| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

                                                                                  الأثنين 24/10/ 2011



العراق...والضباع

احمد عبد مراد  

العراق بلد جميل وفيه من الخيرات ما يمكُّن شعبه بأن يعيش في نعيم دائم هناك النفط والغاز والزراعة وثروات هائلة مطمورة تحت هذه الارض المعطاء انه بلاد النهرين دجلة والفرات وطبيعته متنوعة سهولا وجبالا وصحارى اما شعبه فيطلق عليه الفسيفساء الجميلة ويضم العربي والكوردي والتركماني والصابئي والايزدي والمسيحي وغيرهم..

ترى بأيدي من وقع هذا الشعب وخيراته ؟ انه وقع بأيدي الضباع ، بطبيعتها وصفاتها الخسيسة ، فهي حيوانات مفترسة وتعتاش على اكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الاخرى و هي تحب الظلام وتمتاز بالمهارة في الصيد وللضبع قوة فكينهائلة مما يمكنه من سحق العظام القوية، الاًّ انها حيوانات دنيئة ويطلق عليها لقب (زباُّل)باللغة الاسبانية كما انها وفي مسيرة صيدها الليلية ينقض قويهاعلى اضعف عنصر في المجموعة ليقع ضحية عدوان شرس من اقرانه فتظل تنهش به حتى الموت.كان الشعب العراقي يطمح باْن يتم اسقاط نظام البعث الجائر البغيض بأيدي المعارضة وكان الشعب يتوسم بالمعارضة، النزاهة والشرف والصدق والامانة ولكن لم يحصل لا هذا ولا ذاك فالنظام سقط على ايدي اجنبى اكثر جشاعة ولؤما وظلما ويعتاش على دماء الشعوب..

اما المعارضة المهيمنة على مقاليد الامورالآن فلم يظهر لنا منها الاّ طباع الضباع حيث اطبقوا على هذا الشعب المظلوم بفكين قويين وافترسوه افتراسا بشعاً ونحروه من الوريد الى الوريد .انهم يفتتحون اجتماعاتهم وجلساتهم بآيات الذكر الحكيم ولا يبدئون كلامهم قبل البسملة ويحجّون بيت الله كل عام وكل ذلك طلبا للمغفرة لما اقترفت اياديهم من الذنوب .ظلم وقهر وجور وقتل واغتصاب ، سرقة وفساد اداري ومالي وتزوير شهادات، حرائق وظلام دائم ، جهل متفشي وميليشيات وارهاب ،قتل على الهوية وضياع المال العام وغسيله، جوع وعراء وسرقة قوت الشعب ،تلاعب في البطاقة التموينية ،تهجيرقسري وارامل وثكالى و اطفال مشردون، مزيدا من فقدان الكرامة واحتقارالمواطن وسلب ارادته... كل ذلك يحصل ويحدث تحت سمع ونظر وبمباركة (حكومة الشراكة الوطنية التي لا تستطيع ان تأخذ منها لا حق ولا باطل ،انهم ضباع العراق.)اصر الجميع على المشاركة في الحكم لكي لا تفوتهم لا شاردة ولا واردة ولكي يطبقوا على خيرات الشعب العراقي ويقتسموا خيراته بينهم ففي الشراكة يصبح كل شيئ جائز وكما يقال (حرامي البقر يعرف حرامي الدواب) كل يسمع ويرى ولكن الكل ساكت لانهم سواسية في ارتكاب الجرائم هذه هي حكومة الشراكة التي قال عنها الدكتور محمود عثمان وهو صادق (يابه هذا حكومة شراكة ما يصيرهيجي، لازم واحد يحكم والاخرين معارضين حتى نشوف هذا شنو يسوي حتى نكدر نحاسب ،يابه ما يصير الكل يحكم) والآن ما العمل؟ بعد ان وقع الشعب العراقي فريسة بين فكي الضباع القوية التي تطحن عظامه ، فها هو يئن ويصرخ ويستغيث فلا من يسمع ولا من يجيب او بالاحى يسمعون ولكن لا يجيبون،اقتربت السنة الاولى من عمرالحكومة وانتهت ميزانيتها في جيوب حكامنا الضباع والان نحن مقبلون على اكبر ميزانية فهل مصيرها كسابقتها في جيوب الحرامية والمحتالين والنصابين..

ان حكامنا ونواب برلماننا العتيد وحكوماتنا المحلية المنتشرة على الساحة العراقية اما انهم فقدوا الثقة بأنفسهم اويعرفون ان الشعب فقد الثقة بهم والامران متلازمان فراحوا يتسابقون ويتفننون في الاجراموالسرقة والتزوير ونهب ثروات هذا الشعب المتألم الجائع والمهدور الكرامة. الواقع لا يشيرالى ان هناك في الافق ربيع عراقي على غرار ما حصل في تونس ومصروليس امام الشعب العراقي الاّ خيار الصحوة والضميرويكمن ذلك :

1- عدم التصويت للاحزاب الاسلامية وسياساتها الايهامية سواء كانت الشيعية منها اوالسنية وقطع الطريق عليها من الوصول الى سدة الحكم لانها تتبع خليط من الشعوذة والتعصب الديني المذهبي والطائفية السياسية والانعزالية وضيق الافق.

2- عزل البعثيين والارهابيين المتسترين وراء الشعارات الوطنية الزائفة وقبر مخططاتهم ونواياهم العدوانية الهدامة.

3- معاقبة كل من يمد يده للاستجداء والاستقواء بدول الجوار العربية وغير العربية وافشال مخططات تلك الدول لانها لا تريد الخير للشعب العراقي.

4- المطالبة بسن قانون الاحزاب المعطّل من قبل الاحزاب صاحبة النفوذ المهرولة وراء الاموال المهربة من خارج الحدود والرضوخ لارادات مانحيها وتنفيذ اجندتهم والاستقواء بهم على حساب مصلحة الشعب العراقي.

5-البحث عن البديل الديمقراطي الداعي الى الديمقراطية ومن اجل ترسيخها، والرافض للسياسة الطائفية والجهوية والاثنية والمحاصصة المقيتة .


 

free web counter