| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الأحد 23/5/ 2010

 

كثر الحديث عن التي اهواها

احمد عبد مراد

هذا مطلع لاغنية غنّاها كاظم الساهر يتغزل فيها بحب حبيبته بغداد حتى احبها وغنّاها الالوف ان لم نقل الملايين وكذلك غطّت معظم شاشات الفضائيات العربية ان لم نقل جميعها ، ولم يدر في خلدنا ان هناك حدثا دراماتيكيا او اغنية وطنية سنغنيها طويلا وسنطرب اسماعنا بها الى الحد الذي تصبح مملة مقرفة تبعث على الغثيان والملل الى ان ظهر على الملأ العمل الدراماتيكي الذي يجري السباق على اخراجه ليسرق الاضواء من اغنية كاظم الساهر ويحجب الاضواء عنها، الا وهو العمل على تشكيل الحكومة العراقية العتيدة المرتقبة .

فعندها انشغل الشعب العراقي ومعه قياداته الثلاث السياسية والقضائية والتشريعية بهذه المعضلة التي سلطت اضواءها على مجمل السياسيين العراقيين وبخاصة تلك القوى الفائزة في الانتخابات والمتقاربة بحصادها للمقاعد الانتخابية في مجلس النواب العتيد القادم ، بل الانكى من ذلك ما قامت به القيادات السياسية بزياراتها المكوكية للبلدان العربية والاسلامية وزجها للتدخل بالشأن الداخلي العراقي ليختلط الحابل بالنابل وتتعالى التصريحات من الجامعة العربية وارسال مندوبها للعراق لاجراء المصالحات وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين على مقعد الرئاسة وتتوالى المناشدات من هذا الرئيس او ذاك الملك وكل منهم يغني على ليلاه ويمنّي النفس بالهبرة الاكبر من الكعكة العراقية اللذيذة.

ويلحق بهم بان كيمون سكرتير الامم المتحدة ليناشد القادة العراقيين بتوحيد جهودهم من اجل المضي في تشكيل الحكومة العراقية في الوقت الذي يستعد جون بايدن ليحل ضيفا ثقيلا على العراق لتدارس الامور المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية وليبلغ القادة العراقيين بأن صبر الادارة الامريكية بدأ ينفذ وليس امام القادة العراقيين المزيد من الوقت للتفكير، بينما جماعتنا الفائزين منهمكين بالصراعات والمهاترات والتصريحات الرنانة الطنانة والماء يجري من تحت اقدامهم ناسين او متناسين مصلحة الشعب والوطن ، حيث ان انظارهم مشدودة نحو كراسي الحكم حالمين بالنعيم ، غيرمصدقين مغادرة مواقعهم المغرية والتي ربما لم يحلموا بها يوما، منطلقين مما حققوه من نجاح باهر في الانتخابات النيابية ، في الوقت الذي يشعرون بضعفهم القاتل والمخجل بنفس الوقت وذلك لاستغلالهم الشعارات الكاذبة التي مروا من خلالها الا وهي تخليهم ونبذهم للطائفية والمذهبية والجهوية ، وكذلك لتشكيلاتهم الانتخابية الهشة والتي تقف على ارضية متحركة قابلة للتصدعات والانكسارات وعليه فكل منهم يراهن على الزلزال الذي سوف يحصل بالطرف الاخر، وفوق ذلك انهم يشعرون جيدا بأنهم غير صادقين مع انفسهم وهم يخدعون الجماهير التي اوصلتهم الى ما هم عليه .

ولكننا نتساءل الى متى سيستمرون بعزفهم على هذه الاسطوانة المشروخة والتي اصبحت مزعجة ومقرفة ولا تطرب احدا ومل الناس سماعها .

فقليلا من الحس والادراك الوطني ورحمة بهذا الشعب الجائع الضائع في خضم صراعاتكم على كراسي الحكم .

 

 

free web counter