرعية واعتدى سافرا

علي عرمش شوكت 

كان سلاح المقاومة في جنوب لبنان يحظى بالشرعية رغم انه بيد حزب وليس بيد الدولة ، وقد اكتسب هذه الشرعية بفضل طبيعة مهمته التحررية النبيلة ، وهي حماية شعبه ووطنه من العدوان الاسرائيلي ، وكان لدى كافة القوى المناضلة في العالم موضع اعتزاز وفخر ، واحتل منزلة المثل الباهر لسلامة وجهة استخدامه الوطنية والثورية ، وقد اعتبر بحق سلاحا للحرية ، و اكتسب كل هذا التقييم بفعل تمتعه بصفة متفردة الا وهي عدم استخدامه ضد شعبه ، الامر الذي جعله يصمد بوجه اعتى جحافل الجيوش العدوانية الشرسة ، التي عجزت امامها الجيوش الرسمية المعتمدة ، وقد حاولت كافة قوى العدوان والاحتلال تجريده من سر قوته التي لم تتمكن من قهرها والتي تتمثل بالاحتضان المتبادل بينه وبين شعبه اللبناني بكل طوائفه ومكوناته .
ولا يسعنى هنا الا ان نسجل اسفنا البالغ على ما حل ببيروت الجميلة من جراء ماحل بسلاح المقاومة من اختراق وهو مانكرر اسفنا عليه ، ولكن لانستغرب ذلك اذ ان القوى الدولية الشمولية المنفلتة تحاول الاستحواذ على اية قدرات شعبية وتحويلها الى اداة لتحقيق مآربها الخبيثة ، وتوظيفها لمد النفوذ وجعلها قرونا للمناطحة مع اعدائها ليس الا ، وفي مطلق الاحوال يتم ذلك على حساب شعوب هذه الطلائع الثورية الباسلة ، فردود فعل الصراع سيتجلى في ميادين المعارك وليس على اراضي المتصارعين ، الذين عادة ما يبحثون عن اخرين يقاتلون بالانابة عنهم ، وهذا ديدن الطامعين بالسطوة وبسط نفوذهم على مصائر الشعوب الاخرى ، وكان قد سجل التاريخ مثل هذه المصائب ، لاسيما في منطقتنا العربية ، حيث دارت حروب مدمرة في القرن الثالث الميلادي ، وكانت بالانابة عن الامبراطوريتين الرومانية والفارسية ، وكان وقودها الغساسنة الذين قاتلوا بالانابة عن الرومان من جانب ، والمناذرة الذين قاتلوا بالانابة عن الفرس من جانب اخر ، وكل منهم كان من العرب وخاضوا المعارك على الاراضي العربية ، لكون تحديد المكان والزمان لمثل هذه الحروب كان حصرا بيد الامبراطوريات المتصارعة على بسط النفوذ .
ولانريد ان نشبه اليوم بالبارحة ولكن نلفت الانتباه الى مكائد الدول الساعية الى الاستحواذ على مقدرات الشعوب ، ومن الخطأ الفادح الاستقواء بهذه او تلك من الدول الاقليمية اوالدولية ، واذا ما كان ثمة حاجة الى ذلك فلا بديل عن الشعب الموحد ، اذ انه هو الجبل الذي يحمي الظهر كما يقال ، ومما لاشك فيه ان الشعب اللبناني هو الظهير الآمن للمقاومة وهو الذي منح الشرعية لسلاحها ، طالما ظلت فوهات بنادقه موجهة نحو العدو الاسرائيلي ولكن عندما قلبت قيادة ( حزب الله ) ظهر المجن وحولت فوهات البنادق نحو صدور ابناء الشعب اللبناني ، قد اخلت بشرعية هذا السلاح للاسف الشديد ، حيث لم يكتسب هذه الشرعية الا من كونه قد تأسس وكان وبقى وتحدى وانتصر بفضل ثباته في متاريس الدفاع عن الوطن والشعب اللبنانيين وقضايا شعوبنا العربية ، ولكن عندما تدار فوهاته الى الخلف وتطلق النار على ابناء شعبه بعدوان سافر لاتبرره الادعاءات او بالاحرى المصالح الحزبية الضيقة موضع الاختلاف ، تكون بذلك قد الغت اهم مبررات شرعيته ، لكونها قد حققت هدفا للعدو الاسرائيلي كان يحلم بتحقيقه ، وذلك بفعل العشو السياسي والعنجهية القاتلة التي ساقت الامور الى هذا الحال المؤلم والغريب ، هذا الهدف الذي سعت اسرائيل وعملاؤها بكل السبل ولم تتمكن من نيله ، ها ان قيادة ( حزب الله ) تقدمه على طبق من ذهب لاسرائيل اما الجريمة الامضى التي ارتكبتها ذات القيادة بحق حزب الله قبل غيره ، عندما مضت بغيها و احرقت المؤسسات الاعلامية حيث كشفت النقاب عن طبيعة عقليتها السياسية الاقصائية التي لاتؤمن بالرأي الاخر ولا بحرية الصحافة ولا بالديمقراطية ولا تستوعب حتى الشراكة في حكم البلاد ، لقد سمعنا كلمة السيد حسن نصر الله والتي قال فيها – ان من يقوسهم يقوسونه ومن يعتقلهم يعتقلونه - ، وان كان الاعتقال من مهمة القانون ، الا اننا قد تجاوزنا ذلك وفهمنا منها بان الحزب سوف لن يبدأ بالعدوان وانما سيرد العدوان عليه وهذا حق لااختلاف عليه ، ولكنه فعل عكس ذلك فهو الذي بدأ الاعتداء وعلى اناس عزل لاسلاح لديهم سوى اقلامهم وهم من الصحفيين ، ولم يكتف بذلك وانما طال رصاص ( سلاح المقاومة ) حتى مشيعو صرعاه من المواطنين المسالمين ، انها جريمة سافرة بامتياز، اننا كنا من مؤيدي حزب الله ومن الذين يتصدون لمن يحاول النيل منه ومن تأريخه البطولي المجيد ، غير ان خطوته الاخيرة قد جعلنتا لانقوى على البقاء في ناصية الدفاع عنه ، لكونها جردتنا من اسلحتنا الدفاعية ، والمتمثلة بجعل سلاح الحزب سلاحا للحرية وليس سلاحا ضد حتى حرية الرأي !! ،







 

free web counter