كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 22/3/ 2011

أمبين فالها من أطفالها علي عبد النبي موسى هذا المثل الشعبي يراد به الإشارة الى من يريد الإقدام على مهمة أو مشروع . فهناك من يرى هذه المهمة أو المشروع موؤداً في مهده بعد ما يطلع على بداياته التي تؤشر على عدم نجاحه،  ويعتقد بأن البناء غير الصحيح والذي أساسه رمل عرضة للانهيار في أي لحظة. ومن هذا المدخل ننتقل في الحال الى حكومتنا الجديدة إذ تبدأ الأسئلة ولا نهاية لها . فالعدد المترهل من الوزارات التي تشكل الحكومة الجديدة, تحتاج الى  وكلاء للوزارات ومدراء عاميين  ومستشارين ودوائر  وحمايات .الا يعد ذلك  هدرا للمال العام، والشعب العراقي في أمس الحاجة إليه؟ الا تشكل الحاجة لاعمار البلد وبناء البنى التحتية  وتشغيل جيش العاطلين وإعانة من يعانون الفقر ومن يتضورون جوعا .. أولى من هذه المراضاة ؟ الا يعد ذلك  ببطالة مقنعة صنيعتها المحاصصة الطائفية والقومية؟ اليس في ذلك ما يمكن اعتباره  عناصر ضعف وخلل جديين  في العملية السياسية برمتها؟ وفي عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة،  وفي الآليات الدستورية التي تحكم عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية؟ أليس هذا انعكاسا وتجسيدا ملموسا لازمة في نظام الحكم الذي أفرزته العملية السياسية،  وليس فقط أزمة تشكيل حكومة؟ فمسؤولية من تشكل الحكومة بهذه الصيغة التي لا تلبي طموح المواطن , وطموح رئيس الوزراء نفسه , كما جاءت على لسانه في يوم إعلان الحكومة؟ هل هي مسؤولية الشعب؟  أم مسؤولية حكامه الذين وصلوا إلى  دفة الحكم من خلال أصواته؟ من يعالج هذا الخلل وبأي طريقة؟ التشكيلة الجديدة اشارت بوضوح الى ان القوى المتنافسة تتشبث بمصالحها وبحصتها من السلطة والنفوذ والمغانم وفي الدفاع عنها بضراوة . وتخلت عن مصلحة الوطن والشعب ووضعتها جانبا. انها  أزمة سياسية حادة تعكس وتعبر عن أزمة اشمل في الحكم والنظام على حد سواء, وتهدد أفق العملية السياسية المتمثل في بناء دولة اتحادية ديمقراطية موحدة كاملة السيادة, ونظام حكم دستوري يقوم على مبدأ المواطنة  وفصل السلطات والتداول السلمي للسلطة. كل المؤشرات تدفعنا للقول  البداية غير موفقة ، فالكتاب يقرأ من عنوانه و (أمبين فالها من أطفالها) والعاقبة على خير.