| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الأحد 29/8/ 2010



دعوهم يحكمون ليحكم الشعب عليهم

احمد عبد مراد 

نعم هكذا هو الواقع، والواقع عنيد جدا فأنه يضع الحقيقة امامك كما هي وهذا ما حصل مع احزاب وقوى سياسية توفرت لها ظروف وامكانات لم تتوفر لغيرها فما كان منها الا ان تستغلها بما يحقق لها طموحاتها واهدافها وهذا حق طبيعي لانعترض عليه شرط ان تكون تلك الاهداف والطموحات مشروعة وتخدم الشعب العراقي و الصالح العام ، وهكذا هو الحال مع احزاب الاسلام السياسي التي توفرت لها جملة من العوامل والظروف المناسبة التي لم تتوفر لغيرها وبحكم تلك الظروف وذلك الواقع المناسب استطاعت تلك القوى ان تجتذب الى صفوفها جماهير واسعة انطلاقا من استغلال اماكن العبادة وحشود الناس وزوار العتبات المقدسة، مستغلة حبها لدينها والتصاقها بموروثها الثقافي التقليدي ، ولكن ما نشاهده وما يجري امام انظار الجميع ان تلك الامكانات والقدرات الهائلة في شتى المجالات قد تم تسخيرها بأتجاه تغييب الوعي الوطني والحس الثوري وعدم الشعور بالاخطار المحدقة بالبلاد وماتتطلبه الظروف من توحيد الطاقات والامكانات الوطنية بغية الاستفادة من كل الجهود الخلاقة التي يكتنزها االشعب العراقي بهدف دحر اعداء العراق واعادة بناءه على اسس عصرية ،فبدلا من كل ذلك راحت تلك القوى تحشد الجماهير باطر طائفية وعشائرية ومذهبية ضيقة غيرآبهة بمصلحة العراق والعراقيين لاهية بمصالحها الحزبية والسياسية تاركة العراق وشعبه عرضة للسلب والنهب والفساد الاداري والمالي وعرضة لضربات الارهابيين الذين يصولون ويجولون في شتى انحاء العراق يقتلون ويفجرون ويغتالون بينما تئن الثكالا حزنا على من فقدن من احبتهن .

لقد صبت تلك الاحزاب والقوى جل اهتمامها وجهودها على كيفية حشد الناس في طوابير طويلة ممتدة من الفاو جنوبا حتى اخر بقعة في العراق يمتد اليها نفوذها داعية اياهم الى السير ايام وليال عراة حفاة جوعى وعطشى يبيتون في العراء فاقدين ابسط الظروف المواتية لاداء فروض العبادة فلا ماء يغتسلون ولامنه نظيفا فيشربون عارضين اجسادهم للظروف المناخية التي تنعدم فيها ابسط الظروف الصحية متعرضين للمخاطر والموت من قبل عصابات القاعدة والبعثيين الجبناء دافعيهم لضرب الاجساد وادمائها وايذائها بلطم الصدور وشق الوجوه بضرب القامات والزناجيل صنع في اميركا،في الوقت ذاته مسخرة مئات القطعات من الجيش والشرطة بهدف حماية حشود الناس واضعة مئات الشاحنات الحكومية تحت تصرفها وبعملية حسابية بسيطة كم تخسر الدولة جراء ذلك اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الموظفين والعمال البسطاء التاركين لاعمالهم ووظائفهم من اجل تأدية زيارة العتبات المقدسة عدة مرات في العام حيث لا يجرئ احدا منعهم والاسباب معروفة.

ان احزاب الاسلام السياسي ومنذ سقوط نظام الارعن صدام حسين لم تترك فرصة تفوتها ولا مناسبة تعدمها سواءا كانت دينية وما اكثرها حيث اصبح تعطيل الدوام الرسمي يتم من قبل المعلم في المدرسة اوالمدير في الدائرة بمناسبة وفات اومولد احد المقامات، ليس هناك من يقف ضد حقوق الناس في تأدية طقوسها الدينية وممارسة الشعائر الاسلامية ولكن القضية لا تكمن في ذلك وانما بالتوجه المدروس من الاحزاب ذات المصلحة المباشرة من هذا التوجه المخطط من اجل تنفيذ اجندة سياسية وحزبية ضيقة متناسين مصالح الناس والمطاف الخطر المؤدي الى العبث بوعي الجماهير والمئالات التي سوف تؤول اليها الامور.

