| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد عبد مراد

 

 

 

الأحد 18/7/ 2010



اماني في مهب الريح

احمد عبد مراد

بالامس القريب وعدوا الشعب خيرا و قالوا له سوف نعمل وسوف نبني ونشيد، وسوف نحقق لك كل شيئ نعم كل شيئ، كل ما كنت تحلم به وتصبوا اليه، في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وسوف نعوضك ايها الشعب الكادح ما فاتك من العيش الرغيد والحياة الحرة الكريمة التي طالما حلمت بها وقدمت ولا زلت تقدم من اجل الظفر بها كل غال ونفيس . نعم سوف نبني دستورا نحتكم اليه وقضاءا نلوذ به وبرلمانا نشرع من خلاله قوانين الشعب ومحكمة اتحادية نختصم اليها ،اذن لا مشاكل بعد اليوم كل شيء محلول وفق القانون والدستور.

سوف نسهر على تحقيق ارادة الشعب من خلال بناء الديمقراطية وضمان حرية الجماهير من خلال احترام ارادتها عبر صناديق الانتخاب الحر والمباشر والذي سوف يفضي الى التداول السلمي للسلطة ..نعم لقد اقسموا امام الله والشعب بأن يحافظوا على مصالح الشعب العراقي ويصونوا له حريته وكرامته ويحققوا له جميع اهدافه. كل ذلك جاء عبر الكلمات والخطب الرنانة المجلجلة المدوية سواء في المناسبات العامة او الوطنية او تحت قبة البرلمان او في مؤتمرات العشائر .

لقد اصطدمت كل تلك الوعود والاماني بالواقع المرير ،واقع الانا والانفرادية وحب الذات ،واقع الطائفية والمذهبية والجهوية واقع حب الاستحواذ على كل شيء،من مجالس المحافظات الى الوزارات الى الرئاسات ،اذن نحن نتسائل ماذا تركتم لغيركم ،لقد كانت كل حساباتهم اما مشوشة تعوزها الخبرة والحنكة السياسية واما خاطئة من اساسها واما انهم لم يحسنوا التقدير والحساب الدقيق لمغريات السلطة وملذاتها وصعوبة مغادرة كراسي الحكم للاخرين ،ومن جانب اخر ظلوا حبيسي الاماني الديمقراطية من جهة وضرورات ممارسة التغيير الديمقراطي من الجهة الاخرى، وفوق هذا وذاك فاتهم مدى التأثير الاقليمي والدولي وانعكاساته على الوضع الداخلي وهذا ما اتضح فور انتهاء الانتخابات حيث هرع ساستنا رؤساء الكتل السياسية الى استجداء العون والمساعدة من تلك الدول الغارقة في الحكم الرجعي الملكي او الوراثي الجمهوري اوالذي يستند في حكمه على تعاليم القرون الوسطى.

لقد مل الشعب وعودكم ومناوراتكم واكاذيبكم فقد اصبحت بينكم وبين الشعب هوة عميقة من الصعب ردمها بالوعود التي تبخرت في مهب الريح،لقد تماديتم في خرق القوانين والمواثيق الواحد تالو الاخر الى ان ادخلتم البلاد في الفراغ الدستوري الذي طالما حذرتم منه واعتبرتموه خطا احمرا لا يمكن التقرب منه والآن وبعد ان لم يبق لديكم شيئا مقدس لم تتجاوزوه ترى ماذا انتم فاعلون ايها السادة المحترمون.

انا دائما اناشد الجماهير واتسائل كيف خدعوكم بشعاراتهم الطائفية وكيف انطلت عليكم الحمية العشائرية وكيف صدقتم بالعواطف المذهبية ودهاليز الجهوية ، فهل اتعضنا من هذه الدروس .؟




 

free web counter