| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أمير أمين

 

 

الثلاثاء 22/4/ 2008



نعي رفيق ونصير وقائد كبير


بحزن وألم بالغ تلقيت اللحظة نبأ فقدان الشخصية العراقية الشيوعية الرفيق والقائد الأنصاري الفذ - ابو عامل - ذلك الإنسان الذي تعرفت عليه عن قرب فكان لي بمثابة الأب الحنون والأخ الأكبر حينما كنت نصيراً في بشتاشان لبضعة شهور وكنت أحرسه ورفاقه أعضاء المكتب السياسي حينما يجتمعون وكان الفقيد العزيز أبو عامل يحتل موقع القائد العسكري لقوات أنصار الحزب الشيوعي وتميز بنقاء الجوهر وكان بسيطاً جداً في كل شيء وخاصة في طريقة تعامله مع رفاقه الأنصار فقد كان يجلس معنا على الأرض ونأكل في صحن واحد وكان يستمع الى مشاكلنا كما لو كنا أبناءه ، كان الفقيد يعتز كثيراً بأختي الشهيده أنسام وقد سلمها - الشفره العسكرية -وعكس ذلك على ثقته بي حيث أوعز لي إمكانية العمل معها أو في -بدالة التليفونات - الخاصة بموقع بشتاشان ولم أنسى يوماً نفسه الأبية حيث كان يرفض حتى راتب الأنصار وهو خمسة دنانير كانت تسلم للجميع وفي أحد الأيام إستلم مبلغ عشرة دنانير راتب شهرين ولكنه رفضها لعدم حاجتها له ولكن مسؤول الرواتب لم يوافق على إعادتها بدعوى عدم جواز ذلك وهذا حق لكل نصير طالباً منه أن يتصرف بها كيفما يشاء فجاء الفقيد العزيز- أبو عامل شارحاً المشكلة للشهيدة أنسام قائلاً لها : إعطي هذا المبلغ للرفيق أبو سعد-أنا- فأنا لا أحتاج اليه !- وحينما ترددت في ذلك أقنعني بأنه لا يريد أية نقود وسوف لن يستلم أي راتب وهذا ما أعتقد أنه فعله لاحقاً بينما إستمر البقية يستلمون وهذا حقهم٠ هناك أشياء كثيرة ربطت الفقيد برفاقه الأنصار فقد كان قريباً من الجميع يلتقي بنا ببشاشة ويتعامل بصدق وحرص على كل واحد وأتذكر أنه كان خائفاً على إحدى المفارز التي جرى تأسيرها لبضعة ساعات من قبل مفرزة تابعة للإتحاد الوطني الكردستاني مطلع شهر آذار عام ١٩٨٣ وكنت أنا من ضمنهم وقد كنا مرضى وجئنا لغرض العلاج في طبابة بشتاشان وكان معنا إثنان من الرفاق الذين كانوا يحملون سلاح وحينما تخلصنا منهم بصعوبة كان الفقيد أبو عامل في إنتظارنا وقد طلب الحديث معي حول ما جرى بينما تحدث الرفيق أبو فاروق مع الشهيد وضاح الذي كان يقود المفرزة وقد وجدت القلق البالغ علينا وعلى سلامتنا وكان ظاهراً بشكل واضح على محياه ٠ كان الفقيد إنساناً دمث الأخلاق وكان حقاً إبناً باراً لشعبه وحزبه ووطنه وحينما إلتقيت به في آذار سنة ٢٠٠٦ في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني تعرف عليّ وإستقبلني بحرارة وسألني عن أحوالي وكل شيء وتألمت لهزال بنيته قياساً للمرة الأخيرة التي شاهدته فيها في رحلتي الى أربيل عام ١٩٩٤ وحينما قلت له إنني كبرت يا رفيق وقد تجاوزت الخمسين رد في الحال بالعكس بعدك شباب وضحكنا وغادر المقر ولم ألتقي به مجدداً للأسف !
ألف تحية حب صادقة لروحك النقية وأتمنى لأسرتك الكريمة الصبر الجميل وستبقى خالداً للأبد في نفوس وضمائر رفاقك وأبناء بلدك الحبيب٠

رفيقك النصير الشيوعي أمير أمين
 

free web counter