| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

الخميس 6/11/ 2008



اوباما وآمال العراقيين

أسامة عبد الكريم

يتذكر القارئ الحدث الدراماتيكي من عام 1994عندما صعد نيلسون مانديلا المنصة يعلن للعالم رئيسا لجنوب افريقيا في يوم 27 نيسان (يوم الحرية), الذي انهى نظام الفصل العنصري ـ الطائفي , واجبر نظام حكم الأقلية البيضاء على ان يدخل في مفاوضات مع الممثلين الحقيقيين لشعب جنوب افريقيا للوصول الى انشاء مؤسسات ديمقراطية ضمن برنامج لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة دون تمييز على أساس الجنس او العرق أو اللون أو المذهب.
ويوم 4 تشرين الثاني 2008, ينتقل المشهد من جنوب افريقيا الى الولايات المتحدة التي تقف امام حدث تاريخي لم يسبق له مثيل حيث انتخب لاول مرة باراك حسين اوباما (امريكي أسود) كرئيس الولايات المتحدة الامريكية الذي حقق حلم اسلافه السياسيين كالقس مارتن لوثر كنغ والداعية الاسلامي مالكوم اكس والناشطة في حقوق الانسان انجيلا ديفيس التي طالبت في نهاية الستينات تعديل الدستور لحماية القضاء من العنصرية والحرب غير الشرعية واعادة توزيع الملكية وترشيح المرأة للرئاسة الولايات المتحدة. ويعيد أوباما هيبة الامريكيين السود امام العالم , وكذلك لملايين الامريكيين الذين يأسوا من الحروب والفضائح السياسية والفساد الإداري والمالي والبيروقراطية والاهمال الحكومي في معالجة أعصار كاترينا واخرها الازمة المالية الأخيرة.
ففي مطلع السنة القادمة 2009 ستكون حكومة اوباما كاملة الصلاحيات , وما يهمني كعراقي ان تنتهج إدارة اوياما لسياسة خارجية اتجاه العراق أكثر نزاهة وانصاف دون مبالغة بفرض شروط مسبقة تكميلية لما تركته سياسة إدارة بوش ـ بعض الاحيان عندما تتبدل الادارة ايضا لا تتبدل توجهات سياسة وزارة الخارجية معها بالضرورة ـ التي انعكست سلبياتها واخفاقاتها للحرب في العراق , مما عزز التدخل من قبل دول الجوار في الشأن العراقي , حول الاتفاقية الامنية المزعومة عقدها مع العراق خلال نهاية السنة الحالية او مطلع السنة الجديدة. ويعلم اوباما ان العراق دولة مستقلة ذات سيادة بحاجة الى التعايش السلمي وتبادل المنفعة و كذلك بحاجة الى العون لألغاء الفصل السابع على العراق من ميثاق الامم المتحدة, والذي يجعل سيادته غير تامة كما في فقرة 39 و41, و42 من الفصل المذكور . فاذا انحرفت السياسة الخارجية لإدارة اوباما اتجاه العراق , سيضطر العراق الى اظهار دبلوماسية شجاعة وفعالة من اجل صيانة مصالح البلد العليا من الاتفاقية بين العراق الولايات المتحدة .. وهاي مثل سالفة الشمس والريح من يوم تعاندو من هو يكَدر ينزع الانسان هدومه ، فالريح اخذت تهب عاصفه كلش قويه, فجان الانسان اذا اشتدت عاصفة الريح ضم و لملم روحه بهدومه عليه ولفها من كل طرف, ولما صارت الظهر واشتد الحر نزع الانسان اهدومه وحملها على جتفه من شدة الحر .
 

free web counter