| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

                                                                                  الأثنين 21/5/ 2012



ثرثرة الضياع

احمد عبد مراد  

بات تحاور وتشاور قوى الحكم عبارة عن ثرثرة وحوارطرشان وسط ازمة خانقة تعصف بالبلاد الى المجهول، وبات الكل يعلم ان الاقدام على الاطاحة برئيس الوزراء سواء عن طريق اختيار بديلا له او باجراء انتخابات مبكرة سوف يستغرق ما تبقى من ولايته وسط الشد والجذب والاخذ والرد، لاسيما وان دولة القانون اللاعب المحوري في التحالف الوطني لا يسمح بالانتقال الهادئ للسلطة لان ذلك ليس وارد في ثقافته الحزبية والسياسية كما هي بقية الكتل الاخرى ،وعلاوة على ذلك فان القوى النافذة جميعها لم تبرهن يوما ما على ايثار المصلحة العامة وخير الوطن وسلاسة تقدم ونجاح العملية السياسية على مصالحها الانانية ،بل كل ما لمسناه على ارض الواقع هو ايثار المصلحة الحزبية والفئوية حتى وصل الامر بالمرجعية الدينية التي تعتبر الملاذ الاخير لبعض القوى ان شكت وتذمرت واعلنت على الملئ من ان كلامها ونصحها وارشادها بات غير مسموع من قبل السلطة واحزابها المهيمنة على كل شيء.

ان فشل احزاب السلطة واخفاقاتها جعلها من جهة تلقي باللوم والفشل على بعضها البعض في محاولة لتبرئة الذمة ، ومن جانب اخر اصبحت كل تلك القوى عارية ومفلسة سياسيا امام الشعب المصاب بخيبة الامل جراء تخلي الكتل السياسية عن المبادئ السياسية والانسانية المتمثلة في اقامة النظام السياسي والاجتماعي العادل والتمسك بالدستور والحفاظ على النظام الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة واعادت عزة وكرامة الانسان العراقي المهدورة على ايدي عصابات البعث المقبور والتي الزمت تلك القوى نفسها واقسمت على تحقيقها، نراها اليوم تتنصل عنها لتضع نفسها على المحك امام الشعب والوطن والرأي العام العربي والدولي.

ان التحاور والتشاور والتغيير في الرأي والموقف والتراجع عن الاخطاء يمكن ان يكون المفتاح لحل الكثير من المشاكل العالقة اذا ما راجعت القوى السياسية مواقفها وسياساتها من منظور ومنطلق مصلحة الشعب والوطن وهذا يتطلب مراجعة نقدية لمواقف القوى التي هيمنت على مقاليد الحكم واوصلت البلاد الى حافة الهاوية ،واذا ما تجرأت تلك القوى على اتخاذ مثل تلك المواقف فهذا يسجل لها وليس عليها، فليس عيبا في الشخص او الحزب او الجماعة اذا ما لجأت الى مراجعة مواقفها ومارست نقدا ذاتيا لمسيرتها بغية تصحيح الاعوجاج في تلك المسيرة ..ولكن من العيب والعار ومن الخطورة بمكان على السياسيين واحزابهم عندما يكتشفهم الشعب انهم يكذبون عليه ويزدرونه ويستهينون به ،عندها ستحل عليهم لعنة الشعب ولهم في ثورات الشعوب العربية عبرة ان ارادوا الحفاظ على ماء الوجه.

ولكن ما يحصل في العراق اليوم حالة فريدة من نوعها فولوج مجموعة كبيرة من الاحزاب والجماعات والشخصيات ساحة المعترك السياسي قد عقد الموقف وابتذله وهبط به الى الحضيض ،فكثيرا من تلك القوى هي طارئة على ساحة العمل السياسي وشكلت احزابها وكتلها الانتخابية على اساس الانتماء العشائري والطائفي والمناطقي بل ان الكثير منها كانت تعيش على فتاة موائد الحكم البائد وهي غير معنية بنجاح التجربة الديمقراطية الفتية بقدر ما هي معنية بتحقيق مصالحها الانانية الدنيئة ،فلا يهمها الوطن ولا المخاطر التي تحيط به ولا الشعب وما يعانيه ولا الحفاظ على وحدة الوطن وترابه ولا بيئته الملوثة ولا ثرواته المسروقة ولا فقدانه لقاعدته الصناعية والزراعية وبناه التحتية ولا مياهه التي تكاد تنظب ولا ما تفعله دول الجوار من التعدي على حقوقه وحرمة اراضيه ، ان القوى والجماعات السياسية التي تحكم العراق اليوم راضية بما امتلكت من انقاض العهد المباد وهي سائرة في استنزاف ما وقع في اياديها بينما ينحدر الوطن والشعب الى المجهول وتسود القوى المتنفذة حمى الصراع وتوتير الاوضاع الى حد الوصول الى مخاطر الصدام المسلح والحرب الطائفية فاذا ما حصل ذلك فسوف لا ينفع البكاء على الاطلال .

ان القوى السياسية التي استحوذت على الحكم مطالبة بأن تبرهن على التزاماتها (ومبادئها وشرفها وضميرها)وقسمها امام الشعب في الذودعن مصالحه واهدافه، والحفاظ على الوطن والدفاع عنه وان تحتكم الى الشعب وتدير العملية السياسية في اطار الديمقراطية و توضيف سياسة فن الممكن في حل الخلافات والصراعات والابتعاد عن الخصومة الدائمة والعمل على تغليب الصداقة الدائمة في القضايا المصيرية على الاقل ما دمنا في الوطن الواحد ونعمل من اجل الشعب الواحد مع الاحتكام الى الدستور ومبادئ العمل الديمقراطي وصناديق الانتخاب.






















 

free web counter