| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

 

الجمعة 28/5/ 2010

 

انتم نقيض الديمقراطية ايها السادة المحترمين

احمد عبد مراد

هناك الكثير من المتناقضات في الكون والمجتمع ففي الكون على سبيل المثال لا الحصر ، هناك الليل والنهار والموت والحياة وهكذا.. وفي المجتمع هناك الخير والشر والصدق والكذب والشرف والخيانة والكثير الكثير من المسلمات وبما ان الانسان ابن بيئته كما يقال فهو اذن يتطبع بطباعها ويشرب من معينها وتتكون خصاله وتتقولب وفق محيطه الذي نشأ وترعرع فيه ومهما حاول ان يتظاهر بغير التكوينة التي تربى عليها والعادات التى تشبعت بها شخصيته فهو لا يستطيع ان يبرح بعيدا عن مواقعه الاصلية ، وتراه سرعان ما يعود ادراجه الى مواقعه البيئية والاجتماعيه التى نشأ فيها ونهل من علومها وتطبع بطباعها عند اول المنعطفات والمواقف التي تتعارض وتلك التربية التي جبل عليها .واذا ما سلمنا ان لكل قاعدة شواذ فأن ذلك الشواذ لا يحصل مع فئة من المجتمع لها مدرستها الفكرية واصولها الاجتماعية ومصالحها الطبقية وروح التسلط والآمرية وتطمح ان تكون كلمتها الاخيرة والفيصل في نهاية المطاف ، وانما قد ينطبق ذلك على مستوى الفرد او الجماعة غير المستقرة اجتماعيا وطبقيا كفئة الطلاب مثلا حيث ان هذه الفئة ستتوزع بعد انهاء الدراسة على مختلف المراتب طبقا لنشأتها و سلم تطورها الاجتماعي والطبقي.

ان الدراسات الملموسة وكذلك الاحداث التاريخية اثبتت ان هناك فئتان او مجموعتان في المجتمع لا تتطابق افكارها ولا تنسجم آراؤها وسلوكياتها وتربيتها مع الحياة التي تعتمد الرؤى المتباينة والافكار المختلفة والتبادل الحر الديمقراطي لوجهات النظر التي تتعارض وطبيعة تكوين هاتين الفئتين ..وهما الجيش بتركيبته الآمرية البيرقراطية التي لا تسمح بل لا تطيق المناقشة او المساءلة في الامور والقرارات والتعليمات التي تصدرها القيادة العسكرية‘ وكثيرا ما حصل وان وضع الضابط الاعلى رتبة عسكرية على رأس القيادات الثورية الانقلابية سواء كانت التقدمية او الرجعية التي اطاحت بحكوماتها بغض النظرعن توجهات وتطلعات تلك الحركات وكذلك بغض النظر عن المستويات السياسية والفكرية والطبقية التي يتحدر منها ذلك القائد اللهم الا انه الآمر الاعلى رتبة عسكرية والذي له حق الامر والنهي وتبوأ القيادة حتى لو كان حديث العهد بالجماعة . كما حصل مع العديد من الحركات سواء في اسيا او افريقيا او امريكا اللاتينية ، وكما هو الحال مع الرئيس جمال عبد الناصر والنميري والبشير وعبدالسلام عارف و الزعيم الوطني المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم عندما انضم الى حركة الضباط الاحرار متأخرا ولكونه الاعلى رتبة تولى القيادة  .

اما الفئة الاخرى في المجتمع هي فئة رجال الدين المعممين الذين يزعمون ان بأمكانهم تولي شوؤن الحكم والجمع بين الحكم الشرعي والحكم المدني في آن واحد ويطرحون الفكرة القائلة انهم كبقية المجتمع الذي تعرض الى الاضطهاد ولهم حقوقهم المدنية كبقية افراد المجتمع فلماذا يتم ابعادهم عن ممارسة السياسة ولهم اسوة حسنة في اسلافهم الذين حكموا من قبلهم...

ولكن ماذا سيكون موقف رجل الدين المجتهد لو قامت جماعة من عامة الناس البسطاء المعدمين بالتظاهر والاحتجاج ووصل الامر الى الهتافات المطالبة بالتغيير بعد ان يأس الناس ووصلت الامور الى حافة الهاوية ، فهل سيتنازل هذا الرجل المجتهد عن عرشه لاناس كان البارحة يخطب فيهم بالجامع ويعلمهم كالتلاميذ كيف يغتسلون وكيف يصلون وكيف يقومون وكيف يقعدون وكيف يؤدون التحية على بعضهم البعض .

لا اعتقد انه سيفعل ولنا مثال حي في موقف المرشد الاعلى السيد خامنئي حيث عندما وصل الامر الى الحد الذي ينذر بسقوط احمدي نجاد تصدى من خلال موقعه كمرشد اعلى للثورة باحقيته الآلهية في اعادة الامور الى نصابها فأمر قيادات المحتجين بالقبول بالامر الواقع وقبول نتائج الانتخابات التى جاءت بأحمدي نجاد الى رئاسة الجمهورية. .ولكن هنا لابد من الوقوف عند الموقف الحكيم للمرجع الديني الجليل السيد علي السيستاني الذي اتخذ لنفسه وممثليه خطا واضحا من القضايا السياسية ووقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين وتجسد ذلك بوضوح بالانتخابات الاخيرة واقتصرت مواقفه عند القضايا العقدية ، كتابة الدستور واجراء الانتخابات وانجاز الاستقلال والسيادة الوطنية بخروج المحتل من العراق.

اننا نلاحظ وبوضوح ان هناك مواقف متباينة من قضية زج الدين في المعترك السياسي كما سبق وان قدمنا المثال الايراني ومثال الموقف الحكيم والرصين للمرجعية في العراق والذي يصون الدين من شوائب السياسة ويحفظ له مكانته وهيبته وقدسيته .

ان الذين يحاولون الترويج للفكرة القائلة بأمكانية بناء مشروع ديمقراطي قائم على اساس خلفية دينية ينشدون من خلاله دولة مدنية ديمقراطية فأنهم واهمون ، حيث ان هذه الفكرة او المشروع سيتعارض مع الاساس الفكري والتربوي القائم بأحقية الافتاء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكفير الخصم السياسي ، وما الاحداث الاخيرة الني حصلت في ايران الا خير دليل ومثال على ذلك فما ان رفضت الجماهير نتائج الانتخابات الرئاسية ونزلت الجماهير محتجة بعدم ديمقراطية الانتخابات حتى انصب عليها جحيم الملالي بالحديد والنار او بالفتاوى التي كفرت كل من يحتج او يتظاهر او ينشر او يكتب واغلقت الاتصالات الدولية واتهم كل من يضبط متلبسا بالاتصال مع وكالة او جريدة او بالانترنيت جاسوسا للغرب ولم يتوقف الامر عند ذلك بل ذهب المرشد الاعلى السيد خامنئي الى الضغط وترهيب خصوم احمدي نجاد الى الحد الذي جعل هاشمي رفسنجاني وخاتمي يلوذون بالصمت والقبول بالامر الواقع واجبار كروبي بقبول نتائج الانتخابات على مضض كما اعلنها على شاشات التلفاز.







 

 

free web counter