| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الجمعة 24/9/ 2010



هل لاحت في الافق بوادر الانفراج

احمد عبد مراد 

بعد اكثر من نصف عام على اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية والتي شابها الكثيرمن الشك والغموض والاتهامات المتبادله كما تخللتها تصريحات لاتعد ولا تحصى وفى شتى المجالات وعلى مختلف المستويات من ناطقين بأسماء القوائم وبرلمانيين ورؤساء كتل وقوائم ومن لف لفهم، رافق ذلك الكثير الكثير من التشنجات والاتهامات والطعن والتسقيط والردح السياسي والتأكيد والنفي، هذا يعبرعن رأيه الخاص وذاك يعبر عن رأي القائمة وهكذا شهدنا الكثير ممن ادلوا بدلوهم واطلقوا البالونات السياسية واكثرها (فاشوشية) كما جرت العديد من اللقاءات والاجتماعات الرسمية وشبه الرسمية وتبادل الزيارات ووجهات النظر وكذلك تبادل اوراق العمل والرد عليها وقد جرى كل ذلك وسط اجواء متباينة مابين التصعيد والتوتر والانفراج والتهدئة الى ان حل على المسلمين عيد الفطر المبارك فاعلنت القوى المتصارعة هدنة لمراجعة النفوس وتهدئة الخواطر والاستغفار من الله لما اغترفت تلك القوى من معاصي في الشهر الحرام اقلها وطئة كانت الكذب على الشعب، كل ذلك جرى وجماهير الشعب العراقي تموت في كل ساعة الف مرة ..بطالة ..جوع ..حر..امراض مزمنة ..امراض مستعصية ..لاكهرباء..لاماء ..تلال من القمامة .. بعوض ينهش الاجساد، بحيرات اسنة وسط الاحياء ..اذلا ل المواطن..رشاوي ..اتاوات..قتل..خطف..سرقات..عبوات ناسفة..سيارات مفخخة ،هذا ما رافق اجواء المفاوضات على من ينصب رئيسا لوزراء العراق.

وانقضت ايام العيد السعيد ولكن ليس للشعب (فالشعب لا زال تعيسا وبائسا) المهم بعد كل ذلك الصراع المرير ولي الاذرع والاستقواء بالمحتل ودول الجوار والتهديد بعزلة العراق على المستوى العربي تارة ومقاطعة العملية السياسية تارة اخرى واذا بأنقلاب مفاجئ يشمل مواقف كتل سياسية مختلفة فبعد انعقاد الاجتماع الثاني للتحالف الوطني اعلن ان التحالف الوطني قرر حسم تقديم مرشحه خلال خمسة ايام وبالتوافق وفي حالة عدم التوافق (لا سمح الله) فسوف نلجأ الى خيار الانتخاب (ولكن سوف نتوافق) وكذلك اعلن التحالف انه سيوقف حواراته مع القوى الاخرى لحين الانتهاء من اعلان مرشحه شيئ جميل ورائع. .نتحاور نرتب اوضاعنا نتفق على مرشحنا ونذهب للاخرين.

في هذا التزاحم من الادلاء بالتصريحات والتصريحات المضادة خرج علينا صالح المطلك ليعلن من عمان ان القائمة العراقية لاتتشبث بالمناصب والاشخاص وانما جوهر الامور يكمن بوضع مصلحة العراق فوق كل شيئ وهذا التصريح يمكن ان يشم منه ان القائمة العراقية لم تعد متمسكة بمطلبها الاساس وهو رئاسة الوزراء ويمكن ان ترضى بمناصب سيادية تمكنها بالمشاركة في اتخاذ القرارات الستراتيجية آخذين بنظر الاعتبار ان تصريحات المسؤولين في القائمة العراقية هي الاكثر تناقضا .

لقد اثرت ضغوط الجماهير والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والتي تجسدت بالمظاهرات والاعتصامات وكذلك الحراك البرلماني النسبي وتحميل التحالف الوطني مسؤولية تأخير تشكيل الوزارة وضعت التحالف الوطني امام خيار تحديد سقف زمني للخروج بمرشحه خلال خمسة ايام وهذا ماجعل بقية القوى السياسية وجماهيرالشعب العراقي تنظرالى هذه البادرة على انها بداية التحرك الجاد نحو انهاء ازمة تشكيل الحكومة.،وفي الوقت الذي لا يمكن فيه تجاهل الضغط السياسي الداخلي لابد من ملاحظة الضغوط الهائلة والتدخلات المباشرة وغير المباشرة من جانب امريكا ودول الجوار العراقي وقد تجسد ذلك الضغط بالتحرك المتزامن والمتجانس في المصالح من قبل امريكا وايران وتشديد الضغط على دول الجوار بتغيير مواقفها لصالح مرشح دولة القانون وهذا الامرلم تخفيه اوساط متنفذة في دولة القانون عندما قالت ان امريكا ودول الجوار اذا كانت تؤيد السيد المالكي فهذا متأتي من كون المالكي يمتلك الامكانية والخبرة لقيادة البلاد نحو التقدم والاستقرار.

ان الايام القليلة القادمة كفيلة بأظهار نتائج تلك الجهود الداخلية والضغوط الخارجية والتي تكاد تكون مقبولة من لدن كل القوى وجماهير الشعب وذلك لهول المصاعب والمصائب التي ينوء تحت ظلها الشعب العراقي والذي اصبح ينشد الخلاص حتى وان تدخل كل من هب ودب في شؤونه الداخلية ،فهل هذا ما كانت تريده القوى السياسية الفائزة والتي زكمت رائحة انانيتها انوفنا.

 

free web counter