| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

                                                                                  الجمعة 27/5/ 2011



لماذا لا نحتكم الى الديمقراطية بدلا من القنابل الموقوتة

احمد عبد مراد  

بين فترة واخرى يظهرعلينا بعض الساسة والمسؤولين في الشأن العراقي بتصريحات نارية وتهديدات بهلوانية والقصد من ذلك في احيان كثيرة تأكيد القوة والوجود واستعراض العضلات بغية اشعار الشركاء الآخرين في العملية السياسية بأنزعاجهم مما يجري وعدم رضاهم لما يقوم به شريكهم السياسي من انتهاكات وتصرفات واجراءات غير متفق عليها اوخرق المتفق عليه فتلجأ تلك القوى الى مخزونها وما يتوفر لديها من ادوات ضغظ مشروعة وغير مشروعة احيانا ،ويجري الاعلان عنها اما دفعة واحدة،اوعلى دفعات حسب مجريات الاحداث وتسارعها مع تهيئة المستلزمات والوسائل الملائمة لانجاح تلك الخطط ،وهنا يكثر الحديث عن خصوم العملية السياسية حيث ان هناك جهات تتربص بايذاء الجميع وسوف تستغل الوضع الامني المتدهور وتحمل الشريك السياسي المسؤولية بانه واذا ما استمر بتجاهل الاطراف الاخرى وعدم اشراكها في اتخاذ القرار السياسي فان الوضع الامني سوف يتدهور وسوف يحصل ما قد لايحمد عقباه وهنا يراد من كل ذلك التأكيد على اننا لا نسمح بأستمرار الامور والاحوال على ما هي عليه اذا ما استمريتم انتم على نهجكم المتمثل بتجاهلنا الجزئي اوالكلي ، كما تلجأ تلك القوى والكتل الفاعلة والمؤثرة في القرار السياسي الى مختلف الوسائل الاخرى بما فيها وسائل الاعلام المحلي والعربي والعالمي الى التنديد بتلك الخروقات التي من شأنها الاضرار بالعملية السياسية برمتها وربما الاطاحة بها كليا والعودة بالجميع الى المربع الاول،كما يلجأ قادة تلك الحركات والقوى السياسية الى القيام بحملات مكوكية عبر المحاور العربية والدولية المؤثرة في الشأن العراقي وخاصة الراعي الامريكي والهدف من ذلك تشديد الضغط على الاخرين، كما فعلت القائمة العراقية ورئيسها مؤخرا حتى تسنى لهم اعادة الحوار على ما تبقى من مبادرة السيد مسعود البارزاني غير المنفذ حسب ما متفق عليه مع دولة القانون والتحالف الوطني حسب ما تصرح به القائمة العراقية وهوما تنفيه دولة القانون. وما دامت الامور في طور النقاش والتحاور فهذا امر لا خوف منه ولا يهدد المركب بالغرق.

ولكن ما يبعث الخوف والريبة في صفوف المواطنين بشكل عام وكما القوى السياسية هو نزول جيش تابع لجهة سياسية لها في مجلس النواب اكثر من اربعين مقعدا وتلعب دورا وحضورا متميزا في الحياة السياسية وعلى الطرف الاخر تحتفظ بكراديسها العسكرية وتهدد بها على انها قنابل موقوتة يمكن تفجيرها في اي وقت يشاؤون، ولابد من ان يتسائل المرء هل ينسجم ذلك مع الحياة الديمقراطية التي يتطلع الى بنائها من هم منضوون في العملية السياسية،ثم الا يعد ذلك تجاوزا واضحا على مكانة الدولة وهيبتها وهل يصح ان تكون لنا جيوشا مدربة موازية لجيش الدولة ولها زيها الموحد الذي يميزها عن غيرها من المسيرات والمظاهرات داخل جيش الدولة والذي هو جيش الجميع ،اليس من حق الانسان العراقي ان يطرح الكثيرمن تلك الاسألة ؟

ان اللجوئ الى اقصر الطرق في التعبير عن الارادة وعن الاهداف وترك الاساليب الديمقراطية والحوارات الفكرية دليل ضعف الحجة وعدم قدرة القيادة في تقييم الموقف الصحيح ودليل الارباك الفكري وعدم النضوج السياسي وضعف التجربة وعدم الاستفادة من دروس الماضي وربما اعطاء الفرصة للاخر في سحب البساط ولو تدريجيا من تحت اقدام من يلجأ لمثل تلك السلوكيات العنفية بغية توجيه الضربة المباشرة له في المكان والزمان المناسبين .

لقد كفل الدستور العراقي حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وكان الاجدر ان ينزل التيار الصدري بجماهيره ومؤيديه بصورة مسالمة بعيدا عن التجييش واخافة الاخرين والقوى السياسية مما ستؤول اليه الامور في المستقبل وكانت المظاهرات السلمية ستكون اكثر مهابة واحتضانا وتأييدا من قبل جماهير الشعب بدل خلق حالة من التأزم والنفور وخلق شعور التخوف والترقب من بقاء واستمرار سطوة وهيمنة الميليشيات وعودة التوترات والاحتقانات الطائفية البغيضة مهما كانت الحجج والاسباب.




 

free web counter