| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الثلاثاء 29/6/ 2010



حصاد الطائفية بيادر من تبن

احمد عبد مراد

اصطف الجمعان في مهابة وزهو وشموخ قل نظيره ،كل ينادي ابناءعمومته وكل ينادي ابناء عشيرته وكل ينادي ابناء طائفته وكل ينادي ابناء مذهبه ،ليدق لديهم ناقوس الخطر معلنا اننا امام امتحان عسير، اما ان نكون واما ان لا نكون. وهبت الجماهير الغفيرة مذعورة وخائفة عما ستؤول اليه الامور ،كيف لا وقد كانت تلك الجماهير وعلى مدى اربعين عاما مغيبة ومعزولة عن محيطها العربي والدولي ،كيف لاتأخذ منها الحمية مأخذ النخوة الطائفية لتهب كرجل واحد خلف اصحاب العمائم والملالي من كلا المشربين والاتجاهين للحفاظ على الاصل من الانقراض وعلى المكانة الاجتماعية من التدهور وعلى السمعة التاريخية من الضياع وعلى اثبات الوجود امام هذا الطوفان والسيل الجارف من المخاطر والاهوال التي تكاد تعصف بالوجود والحقائق التاريخية.

هكذا اذن تم تصوير الواقع لجماهير الشعب العراقي الذي حرم من ابسط حقوقه وعاش الامرين على ايدي زمر البعثعفلقي .

لقد قلنا في مقال سابق ونشر تحت عنوان (هل احسن الشعب العراقي الاختيار) ومما جاء فيه هو ان الشعب العراقي وقع في فخ الطائفية السياسية التي ما فتأت تنادي بها الاحزاب صاحبة المصلحة من ترجيح ونجاح تلك السياسة.

لقد انطلت اساليب الايهام السياسي على الناس في انتخابات عام 2005 عندما هبت الجماهير متحدية ارهاب القطعان الظلامية من امثال القاعدة و صدقت دعاة الطائفية المقيتة الذين وعدوها بالخير العميم وقد بررنا ذلك بجملة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر ،ان هؤلاء القادة يخافون مهابة الله ونحن لم نجربهم سابقا وكلامهم ليس حلواً فقط وانما شهدا، ولكن بعد انكشاف المستور (وطلوع الشمس على الحرامية) ودب الهرج والمرج وصاح الشعب بأعلى صوته لقد نهبونا وخدعونا وخيبّوا آمالنا ،عندها اعتقد الكثير من متتبعي الشأن السياسي ان الجماهير قد استوعبت الدرس وان خطأ الناس في انتخابات البرلمان العراقي عام 2005 لا يتكرر.

ولكن يبدو وكما اكدت نتائج انتخابات 2010 ان القوى السياسية الطائفية لا زالت لديها فسحة من الوقت لتراهن على مزاج ووعي الجماهير فراحت تطرح شعار المخادعة وذلك بأضفاء صفة الوطنية على شكل ائتلافاتها الجديدة من خلال عملية ترقيعية وهمية بأضافة بضعة اشخاص من هذا المكون اوذاك على ائتلافاتها لاضفاء صفة الشرعية عليها وقد بلعت الجماهير الطعم هذه المرة كذلك لهذا السبب واسباب اخرى اخافت بها الجماهير.

ولكن ما ان مرت بضعت اشهر حتى استيقظت الجماهير على زيف اللعبة التي خدعت بها فهبت منتفضة تنادي وتطالب بتطبيق الوعود التي قطعتها القوى الفائزة والتي كانت عربونا لأيصلها لسدة الحكم وقد وصفت تلك الهبّة الجماهيرية بالعفوية ، وهذا كما يبدو مخالفا للحقيقة فالذي لاحظ الشعارات التي اطلقت واللافتات التي رفعت والتوابيت التي نصبت فوق المركبات التي سيّرت في مظاهرة البصرة التي نكبت بحكامها المتحصنين وراء الشعارات الدينية التي طالما تدس بالاجندة السياسية يرى بوضوح ان هناك قوى معينة معروفة كانت تنتظر تلك اللحظة لتستغلها من اجل الاطاحة بحلفاء الامس القريب.

ولكن الا يجدر بنا ان نتسائل لماذا في كل مرة تنجح القوى السياسية الدينية في السيطرة على الموفف وتوجيه الجماهير وفق اجندتها واهدافها السياسية المحددة.

هنا يسود الاعتقاد الاكثر شيوعا وقبولا بنفس الوقت الا وهو :-ان ضعف وتفكك القوى الوطنية والديمقراطية ومنها على وجه التحديد قوى اليسار الديمقراطي هوالسبب الذي ادى بتخبط الجماهير وعدم امكانية تحديد اهدافها واجندتها السياسية وتركها لقمة سائغة للاخرين فمتى تنتبه قوى اليسار الى واجبها ودورها التاريخي وتضع خلافاتها جانبا وتوحد اراداتها وتتصدى لقيادة الجماهير المكتوية بظلم الحكام ولهيب الصيف الحارق.

 

 

free web counter