| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عبد النبي موسى

 

 

 

الأثنين 4/10/ 2010



"الماكَدرها يغص بيها"

علي عبد النبي موسى

يضرب هذا المثل بحق من لا يستطيع أن يقدر الأمور بشكلها الصحيح ولا يعيها ولا يعرف تداعياتها ونتائجها، وتصبح كما اللقمة التي لا يمكن ابتلاعها، فيغص بها وبالتالي يصيبه الأذى لعدم إدراكه خطأ توقعاته وحساباته.
وهذا هو حال سياسيي البلد أصحاب القرار والفائزين في الانتخابات الذين يتصارعون على السلطة. ومصالحهم التي جعلتهم لا يعون خطورة ما يفعلون عندما اساءوا للممارسة الديمقراطية وتراجعوا عنها، وجاءوا بتعديلات على قانون الانتخابات، ادت الى استبعاد تمثيل القوى الوطنية الديمقراطية في البرلمان بعد أن سرقوا أصوات ناخبيها وجيروها لصالحهم.
ولم يكتفوا بذلك، بل تلاعبوا بالمال العام لصالح دعاياتهم الانتخابية، ومارسوا التزوير ودفعوا الرشاوى وتجاوزوا كل الضوابط والقيم المبدئية (في الصراعات النظيفة).

كانوا يتصورون ويعتقدون بان ذلك نهاية المطاف، وقد افلحوا بتقاسم خيرات البلد واخذوا (الجمل بما حمل).وها هم اليوم ليس ككتل أو قوائم مختلفة ومتصارعة في ما بينها، بل انتقلت عدوى الخلافات إلى داخل القائمة الواحدة، وهذا ما شهدته الايام الاخيرة .

كان الشعب ينتظر من ساسته الذين أعطاهم الثقة ليمثلوه تحت قبة البرلمان، ان يخرجوه إلى بر الأمان من هذه المحن المتراكمة، وهو الذي كان يبحث عن طريق انقاذ من مخلفات الدكتاتورية ونظامها الشمولي المستبد. والانتقال إلى صفحة جديدة بعد طي صفحة الزمن الغابر والسنين العجاف، تعبر بالمواطن المتعب إلى نظام ديمقراطي أنساني يؤمن ويتمسك بجوهر الديمقراطية في العراق الجديد، ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة ويحترم الرأي والرأي الأخر، ويضمن حقوق الشعب العراقي، ويرفض سياسة التفرد والعمل وفق مبدأ (هذا لي وليس لك) ويعمل على أساس تطبيق الدستور.

وللأسف ، تتوسل الكتل الفائزة الان من يخرجها من مأزقها سواء كان هذا المنقذ داخليا أو خارجيا!. فهل ( دار السيد مامونه) لهم؟ وهل اصبحوا واثقين من أن شعب ثورة العشرين و14 تموز والإضرابات والانتفاضات والوثبات، سوف يبقى مكتوف الأيدي ومكمم الأفواه؟!

نقولها واثقين:لا!

وستكون كلمة الفصل للشعب الذي اخذ صبره بالنفاد، وسيطالب بكل الاستحقاقات الذي ضحى من اجلها ودفع ثمناً باهضاً من اجل تحقيقها.

لا بد اذن من مراجعة ووقفة جادة من جانب كل القوى المعنية بإدارة وبناء الدولة العراقية، وعليها أن تقدر الأمور بحرص وموضوعية، وتضع ضمان مصلحة الوطن والشعب في صدارة مهماتها.

وتره ( الماكَدرها يغص بيها) .. ويا لها من غصة بحجم استحقاق شعبي!
 


 

free web counter