| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الجمعة 25/6/ 2010



تطورات ازمة الحكم العراقية الى اين ؟

احمد عبد مراد

بات واضحا لكل من يستطيع قراءة الخارطة السياسية العراقية قراءة صحيحة وبحيادية ان يتلمس ان القوى الفائزة في الانتخابات اصبحت تضع نصب عينيها مرحلة الاربع سنوات القادمة من الحكم بأعتبارها مرحلة حاسمة تترتب عليها جملة من الاعتبارات السياسية ، و الكثير من القضايا العالقة التي يتطلب وضع الحلول والمعالجات لها وفق منظور تلك القوة او الكتلة التي يتسنى لها الامساك بدفة القيادة ، سواء كان ذلك على صعيد الوضع الداخلي او الخارجي، ناهيك عن التفكيرالى حد الاعتقاد بأن من يبقى يراوح في مكانه فأن القطار سوف يتعداه ولا يمكن اللحاق به، ويبدو واضحا ان السياسيين العراقيين منتبهين الى ذلك جيدا وهذا ما يعكس ضراوة المعركة السياسية المحتدمة بينهم.

ومن الطبيعي وفي ظل هكذا صراع ومنافسة حادة للظفر بالسلطة ان يحاول كل طرف سياسي ان يستفيد من تطور الاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتغيرة بأستمرار وذلك بتوظيفها لصالحه .

واذا نظرنا الى الساحة السياسية العراقية بامعان نرى ان هناك جملة من العوامل الموضوعية والذاتية تتجمع لتصب في تحريك الوضع السياسي باتجاه التازم والانفجار فالوضع الاقتصادي في تردي مستمر فلا مشاريع جديدة ولا استثمارات عربية او اجنبية، ازمة بطالة وازمة سكنية مستفحلة ،ازمة الماء والكهرباء وازمة الوقود والبطاقة التموينية ازمة نقل ومواصلات ومعضلة الفساد الاداري والمالي وما يتبعها من حرق وتدمير ممتلكات الدولة سواء البنوك اوالمصارف لاخفاء اثار الجرائم المرتكبة ،ولا يمكن الاستهانة بتأثير القوى الارهابية وما تسببه من تدمير وخراب على صعيد الدولة والمجتمع، في المقابل تمرالدولة بازمة حكم مستعصية الحل بسبب استماتت الكتل السياسية الفائزة في الوثوب على السلطة وباي ثمن كان فالحكومة الحالية لايمكنها الاستمرار بحسب الدستور ولا يمكنها الثبات والاستقرار على وتيرة واحدة لقيادة الدولة والمجتمع للاسباب المذكورة انفاً .

لقد تحركت الجماهير الغفيرة ابتداءاً من محافظة البصرة لتمتد الى المحافظات العراقية الاخرى منددة وبغضب عارم بعقم الاجراءات والمعالجات التي اتخذتها السلطة في معالجة شتى الازمات وليس فقط ازمة الكهرباء ،وقد ادركت الجماهير وكان هذا الادراك ومع الاسف الشديد متأخرا زيف الوعود البراقة التى قطعت لهم قبيل الانتخابات مما انعكس ذلك على مزاج الجماهير التي لجأت لاستخدام العنف في بعض المحافظات .

ان هذا التحرك الواسع والشعارات النوعية غير المعتادة التي اطلقتها الجماهير ارعبت بحق الحكومة العراقية مما حدى بها اتهام قوى سياسية حليفة لها بأستغلالها وتحريكها لابعاد المالكي عن الترشح لرئاسة جديدة، بينما راحت القوى السياسية سواء المتحالفة مع كتلة دولة القانون اوالتي في خصومة معها بكل ما اوتيت من قوة استغلال تلك الاحداث لصالحها مما انعكس ذلك على مفاوضات المجلس الوطني الذي كان للامس القريب يبحث عن مخرج لازمة تحديد الشخص المرشح لرئاسة مجلس الوزراء ،وقدجائت تصريحات السيد عمار الحكيم وكذلك تصريحات السيد المالكي المتضاربة والتي عكست رؤى وتوجهات مختلفة ومتعارضة، عمق الهوة والاختلاف بين الحليفين مما يهدد تحالفهما بالانهيار،

نحن نستنتج وعلى ضوء ما عرضناه ان هناك متغيرات سريعة قد تحصل على الامد المنظورومنها مثلا:-
1- ان حظوظ السيد المالكي بنيل تأييد حلفاءه بالترشح لدورة حكم ثانية باتت ضعيفة جدا ان لم تكن معدومة.
2- هناك تطورفي موقف التحالف الوطني بقيادة السيد الحكيم للتنصل تدريجيا من الشراكة مع المالكي.
3- شعور دولة القانون بتآمر حلفائه عليه وطعنه تحت الحزام وذلك من خلال تنظيم مظاهرة البصرة تحديدا.
4- لقد ارتفعت حظوظ القائمة العراقية بالحصول على المزيد من التأييد باعطائها فرصة التكليف بتشكيل الحكومة وخاصة من قبل الكتلة الكردية.
5- ويلاحظ ان مخاوف الائتلاف الوطني بقيادة السيد الحكيم من كون القائمة العراقية بعثية التكوين بدأت تخف تدريجيا.
6- وقد تدفع تلك التطورات بالسيد المالكي للتوجه نحو القائمة العراقية لاقتسام السلطة وبدفع وتأييد الامريكان.
7- تلعب الادارة الامريكية والحكومات العربية جاهدة لابعاد المالكي واحلال علاوي بديلا له.
 

 

free web counter