| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

الخميس 4/9/ 2008

 

عـليـوي والبـعـيـر

أسامة عبد الكريم

تشير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في احصائيتها الاخيرة ، إلى أن 80% من جامعات ومؤسسات البحث العراقية لا تعمل بالكامل وأن عدداً كبيرا ًمن المهندسين والعلماء قد غادروا البلاد. هذا الخبر يرجعني الى ذاكرة زمن فتنة 8 شباط 1963، الذي لم يشهد العراق مثيلا له ، العشرات من الخريجين ماتوا تحت التعذيب ناهيك عن الاعتقال والفصل من العمل والتشريد والتهديد والتعذيب والملاحقات التي تشتد في ظل الاحكام العرفية المتكررة و الاغتيالات العشوائية بسبب نشاطهم السياسي يحركهم الوعي ( الذي زادت خبرتهم من المد المباشر او غير مباشر للصراع الاجتماعي حول مسيرة ثورة 14تموز 1958 ).
اخذ النظام البائد نهجا قديما من المؤامرات والانقلابات : انتقاء عناصر حزبهم ـ تفتقر الى الخبرة والكفاءة ــ على رأس ادارة المؤسسات. والآخر ، بانحسار و تحريم النشاط السياسي على الكفاءات الوطنية كالحق الاولي، عبر الابتزاز السياسي كاصدار قانونين الاول عام 1969بعودة ( ذوي الكفاءات العلمية ) والآخر1974 (اصحاب الكفاءات )،اللذان يحفزان حملة الدكتواره والماجستير للعودة من ديار الغربة . لكن بعض حملة الشهادات الذين عادوا صدمهم الواقع من الغبن والمضايقة والتنكيل والضغوط عليهم لكي ينتسبوا الى حزب السلطة باعتبارات القرابة والطائفية !! .. بعد سقوط نظام صدام الدكتاتورية عام 2003 ، هناك الوفا من العلماء والاساتذة و المهندسين والمحامين والاطباء الذين ارتضوا بمحنة ومصاعب الغربة تريد العودة الى الوطن للمساهمة في بناء والاعمار.. فما على حكومة المالكي الا ان تقوم بوقف استنزاف الكفاءات من عراقنا من خلال حمايتهم وتعزيز عملهم النقابي من اوكار الارهاب والميليشيات والطائفية و المحاصصة الخطرة ، وايضاً يتطلب على الجميع العمل مع الحكومات المتعاقبة بحس وطني ومسؤولية عالية لترسيخ التعليم العالي ... وهاي مثل سالفة من ايام الانتداب البريطاني عندما دخلت فرقة من جنود ( هنود ) يقودها جنرال ( بوب ) واستقرت قرب ضواحي البصرة وكان ( بوب ) له بعير مولع به وعنده راعي عراقي اسمه عليوي طارش يهتم ببعيره ، وفي كل صباح يركب الجنرال البعير ويذهب الى المعبد قيد الانشاء ليشرف عليه مع سكرتيره وهو ضابط هندي أسمه (كومار ) الذي يقرأ له رسائله والبرقيات والصحف .مرت الايام ، المعبد اكتمل بنائه وجرت مراسيم افتتاح المعبد واثناء الاحتفالات، كان كومار يبكي مع مجموعة من ضباطه الذين يواسونه بسبب امر اصدره الجنرال( بوب ) لسكرتيره بتعليم بعيره القراءة... والا يقتله!.. وقال احدهم : يا كومار ليش ما ناخذ البعير للمعبد بلجي يصير عنده الهام ويتعلم القراءة !! ..اخذوا البعير الى المعبد وعند عتبة المعبد عطس البعير من ريحة البخور !! ... وكومار كام يطش الورد وماي الورد وهو يقرأ التعويـذات ..فحس البعير ببرودة الهوه في المعبد فصار عنده اسهال !! ... وبالصدفة مر عليوي الطايش على المعبد في طريقه الى قريته ، فوجد البعير بحالة هيجان فتدخل عليوي بثني ركبتي البعير بواسط الحبل وغطى رأسه بقطعة قماش فهدأ البعير .. فسأل عليوي عن امر كومار والبعير ... كَال كومار: سيدي الجنرال (بوب) امرني ان اعلّم بعيره على القراءة .. والا هلكني .. فكر عليوي طارش ثم كَال لكومار وجماعته : شدو حيلكم ونشوف الجنرال .. فجاء رهطهم عند بيت الجنرال (بوب) فدخلو وحيوا وسلموا..كَال عليوي : سيدي آنه اعلم بعيرك اسرار القراءة، بس تمهلني فد عشر سنوات ، فرح الجنرال ووافق ..ولما خرج عليوي فرحان مع كومار وجماعته ، تحلقوا يسألونه: ياعليوي ..شلون اتورط نفسك وتكول هالحجي؟ وتريد اتعلم البعيرالقراءة وياك ؟ ..ضحك عليوي وكَالهم: شجاكم بعد عشر سنوات انحل المشكله اما موت الانتداب لو موت الجنرال لو بهلاك البعير.


 

 

free web counter