| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عبد النبي موسى

 

 

 

                                                                                      الجمعة 17/6/ 2011



يصيبون الفراشة .. ويخطئون الجمل!

علي عبد النبي موسى

في ظل أزمة نظام الحكم وعجز السلطة، القائمة على قاعدة هذا لي وذاك لك ، ومع غياب الرؤى والاستراتيجيات القريبة والبعيدة, والخلل الكبير في تطبيق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، والذي أدى إلى استبعاد العناصر الكفوءة المخلصة والوطنية, وتفشي ظاهرة الفساد والترهل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الإدارية, وتقليص فضاءات الشراكة الحقيقية, وتنامي مظاهر الفردية، وتداخل الصلاحيات، وتقاطع التشريعات والتعليمات , في ظل هذا كله وغيره، صارت أجهزة الدولة تعاني الشلل وتفتقد القدرة على القيام بمهامها , كما صارت الكتل السياسية تعجز عن الوفاء بالوعود التي قطعتها لناخبيها أيام التحضير لانتخابات آذار 2010  .
ووجد هذا تجسيده في مأزق الحكومة وتخبطها , وفقدانها الصواب وعدم تفريقها بين الصالح والطالح، ولا بين الإرهاب والفساد من جهة وبين الديمقراطية والإصلاح من جهة أخرى  ( واختلط الحابل بالنابل ) ..

حيث تفاقمت معاناة الناس المعيشية والخدمية والحياتية , الناجمة عن تفشي البطالة وتقليص مفردات البطاقة التموينية , وارتفاع الأسعار , والتضخم الذي ابتلع ( مكارم الحكومة ) في زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين وأجور العمال ومداخيل الكادحين، والنقص الحاد في تجهيز الكهرباء والماء الصافي والمحروقات , واستشراء الفساد والإفساد , تضاف إلى ذلك مساعي التضييق على الحريات العامة وتقزيم هوامش الديمقراطية، في ردة على توجهات ما بعد عراق 2003 , وتكميم الأفواه والاعتقال الكيفي وإلصاق التهم الجاهزة (مرة محرضين ومرة مخربين وتارة مزورين ... ما شاء الله!).

حتى أصبح الشغل الشاغل للحكومة التصدي إلى أصوات الحق التي تتظاهر وتطالب بالإصلاح , والذي هو حق دستوري يفترض أن القوى المتنفذة سعت هي كذلك من اجله .

ان ما نراه ونلمسه قد تجاوز الحدود، ويرد بقوة على ما يدعون. فسلوك الحكومة وأجهزتها ( المشبعة اختراقا ) وتعاملها مع الحركات الاجتماعية الاحتجاجية شكل انتهاكا للعراق الديمقراطي !! بعد أن صار يقينا أن الهم الأول والأخير للكتل الحاكمة المتنفذة هو الحفاظ على مصالحها , وخوض الصراعات على كراسي السلطة , وتقاسم المغانم، دون الاكتراث بالمواطن الذي يحاول ايقاظ السلطة من غيبوبتها الخدمية والاجتماعية والاقتصادية وكواتم الصوت .

وبدلا من إجراء مراجعة نقدية تقويمية جادة , توغل أجهزة السلطة في ممارسات عفا الدهر عليها وشرب ... فالزمان غير الزمان ، والمزورون الحقيقيون في مختلف مستويات الدولة ، وحسب وثائق النزاهة، معروفون ، وبالقطع ليست بينهم القامات الشامخة التي صدحت حناجرها في ساحة التحرير ( ضد الارهاب .. يا دجلة )... (ضد التزوير .. يا دجلة) .

ايها السادة.. لا تخطئوا الجمل الجاثم في أحضانكم، المحمل بخطاياكم ... وتسعون ، من دون جدوى ، الى قتل فراشات الحرية.


 

free web counter