ان احزاب الاسلام السياسي وعندما كانت في ارض الشتات كانت تستغل الجوامع والمساجد والحسينيات لحشد الناس حول برامجها السياسية منطلقة من الامكانات الهائلة الاقتصادية والسياسية والمعنوية ومساعدة الدول السخية لها لتحشيد الناس المشردين نتيجة ظلم العفالقة المجرمين وحروبهم التي اتت على الاخضر واليابس فهام العراقيون على وجوههم طلبا للنجاة من طاعون البعث حتى وصلوا الى الكونغو وساحل العاج وجمهورية بنين،وهكذا اصابهم اليأس والقنوط فلم يخطر في اذهانم يوما انهم سوف تطؤون ارض العراق فأصبحوا صيدا سهلا ومرتعا خصبا ومكانا مهيأ لنشر الافكار والايدولوجيات الغيبية التي تدعو الى الزهد بالحياة بأعتبارها دار فناء وفسق وملذات وعبث شيطاني ،اما المكان الحقيقي فهي الاخرة حيث الولدان المخلدون والحوريات وانهر العسل والخمر الحلال والبيرة الايرانية المعاصرة ،فلا يغرنكم ما في الدنيا من ملذات ومترفات فهذه زينة الحياة الدنيا واغراءات الشيطان وهي آيلة للزوال ،دعوها لنا نحن الروزخونيون نعرف كيف نتعامل معها ونعايشها ونوازنها بحيث نخرج منها متساويين بالاهداف(واحد كل لكل منا ،لا غالب ولا مغلوب) الحياة الدنيا حلال عليكم وحرام على الاخرين، والا اذا كانت هذه هي الحياة الدنيا بما فيها من الشرور والآثام والمعاصي فما سر التمسك بها وبسحر كرسي حكمها الشيطاني الخادع الزائل وانتم ترون امام اعينكم كل يوم مئات الضحايا والشهداء يسقطون على ايدي المجرمين من البعثيين والظلاميين الكفرة فلا تعبئون ولاتحركون ساكنا وجيوشكم متسربلة على ارض العراق طولا وعرضا ومليشياتكم التي منحتموها رتبا عسكرية زائفة وغالبيتهم من الاميين الفاشلين ووليتموهم زمام القيادات العسكرية فكانت هذه محصلة افعالكم، الشعب يموت كل يوم ويعرى ويجوع ويحترق بنيران الصيف ولهيب سنانه وعطش الناس وجفاف الانهر وشحة الماء لقد شاعت الفحشاء وانتشر البغاء وباعت الناس ابنائها واصبحت نسائنا تباع في اسواق النخاس ،كل ذلك يجري امام اعينكم وانتم تنادون بالناس اصبروا ان المؤمن مبتلا ،وانما الله يريد امتحان صبر عباده .

لا يمكن لانسان يفكر بتعقل وروية يمكنه ان ينسب ما يتعرض له الفقراء والمحرومون وما يجري على ارض العراق من ظلم وجور ومذابح وانتهاك اعراض وسرقة اموال وفساد ،لايمكن ان ينسب ذلك الى الله، فالله لا يريد بعباده شرا ولا يمكن ان يصدق ما يروج له خطباء الجمعة من ان هذا هو بلاء من الله ولايمكن ان يصدق المرء ان هذه هي دعوة الحسين على اهل العراق ولا يمكن ان يصدق احدا ان الله يريد ابادة العراقيين ليمتحنهم كلا والف كلا ،انما كل ذلك يروج له اصحاب النظريات الغيبية ليذروا الرماد في العيون ويوجهون الناس نحو المجهول ليلهوهم، بينما احزابهم الاسلامية تعيث في الارض فسادا ،فأين وعودهم لكم باالحياة الحرة الكريمة واين هي وعودهم بأن يملئوا الارض عدلا وقسطا واين هي وعودهم بمساواة الناس كما هي اسنان المشط واين وعودهم باطعام الجائع واكساء العاري فها نحن اصبحنا كلنا عراة حفاة.

وبماذا يقول حال الذين ذهبوا الى صناديق الانتخاب وصوتوا لكم واوصلوكم الى كراسي الحكم الا يشعرون انهم قد ارتكبوا خطأ وذنبا كبيرا ،اليس من حقهم الان وبعد انكشاف امر من انتخبوهم وسقطت شعاراتهم امام الواقع العنيد ان يطالبوا بتنحيتكم ومحاكمتكم على ما طرحتموه من اكاذيب وشعارات زائفة وخداع فضيع لعقول وقلوب الناس ويقولوا لكم اين ما وعدتمونا به ايها الظلاميون فلم نحصد من وعضكم الزائف غير البكاء والعويل وندب الموتى وظلام بدل النور.



 

free web counter