| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

 

الثلاثاء 25/5/ 2010

 

مات كمداً

احمد عبد مراد

انه المناضل النقابي العمالي المعروف حنتوش فرحان باقر نشأ وترعرع في بيئة عمالية تعاني شظف العيش وقهر المتسلطين وسطوة الانظمه الرجعية وقوانينها الجائرة ، حمل هموم اخوانه العمال وسائر الناس الفقراء وعرف بينهم بدماثة الخلق وحب الناس وصدق المواقف ونكران الذات ‘حورب في لقمة عيشه وتعرض الى المضايقات ولم يسمح له كبقية اقرانه للتقدم في مجال عمله ليعين عائلته في الحصول على لقمة العيش الرغيده الهانئه ورغم كل ذلك فقد واصل عطائه النضالى وتقدم صفوف العمال لتقديم المذكرات والعرائض وقاد الوفود واجرى المقابلات مع مختلف المسؤولين وطرح الاسباب والمبررات في احقية حصول العمال على حقوقهم وعلى رأس تلك المطالب شمول عمال القسم البحري بميناء الفاو (بالقانون البحري) المتعارف عليه دوليا، وكان يستقبل من قبل بعض المسؤولين بأستغراب ، كيف تسنى لهذا العامل البسيط ان يطلع ويتعلم ويدافع بحجج يعجزون عن الرد عليها وهم المتعجرفين الذين درسوا فقط بأختصاصات محدودة ونالوا شهادات من اجل الحصول على وظائف تمكنهم من التلاعب بمقدرات الشرفاء .

لقد اصر على السير قدما ومن ورائه الوف مؤلفة من العمال الصابرين على برد الشتاء القارس وحر الفاو الذي لا يطاق ، كان هو وزميله نعيم سالم العامل المحبوب من لدن العمال يتصدون الى المشاكل التى تحصل بين العمال ويحلوها بالتراضي والتأخي ويقولون لهم امامنا معركة مقدسة ، معركة طبقية ونحن بحاجة لوحدة الصف ووحدة الكلمة وان خصمنا هو وحده المستفيد من فرقتنا ، نعم لقد خاضوها من معركة نقابية الى معركة نقابية مطلبية اخرى عادلة ابتدأت باسناد ثورة الرابع عشر من تموز وقائدها البطل الزعيم المحبوب عبد الكريم قاسم الى مقارعة الانذال البعثيين واعوانهم الذين اطاحوا به بدعم من قبل الامريكان وخدمهم وعملائهم في المنطقة حيث تأتي (اللنشات) وهي المراكب التي تسّير بواسطة المحركات تأتي من الكويت وفي ثناياها المبالغ المالية الطائلة لتسلم الى العملاء البعثيين السفلة ، نعم خاضوها معارك مستترة ومكشوفة كالانتخابات والاضرابات العمالية في زمن حكم عبدالسلام عارف حيث حققوا فوزا كاسحا افقد الرجعيين والبعثيين صوابهم .

لم تستطع القوى الرجعية تحمل هذه النتيجة فتحايلوا عليها واجهضوها ورتبوا لانتخابات جديدة حيث تم منع عمال القسم البحري من المشاركة وذلك بعدم السماح للبواخر بالرسو في ميناء الفاو وبرغم مطالبة قادة العمال النقابيين وعلى رأسهم القائد النقابي حنتوش فرحان ونعيم سالم وكريم عباس فلم يصغي لهم من اراد تزوير ارادة العمال،، وتستمر المواجهات والاضرابات والاعتصامات وقد باتت المطالب العمالية اكثر مشروعية وقابلة للتحقيق وعلى رأسها مطلبهم الرئيسي الا وهو الظفر بتشريع القانون البحري. ويأتي الانقلاب الاسود المدمر وتتسلم مرة اخرى زمرة البعث السلطة في العام 1968 ويتحقق حلم العمال باقرار القانون البحري لعمال ميناء الفاو والذي يعد نقلة نوعية في حصول العمال على حقوق هامة جدا وخاصة في مجال الزيادة الكبيرة في الرواتب وقد كان ذلك النصر بجهود العمال النقابيين الشيوعيين ولكن لصوص البعث حاولوا سرقة ذلك النصر وتجييره بأسم نقاباتهم الهزيلة الصفراء، وهنا فقط يبرز ويتجلى نقاء ونبل وطهارة الطبقة العاملة حيث وقفوا وعبروا بأشكال مختلفة عرفانا بالجميل والتضحية لقادتهم الابطال ( ابا غانم ) حنتوش فرحان ورفاق دربه نعيم سالم وكريم عباس ...ولم يرق هذا لاقزام البعث حيث تستمر المضايقات وحبك المكائد للاطاحة بهذا الانسان المسالم والذى لم يؤذ احدا طيلة حياته. وفي الليالي تحاك الدسائس والمؤامرت ولانهم حرامية ، لصوص يعملون تحت جنح الظلام ولانهم يخافون ،او انهم لا يريدون ان يثيروا غضب العمال فنصبوا له كمينا حيث اقتادوه الى اقبيتهم المظلمة وصبوا عليه جام غضبهم وحقدهم الدفين وتعرضوا له بكل انواع التعذيب واذاقوه مر الهوان وبعد ان اتموا جريمتهم النكراء القوه في الشارع زاحفا الى بيته بين الموت والحياة .. فهل انتهى بهم الامر الى هذا الحد ، لا فقد لاحقوه كظله اينما حل وارتحل من مدينة لاخرى حتى نزل بأرض صلاح الدين عسى ان يطمئنوا كونه في منطقة اجدادهم ولا يمكن ان يفعل شيئا ضدهم ولم تشفع له شافعة واندلعت قادسيتهم المشؤمة فوجدوا ظالتهم بها حيث آن الاوان لان يزجوا بها العدو قبل الصديق فناصبوه العداء فما ان ينتهي من اكمال مدة خدمته في الجيش اللاشعبي حتى يجد اسمه مدرجا في القائمة التالية المعده للتوجه الى افواج الجيش اللاشعبي من جديد وهو الرجل الذي بلغ من العمر ما يجعله عاجزا من فعل اي شيء في هذا العمر حيث ذاق الامرّين وكابد ما كابد على ايادي الجلادين كان الحري به ان يخلد الى الراحة والسكينة ولكن هيهات له ان يذق طعم الراحة الا في القبر وهذا مبتغاهم وديدنهم بملاحقة الاشراف حتى يدفنوهم وان لزم الامر احياءً ..واخيرا جاءت زمرة من رجال الامن البعثي الفاشي لاعتقاله وسألوا عنه فكان الجواب انه لدى باريه ....

رحمك الله ايها المناضل النقابي البطل وتغمدك بفسيح جنانه ..والخزي والعار للبعث المجرم وقائدهم الجرذ صدام المقبور.





 

 

free web counter