| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

                                                                                  الخميس 24/2/ 2011



تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

احمد عبد مراد 

غدا الخامس والعشرون من شباط يوم الغضب ،ستبحر السفينة وسط بحر متلاطم الامواج ،وسفينتنا هذه، تحمل من كل زوجين اثنين ولكن ليس عددا اوعدة وانما ازدواجية المواقف والاراء فهي ليست كما عهدناها، حيث كانت حمولتها واضحة ومعروفة للجميع فالكل يعرف ماسك الدفة حيث يتحكم بالاتجاه الذي يحقق له مآربه، الا هذه المرة فهي تحمل في غالبيتها العامة (وضمن العملية السياسية) النطيحة والمتردية في آن معا،وما وجد من قوى وطنية حريصة على مصالح الوطن والشعب فهي غير مؤثرة وغير قادرة على تغيير وجهة السفينة.

الكل يصارع على وضع يده على الدفة وبنفس الوقت فأن هذا الكل متأهب للقفز من السفينة عندما تشتد العواصف والامواج ويهيج البحر ويعصف ويكاد ان يبتلع السفينة بمن فيها ومن عليها .

غدا الجمعة يوم الغضب، فكيف ستجري الرياح ،رياح التغيير كما يطلق عليها ومن الذي يحكم قبضته على دفة السفينة ليصل بها الى بر الامان ،نعم لقد اعلنت المواقف ،الكل يؤيد حق الجماهير بالتعبير عن مطالبها ويتبجح بذلك ويزايد على غيره والكل يفتي بحق الجماهير للمطالبة بحقوقها عن طريق التظاهر والاعتصام وهذا ما كفله الدستورلها ،نعم جميع الاحزاب والحركات والقوى السياسية وكذلك المرجعيات الدينية والعشائرية تؤيد،و كل منهم يبكي على ليلاه .

ولكن ما نراه مختلفا في الحالة الجديدة التى فرضت نفسها على الجميع هو ما درسناه وتعلمناه وسمعناه عن تاريخ الثورات والتظاهرات والاعتصامات والذي اصبح اليوم باليا يجر اذياله وخيبة امله متخلفا عن الهدير الجارف ،كنا قد تعلمنا ان للجماهير والشعوب طلائع منظمة لها حدودها التنظيمية وقياداتها المخططة والمنفذة وهذه الطلائع هي التي تخطط وترسم وتوزع الادوار في كيفية التمرد والتظاهر، متى ومن اين تنطلق ماهي الاهداف المطلبية الخدمية والسياسية، ولها من يقودها في الشارع ويقرر الموقف برفع سقف المطالب انسجاما مع مزاج الجماهير واستعدادها وكذلك يقرر فض المظاهرة اوالمسيرة متى رأى ان المهمة قد انجزت او ان هناك خطرا اصبح يداهم التجمع ويكاد يطيح بالهدف الاساس المرسوم لتلك العملية ،ولكن يبدو ان الزمن قد تغير جذريا،اليوم الجماهيرهي التي تنظم نفسها بطرق واساليب جديدة وتقررمتى واين يكون التنفيذ، بعدها تجتمع الاحزاب وطلائع المجتمع لتقررهل تشترك ام تنتظروبين الاخذ والرد يفوتها القطاروتصبح الذيل بدل الطليعة (كما حصل في مصر وتونس الخ) ،وعليه فلا يعلم احدا بالضبط كيف ستسير الامور في ساحة التحرير ومدن العراق الاخرى، وكما اسلفنا ان غالبية الجماهير التي سوف تخرج غدا متظاهرة دفعتها اسباب خاصة تصب في صلب حياتها اليومية فهي وعلى مدى ثمانية سنوات خلت من حكم الاحزاب الاسلامية والاحزاب البرجوازية القومجية المنضوية معها والمشتركة في السرقة والفساد الاداري والمالي والنهب الذي فاق حدود التصور في الوقت الذي لم يلمس المواطن اي تقدم حتى ولو جزئي على مستوى الخدمات بشكل عام في الوقت الذي يعاني المواطن الجوع والحرمان والبطالة والاعظم من كل ذلك شعورالمواطن وكأنه يعيش في غابة يأكل فيها القوي الضعيف وعليه فأن الانسان العراقي يشعر بفقدانه لكرامته وعزة نفسه وهذه هي الطامة الكبرى.

غدا نحن امام خياران احلاهما مر اذا انطلقت الجماهير مطالبة بحقوقها الخدمية من ماء وكهرباء الى اخر القائمة الطويلة من الحرمانات والعذابات وتم الاكتفاء بذلك فسيخرج علينا فرسان المحاصصة الطائفية بالوعود المسكنة التي مل الشعب سماعها، عندها يصح علينا المثل القائل (تيتي مثل ما رحتي اجيتي) اما الخيار الثاني والمتمثل بالمطالبة بشعار(الشعب يريداسقاط النظام)فالمصيبة هنا اعظم حيث يتربص بنا ايتام النظام السابق ومعهم جميع القوى الارهابية التي تتربص وتتحين الفرص التي يقدمونها لهم حكامنا الفاسدين على طبق من ذهب وعندها (اقرأ على العراق السلام و عندها يحرق الاخضر قبل اليابس) والكارثة الاخرى انه لاتوجد على الساحة السياسية العراقية قوى خيرة مهيئة لاستلام زمام دفة السفينة وقيادتها الى بر الامان.









 

free web counter