| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عبد النبي موسى

 

 

 

الأثنين 20/9/ 2010



اليوم أهون باچر ضوكَه

علي عبد النبي موسى

فواضح أن المثل هنا يتحدث عن الأيام التي تزداد سوءاً يوما بعد أخر.
وهذا ما لا نتمناه، أن تكون الأيام هكذا، بل العكس نتمنى أن يكون الغد أفضل من اليوم ولكن للأسف مجريات الأمور تتحدث وتؤثر بهذا الاتجاه، فالنزاعات والصراعات من اجل السلطة والمطامع والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة، هي الشغل الشاغل لقادة العملية السياسية وقوائمهم التي فازت بالانتخابات إضافة إلى التدخلات الخارجية السافرة الناشطة على قدم وساق والطامعة بخيرات الشعب وبكل وقاحة!، والانكى من ذلك ما يصرح به الكثير من القادة السياسيين وكأنه بات من الطبيعي وغير المعيب عليهم عندما يتحدثون عن هذه التدخلات وكأنها حق مشروع ووصايا طبيعية علينا وهذا ما لا يبشر بغد أفضل.

فكيف ستطبق الحكومة غدا (لو شكلت) برنامجها الاقتصادي والاجتماعي والخدمي وتنفذه وتفي بوعودها للشعب.
هل تهجر مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية التي تتقاتل من اجلها؟.

وهل تهجر مبدأ (التوازن!) الذي يريدون أن يكرسوه من عامل الخدمات والموظف البسيط إلى منصب الوزير (هذا لك وهذا لي) لدرجة أن احد الزعماء صرح قبل أيام بأنه لو تم تكليفه بتشكيل الحكومة سوف يغير رؤساء الدوائر المدنية والعسكرية... فأي دولة مؤسسات ننتظر!!.

كنا نتمنى أن يكون معنى هذا المثل بالمقلوب وهو الصحيح كما كان عند قيام ثورة 14 تموز المجيدة، عندما (هوس) احد الفلاحين شماتة بالإقطاع الذي اهتزت قلاعه، هالة نباء قيام الثورة، وكان ما يقصده الفلاح عبارة عن رسالة للشيوخ والإقطاعيين الذين أذاقوه الويل والمرارة وأراد أن يقول لهم ينتظركم مصيرا اسود أحلك من الذي أصابكم واختصرها في هذا المثل الدال (اليوم أهون باجر ضوكَه) وفعلاً كنا ولا نزال نتمنى أن نقول هذا المثل بحق أعداء العراق وشعبه من القاعدة وبقايا البعث الصدامي والعابثين بالعملية السياسية، نقول لقد ضاقت بكم الضائقة وانحسرت نشاطاتكم الإرهابية وقصم ظهركم وغداً سيكون أكثر مرارة عليكم ولا مكانا لكم في عراقنا الجديد.

وهذه الأمنيات السهلة تحتاج الى توافقات سياسية بدلا من النزاعات والصراعات وتحتاج إلى التفكير بمصلحة الوطن والشعب ونكران الذات بدلا من التفكير بالمصالح الشخصية والحزبية الضيقة. وتحتاج إلى حكومة شراكة وطنية حقيقية قولا وفعلا بدلا من النوايا المبطنة والشعارات البراقة والوعود المخيبة للآمال
 

 


 

free web counter