كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 25/3/ 2012

فشافيش القمّة العربية !! عبــــاس العــــلوي  بعد ايام قليلة ستستضيف بغداد القمة العربية التي انتظرتها طويلا وصرفت عليها كثيرا ! ولكن تبقى ما وراء ( الكواليس ) علامات استفهام كبيرة صعب علينا ان ندرك اجابتها المقنعة . فالقمة التي رصد لها مبلغ نصف مليار سابقا واضيف لها مؤخرا مائة مليون دولار بمجموع ستمائة مليون دولار تعادل ميزانية اربعة دول في غرب افريقيا مدة عام كامل !! حدث كل هذا ( البذخ ) ولدينا على ارض العراق 1200 مدرسة طينية ! وانقطاع يومي في الكهرباء يتجاوز 18 ساعة يوميا ! وفيالق كبيرة من الأيتام والفقراء والأرامل والقائمة طويلة !! ولكي نفخر على العرب والعجم بهذا الحدث التأريخي قام ( فروخ الدولار ) بتأهيل الفنادق الستة بمبلغ 180 مليون دولار وهي تكفي لبناء فندقين جديدين او ربما ثلاثة من فئة الخمسة نجوم و حسب رأي الخبراء تأهيل الواحد من فنادق بغداد لا يزيد عن ستة ملايين دولار فقط وتحت عنوان : ( الشفط في بغداد الأزل بين القمّة والهزل ) ضرب الرقم بخمسة اضعافه وهذا ما جعل بهاء الأعرجي وبقية النزاهة النيابية ينصبون سرادق عزائهم في واحدة من دهاليز البرلمان  !! اما حرامي بغداد فقد وجد هو الآخر من القمة فرصة ذهبية ليتحفنا بمشروعه في تأهيل شارع المطار بمبلغ 194 مليون دولار في الوقت الذي لم نشهد اي شارع مماثل له في العالم يتم تطويره بمثل هذا المبلغ الخرافي وحتى اكون صادقا معك كل ما وجدته قبل شهرين في بغداد لا يزيد عن زراعته بعدد محدود من النخيل ولك بعد هذا ان تعرف السر الكامن وراء اولئك الذين دافعوا عنه بشراسة في البرلمان كي لا يُقال من منصبه ! في هذه القمة سنستضيف ( بعون الله ) عددا كبيرا من القادة العرب الذين احتقرونا وقاطعونا منذ عام 2003 بالتأكيد ستكون الحكومة سعيدة ( كما تقول ) بالعودة للحضن العربي الذي شحن لنا في تسع سنوات عجاف السيارات المفخخة والآلاف المؤلفة من القتلة والأرهابيين الذين سفكوا دماء العراقيين بدم بارد !! وفي كل الاحوال تبقى بغداد عربية الاصل والفصل وعاصمة حضارات عريقة لا تحتاج لصرف الملايين المقطوعة من افواه الناس للتعريف عن هويتها ( على مؤتمر اساسه اعلامي ) كي يرضى عليها حمير العرب ! مع ذلك تم تعطيل الدوائر والحياة العامة في العاصمة لمدة اسبوع كي يعلن المواطن البغدادي فرحه المدوي بالقمة التي سيحضرها ابناء كنعان وحمْيَر والبربر وقد توجب عليه ان يمارس مكرها رياضة المشي الاجباري كل يوم بعد غلق كافة الطرق والمنافذ عليه ليخفف وزنه ويزيل كرشه ويعود لرشاقته فالملوك والامراء والرؤساء العرب نصفهم الأول من الحمير ونصفهم الثاني من الربيع لا يحبون الدبابات البشرية الماشية في شوارع بغداد !! لهذا توجب علينا ان نجمع الشمل ونشد البطن و نردد سوية اغنية كارم محمود : امجاد يا عرب امجاد  ! واذا ما تركنا كل  ذلك جانبا واخذنا نتعامل بحسن نية مع الواقع العراقي فلدينا في الداخل بعض السياسيين الذين يتصيدون بالماء الجايف بمناسبة او غيرها ، فشيخ الهتلية الذي يتزعم واحدة من القوائم البرلمانية الكبرى صار يتجول بين هذه العاصمة وتلك من اجل تحريضها على العراق وعندما افلس توعد بتحويل القمة العربية الى ( خان جغان ) بقصد افشالها بأي ثمن كان وكمقدمة لذلك شاهدنا تلك التفجيرات الدموية المروعة التي اجتاحت اغلب محافظات العراق كي تصل الرسالة بشكل واضح للقادة العرب . كل شيىء عندنا غلط في غلط !    السويد في 25 / 3 / 2012