| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عبد النبي موسى

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 22/3/ 2011



يستأهلها الهوس بيها

علي عبد النبي موسى

اسقط شعب تونس حكماً دكتاتورياً امتد لمدة (23) عاماً في ثورة الياسمين وحفزت هذه الثورة شعوباً أخرى، للانتفاض على حكامها المستبدين.

في مصر ثورة للغضب لا تتهاون ولا تتهادن رغم تقديم الحكام للكثير من التنازلات، فلا يقبل الثوار بالحلول الجزئية الترقيعيه فهم ماضون في المطالبة بتنحي مبارك وإسقاط النظام بأكمله وتشكيل حكومة وطنية جديدة، قادرة على تلبية مطاليبهم.
والعالم العربي يشتعل غضباً، والحكام يتقهقرون ويسارعون الى خطوات استباقية تجنبا للطوفان فنسمع تصريحات حاكم اليمن وتوجهه لاجراء إصلاحات سياسية، وانه لن يسعى لفترة رئاسية أخرى، ويتعهد بعدم توريث الحكم لابنه. (سبحان مغير الأحوال)؟!.

وفي سوريا وعود لاصلاحات سياسية وتم في الاردن اقالة حكومة سمير الرفاعي واستبدلت بحكومة معروف البخيت فيما الشارع يغلي وتحركات مطلبيه جماهيرية في السودان والجزائر.

حقاً أنها انتفاضات الشعوب ضد الظلم والاستبداد.
لهيب الغضب قد يمتد وينتشر كانتشار النار في الهشيم الى دول اخرى.
انها ايام الحساب، ومن لم يبادر الى الاستجابة لطموحات الناس، فالمصير معروف .

عراقنا لن يكون بمعزل عن الاحداث المتسارعة حيث الناس تعاني من تدهور الوضع ألمعاشي والامني، وتتفاقم مشكلة الفقر والبطالة والتشرد والتهجير، وهزال المؤسسات التعليمية والصحية وأزمة السكن والخدمات.

وما حصل من تظاهرات سلمية شهدتها بغداد والحلة لعمال الجلود والنسيج. ومحاولة احد العمال حرق نفسه في بغداد حيث قال "لا استطيع التحمل.. اشعر بيأس بالغ"، والتظاهرات في الديوانية والحسينية في بغداد وما رفع فيها من مطالب مشروعة . فيما يبقى تظاهرة شارع المتنبي لها طعم خاص، في نوعية المشاركين والشعارات المرفوعة. انها ارهاصات، فهل وصلت رسالة المحتجين والمتظاهرين؟.

فيما تتواصل معاناة الناس، لا زالت الكتل المتنفذة تبحث عن حصصها واقتسام الغنائم والاستحواذ على الصلاحيات، مما ولد ويولد شعورا بالاحباط وتفاقم غضب الناس، وتكبر المسافة بينهم وبين الحكام.

فحذار من غضبة الشعب ان تواصل التنكر لمطاليبه العادلة. فشعب العراق لن يسكت على ضيم وهو المشهود له بالمبادرة والانتفاضات والثورات وسوف (يهوس) ونحن معه (ويستأهلها الهوس بيها).


 

free web counter