| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الثلاثاء 18/1/ 2011



سلاما شعب تونس الخضراء

احمد عبد مراد 

عندما تتكلم الشعوب وتطلق صرختها المدوية ،لا مفر من ان تخرس كل الاصوات وترتد حشرجة الى صدور حكامها المجرمين الذين صالوا وجالوا ونسوا اوتناسوا،ان كلمة الحق سوف تكنسهم الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم حيث تضيق بهم الارض والسماء كما هو الحال عندما ضاقت بدكتاتور تونس ولم تجد طائرته الارض التي تحط بها، لقد هرب الجرذ كغيره امام هتافات الشعب التونسي الغاضب والتي شقت عنان السماء، الا سحقا لكل نظام مستبد وكل دكتاتور يستهين بشعبه ويهزأ بأرادته التي لا تقهر، عجيب غريب امر هؤلاء الدكتاتوريين كيف تعميهم بهرجة الحياة ويغرقون في ملذاتها وينسون شعوبهم تنام جياعا تصارع كوابيس ضنك الحياة وعيشها المر وتصحوا على يوم مجهول كله تعاسة وبؤس وبطالة وفاقة وحرمان ومعانات يعجز المرء عن وصفها في الوقت الذي تنعم شلة طاغية بما بنى وشيد وانتج وحلم كغيره من الشعوب بالحرية والمساوات والعيش الرغيد ،اليس من حق هذه الشعوب ان تطلق صرختها لتشق عنان السماء هاتفة بسقوط حكامها المجرمين لتمرغ انوفهم بالوحل وهي التي طالما حلمت وتطلعت الى غد مشرق لها ولعوائلها كما هي بقية الشعوب ،ماذا كان ينتظر فرعون تونس من شعب يئن تحت وطئة البطالة والفقر المدقع والاستبداد منقطع النظير،غير صرخة الجياع التي تزلزل الارض من تحت قدميه ليكون عبرة لبقية الطغاة العتات وهم كثر فى منطقتنا العربية والذين ينتظرون يومهم الموعود طال الزمن ام قصر ،ولكن العجب العجاب هو موقف المعتوه فرعون ليبيا التافه والذي ما انفك يستهين بمواقف الشعوب الحرة الابية ويحتقر ارادتها كما هو الحال من ثورة شعب تونس البطل ،كان هذا الدكتاتور القزم وما زال يغرد خارج السرب ويسير عكس تيار الشعوب الهادر الذي سوف يكنس كل من يقف في طريقه ويرميهم في مزبلة التاريخ طال الزمن ام قصر.كان الاجدر به ان يخرس كما هم بقية الحكام العرب المرتجفين من غضب شعوبهم.

لقد ظن البعض واعتقد ان زمن الثورات قد انتهى واصبح من الماضي كما هي حكايات جداتنا ،لقد ظن حكام العرب ان جياع الشعب غطت في سبات عميق لاتصحوا منه مهما تعرضت لاهانات واستهتار وغطرسة الفراعنة الموتورين وراحت تعبث بمقدراتهم وتضرب ارادتهم عرض الحائط وفاتها ان للصبر حدود وان الحر قد يسامح او يصبر ولكنه لا يستكين ولا يضعف ولا ينهزم امام حكامه الاذلاء مصاصي دماء شعوبهم خدمة الامبريالية وسياساتها التي تستبيح كل شيئ في سبيل الحفاظ على عروشها .

ايتها الجموع الهادرة، ايها العمال والفلاحون ،ايها المثقفون الاحرار لاتستكينوا ولا تتراجعوا ولا تقبلوا بأقل من حقكم في العيش في كنف حياة حرة كريمة تبسطون فيها ارادتكم المعبرة عن آمال واماني وتطلعات الشعوب المبتلية بحكام العرب الرجعيين الفراعنة خدام امريكا والمسبحين بحمدها ،احرقوا الارض تحت اقدامهم كما فعل شعب تونس المقدام وخذوا العبرة من تضحية الشاب التونسي الكادح الذي ضحى بنفسه واحرقها لتكون الشرارة التي احرقت عرش قبيح العابدين بي علي دكتاتور تونس الخضراء وليعلم جبابرة العرب الحكام اللئام ان العمال والفلاحين الذين يستهينون بقدراتهم واراداتهم هم وحدهم القادرين على سحق عروشهم واسقاطها ورميهم في مزبلة التاريخ تطاردهم لعنة الشعوب.
 

 

free web counter