| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبــــاس العــــلوي
alawiabbas@hotmail.com

 

 

 

                                                                                   الأثنين 17/10/ 2011



عرسك يا ولدي فواز !

عبــــاس العــــلوي

عرسك يا ولدي ( فواز ) على زهرة وجودك ونغمة هواك ( رانية ) كان لحظة عمري المخزونة في أعماق أمنياتي ، لحظة عمري وهي تختال التاريخ ، تماريه غارقة في سبات الامنيات الحالمات .
عرسك ياولدي : كان لحظة إنتصاري ، فالحلم صار حقيقة ، والرغبة صارت واقعا ، فما أشدني انتصارا ، وما أسعدني وجودا ، فما بعد هذا الحلم بالنسبة لأبيك من حلم غيره ، فشكرا لله أولا ، وشكرا لك ، إذ أدخلت في نفسي أبيك وأمك لذة الشعور بالحياة
مجددا ...
كان عرس الحياة بكل معنى الكلمة ، تلك هي جموع الاحبة تغازل السعادة من قرب ، تنشد الحياة السعيدة ، تهمس فيما بينها عن ذلك الجمال الرائع ، يغشي خجل عروسك السادرة باحلام غد رغيد ، تغني سرا تلك اللحظة التي أزفها الله تعالى ، ليجمع بينكما في عش آمن مطمئن ، يسوده الحب والحنان والتعاون ، ببركات أب حنون يتطلع فيما بقي من عمره إلى ولده العزيز ، وابنته العزيزة ، يشرقان بنور اليقين ، وشمس الحقيقة ، يكونان امتداد له ، ليشهد له التاريخ فيما بعد أنك غرسة مباركة بإذن الله العزيز الحكيم .
كانت عروسك يا ولدي طيفا من روح الجمال ، في عينيها خضرة الصباح في يوم بهيج ، في عينيها ابتسامة الوعد الجميل ، أنْ يرزق الله شباب أمتنا الضمير، وجمال السليقة ، ورونق المظهر ،وعفة الجوهر ، فكان حقا لها أن يغبط عليها اخوتك واصدقاؤك وأحبابك ومحبيك ، وكلهم كانوا رقصة ترتعش برحيق الاخلاص والوفاء وما أعدمه في هذا الزمان القاسي يا ولدي .
كنتما نجمين متألقين ، في سماء صافية ، في ليلة تزهو بنورها متحدية طغيان الظلمة والظلم ، تتعاهدان بنبض قلبيكما الطيبين أخلاص الأبد ، وجمال الوعد والموعد ، وما هما غريبان عنكما ، شابان ترعرعا في حضن العلم والمعرفة ، سليلان عائلتين كريمتين ، نبتتان كريمتان في بلد الحرية والسلام ، تعارفا بألفة ويقظة ، يتطلعان لمستقبل بعيد ... بعيد ، فالتقت الهمة بالمهمة ، وتعاضد الضمير مع العقل ، وتطابقت البيئة والوراثة ، فالحاصل بإذن الله بركة ونماء .
كان الجميع يغمره فرح ، وهل إلّا الفرح يغمر قلوب أصدقائك الطيبين ؟ وهل إلّا الفرح يعمر قلوب من يعرفك يا فواز، فقد عشت مسالما ، طيبا ، تبارك الخير ، وتسقي بذكائك عطاء الطبيعة الخام ليكون عطاء جديدا ، كذلك هي ( رانية )!
عرسك يا ولدي حفز دموعي أن تنهمر ، ليس فرحا فقط ، بل دعاء يا ولدي ، دعاء أن يشمل بهذه الفرحة الكريمة شبابنا في العراق ، العراق الجريح ، العراق الذي نطمح أن يكون درة الشرق ، ومنارة العرب ، وجوهرة الإسلام ، وكلي أمل أنك تحمل مثل هذا الشعور ، ذلك ،أن أباك حمل جراح العراق ، وما زال يحملها ، وسوف يبقى يحملها ، فهل إنت إلّا وليد تراب الرافدين ، وهل رانية إلّا وليدة هذا التراب الطاهر المقدس العبق بجمال الله ، ورحمة الله ؟
كانت رانية اقيونة وأي اقيونة ، اختارها فنان ماهر لتكون إنموذجا لفنه الجميل ، أقيونة تلونت اشعتها ، وتمازجت الوانها ، كانت سحر بابل ، وبهاء الجنائن المعلقة ، تغريدة كونية ، وانت لحنها الذي سوف تعزف على أوتاره ...
كانت فرحة كبيرة ...
كان عرسا وأي عرس ، لان بذرته حب ، وماؤه حب ، وغذاؤه حب ، وهدفه حب ، ووسيلته حب ...
كنتما تبتسمان للحياة بأمل عريض ، فما كان للحياة إلّا أن تبتسم لكما معا ، كانت القلوب تدعو لكما ، تشاطركما الحب ، لانكما أهلا للحب ، والحب جدير بكما ...
حفظكم الله من كل مكروه ، وأسعد كل شباب العراق ، يا رب !


السويد في : 17 / 10 / 2011










 

free web counter