| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

السبت 6/2/ 2010

 

معجزة !

أسامة عبد الكريم

حكي ان خطيباً لجامع يحرّض على العنف ,وله صوت جهوري ولبق القراءة وتأثير على عقول السامعين وتحريكها.. فكلماته تتحول الى مولدات للعنف الفكري والمعنوي, وهو يدعو الجالسين من الناس البسطاء ان يستمعوا اليه بنبرة التعصب والى ترجمة رمزية العنف الى موقف جدي للفعل المادي للإرهاب في إراقة الدماء دون تفرقة بين الاطفال والنساء والشيوخ الابرياء والمذنبين . واثناء خطبته , وقف احدى المصلين يصرخ بصوت عالي .. الله اكبر الله اكبر .. الله اكـ.. بووووم ..تناثرت اشلائه على حائط الجامع وهاج السامعون و اصابهم الهلع والصراخ والعويل والدخان الذي يختلط بالدم .. اما خطيب الجامع فقد امتلأ لسانه بالمسامير من الفولاذ ابو الانج , رفع رأسه الى الاعلى فرأى شخصاً من بين الدخان يرتدي دشداشه بيضاء وفي يده راية بيضاء وعليها حمامة السلام واخذ يقترب من الخطيب .

ابو دشداشه البيضه مسك بآذان الخطيب و كَال: خطبتك اليوم ما بيها معنى كلها خرط وخزعبلات التي لا يقبلها العقل , ولا يقرها منطق .. تريد ان اعافيك واصحي جسمك اذا تحجي حجي معقول وخالي من ثقافة الارهاب والعنف والطائفية. هز الخطيب رأسه موافق ايجابياً .. بدأت المسامير تتساقط من لسانه على الأرض وبدأت عافيته ترجع مع المصلين ماعدا الانتحاري .

قال خطيب الجامع : اليوم نبدأ بصفحة بيضاء جديدة وادعوكم الى جهاد حقيقي ,هو اصلاح انفسنا من دواخلنا بإيجاد ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الناس وليس بغرس ثقافة الموت.. جهادنا هو تطوير التعليم ومحاربة الجهل والامية وليس تفجير البشر وترميل النساء ... يا اخواني تره الايمان المبني على التعصب بالكلام انتهى .. ويجب ان ينحاز فكرنا وميراثنا العقلاني الفلسفي الى الانفتاح على الاخر, وحق الاختلاف.. والتسامح .. ونعتذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه .. ونتصالح مع المستقبل والتفكير العلمي دون القصص والحكايات والروايات التي عفا عليها الزمن الماضي.

الخطيب يرفع رأسه الى سقف الجامع لكي يرى ابو دشداشه البيضه الذي جلس مع المصلين .
 

 


 

free web counter