| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

                                                                                  الأحد 4/3/ 2012



الازمات السياسية من فعل السياسيين

احمد عبد مراد  

اتخمتنا قيادات الكتل السياسية قبيل وبعد الانتخابات البرلمانية بشعارات براقة مزركشة زاهية الالوان ، ولكثرة وسعة وشمولية تلك الشعارات اصيب المواطن العراقي بعمى الالوان فلم يتمكن من تشخيص وتحديد مساراتها ووضعها ضمن اطاراتها الحقيقية ..وربما للمواطن الحق في ذلك فالتجربة الديمقراطية جديدة عليه وليس من السهولة هضمها كما ان المواطن لم يألف الاعيب السياسيين وتلاعبهم بعواطف الناس واللف والدوران والضحك على الذقون ، وربما ان هناك بعضا ممن يلتمس للسياسيين الحق كذلك ويجد لهم العذر كونهم يفتقرون الى تجربة الحكم فأطلقوا العنان لخيالاتهم فشقت شعاراتهم الرنانة الزائفة عنان السماء دون ان يتلمسوا موضع اقدامهم والى اين هم سائرون بالبلاد والعباد وما هي الويلات والمصائب التي ستلحق بجماهير الشعب الغفيرة جراء الصراعات اللامبدأية والمصالح الضيقة والانانية الشخصية ، هنا لو توقفت تلك القيادات المهوسة بشعاراتها ونظرت بجد وحكمة وتسائلت الى اين ستفضىي بنا تلك السياسة ؟ واستدركت الكتل الفائزة وقياداتها النافذة خطل سياساتها ووضعت الضوابط الكفيلة بتصحيح مسارها السياسي لصالح الجماهير العريضة صاحبة المصلحة الحقيقية في نجاح وديمومة العملية السياسية بجميع مساراتها التي من شأنها ان تفضى الى وضع خارطة طريق حقيقية يجمع على تنفيذها الكل بصدق واخلاص بغية ترسيخ الاسس الصحيحة لخدمة الدولة والمجتمع على حد سواء ولكنا قد عذرنا تلك القيادات على اخطائها وارتضينا بالقول عفى الله عمى سلف.

ولكن الذي حصل هو استمرار الكتل الكبيرة وقياداتها على وجه الخصوص باستغلال حالة الفوضى والضبابية وضياع الانسان العراقي في حمم التصريحات النارية واطلاق الشعارات البراقة الغير قابلة للتنفيذ وكيل التهم المتبادلة الى حد تنفيذ الاعمال الارهابية وتخوين الاخرين وارباطاتهم باجندات اجنبية وتنفيذ سياسات مرسومة آتية لنا من الخارج والهرولة والاستقواء بالاجنبي ونشرغسيلهم القذر على الاخرين كل تلك الامور والملابسات العويصة احدثت شرخا كبيرا وهوة سحيقة مابين القوى السياسية المتنفذة وفقدان الثقة وعدم الاطمئنان لبعضها البعض هذا من جانب ومن الجانب الاخر فأن الشعب العراقي فقد الثقة بتلك القوى مجتمعة وما عاد يستطيع التمييز بين الطالح والصالح لكثرة اللف والدوران والكذب وعدم الايفاء بالوعود التي قطعتها تلك القوى على نفسها ايام كانت تركض لاهثة وراء اصوات الناخبين ، وعلى ضوء كل ما حصل ولان خارطة الطريق المسمات بأتفاقيات اربيل والتي كانت اساس تشكيل الحكومة بعد ان تعذر تشكيلها ما يقارب السنة والتي لم تنشر ولم يعرف عن مضمونها الحقيقي شيئا غير الذين وقعوا عليها وكل منهم يدعي ان الاخر اخل بالالتزام بمضمونها.

اليوم وبعد كل ما شاب الوضع السياسي من تعقيدات يستعصي حلها وفق قراءة اغلب المحللين السياسيين وفق منظور فقدان الثقة والتهديد بالانسحاب من العملية السياسية وطرح ازمة الحكم على منظمات المجتمع الدولي والعربي واخرها القمة العربية والصراع الدائر حول عقد المؤتمر الوطني قبل اوبعد انعقاد القمة العربية والخلاف على مكان انعقاده وهل يسمى مؤتمر اولقاء القوى الوطنية وفي الوقت الذي ذهب البعض في بداية الامرالى المطالبة بدعوة كل القوى الوطنية بما فيها التي خارج الحكم للمشاركة في المؤتمر عادت تلك القوى نفسها للتنصل عن كل ذلك والذهاب الى ( فتلكة ) جديدة وهي تقطيع الازمة وذلك بفصل قضية المطلك والهاشمي اولا ومن ثم الذهاب الى ( فرم وتقطيع ونشر ) بقية اجزاء الازمة واقتصار الاجتماع على قادة الكتل الثلاث( والله اعلم مذا سينتج بعد ذلك .)

ان الازمة السياسية التي تضرب العراق مستعصية كأستعصاء قادتها الطائفيين الذين يقودون البلاد نحو هاوية سحيقة في حال استمرارهم على نهجهم الجهوي والمذهبي والاثني ،كما ان الاستمرار في تشكيل الكتل والاحزاب على العرق والمذهب والطائفة هو بحد ذاته عمل انتحاري وعليه فلابد من ثورة حقيقية داخل تلك الاحزاب نفسها ينفذونها شباب متنورين قادرين على تخطي تلك الصعاب لاضفاء الطابع الوطني العام على تشكيلاتهم واحزابهم ولربما قد يحصل ذلك في الانتخابات البرلمانية القادمة هذا حل والحل الاخر ان ترتفع الجماهير بمستوى وعيها وتكنس تلك التكتلات الطائفية وتلقن الطائفيين درسا بليغا مضمونه ان العراق يضم بين جنباته مكونات واثنيات عديدة مختلفة وهو ليس كغيره من البلدان العربية الاخرى ،اما اذا بقيت الجماهير الواسعة تركض وراء الشعارات الدينية المضللة والقومية الشوفينية والاثنية الانعزالية فهي وحدها من تتحمل المسؤولية كما ان القوى الديمقراطية هي كذلك تتحمل المسؤولية الاكبر، كونها لم تنجح في تنوير وقيادة وتوجيه تلك الجماهير الوجهة الصائبة للخروج من قمم الطائفية والجهوية المقيتة.










 

free web counter