أسامه عبدالكريم
الجمعة 30/9/ 2011
ملح وفلفل
الإصلاح قبل الإسقاط !
أسامة عبد الكريم
شكرا للتكنولوجيا التي ساعدتني ان اقرأ كل الصحف العراقية قبل أن تصل الى ايدي العراقيين , وايضاً هنالك التواصل اليومي مع الاصدقاء والأهل بواسطة الصورة والصوت عبر جهاز الحاسوب (الكُمبيوتر), وحتى في التنقل والحركة كالمترو والباص فان التليفون الجوال يقوم بالمهمة,فحسبي لم يكن العراق جزيرة منعزلة عن العالم المحيط به.. صار العراق من خلال قنوات اتصال ثورة المعلومات و اطلاع على تجارب الشعوب الاخرى , والاستفادة من تجارب نجاح الاخرين لتحقيق الرقي وصناعة التقدم والاستقرار .
لكن الجيل ما بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري وهو ما يشبه جيل تاتشر الانكليزية : اتقن الاجهزة الكمبيوترية , فتعلم بسرعة على الربح النفطي والبنكي و سيطر على عقارات الدولة بغطاء ديني واخذ يغتال التعددية بدعوى التقدمية , وتكوين عصابات مسلحة تحمي مناصبهم داخل مؤسسات الحكومية وعزل الاشخاص الغيورين على وطنهم , وتهميش الاحزاب الديمقراطية مما جعل هؤلاء اصحاب القمصان البيضاء واللحى لا تفارق وجوههم الى انغلاق الحكومة على ذاتها مانعة نفسها من الاستفاد من تجارب الاخرين, فتدنى الدولة التي يحكمها الى كتائب الرشوة والجمود والجهل حيث ادى الى استهانة دول الجوار بها , ويعني ان تجريد العملية السياسية من اهدافها الوطنية والديمقراطية وانحراف بالحكومة بقدرة سلطوية وانفراد بالقرارات خاضعة باوامر من الخارج, بهذه الحالة ستستند على فكرة الدولة البوليسية وتنعزل وتقوم بسير في عكس اتجاه الشعب.
اما الشعب فينتفض,ويواصل احتجاجاته الشعبية مطالباً بالعدالة و تحقيق الرخاء الذي ينتظره العراقيين واطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة مسؤولين بالدولة عن كل ما ارتكبوه بحق هذا الوطن و مواطنيه ..ولا تنتهي فترة الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات و الاضرابات حتى لو طالت هذه الفترة ,لان المتظاهرون يريدون سياسات تؤمن بالتداول السلمي والديمقراطية .. يريدون مؤسسات حكومية بعيدة عن المزايدة و تحقق احلام العراقيين واحتياجاتهم دون تجاهلها على حساب المحاصصة ـ الاثنية .. يريدون حكومة تضمن حماية الحقوق والحريات كما جاء بالدستور ..المتظاهرون يطالبون بتنظيم عدد السكان الذي يزداد يوما على يوم , لكي يعمل ويأكل ويوفر لهم المسكن الصحي ومدرسة بالتدفئة المركزية و توزيع الكمبيوتر في المدارس في المناطق النائية مثل قرى الجبايش ..كل هذا ستصرف من نسبة موازنة الدولة قبل ما تلْغف من جيل حرامية بغداد !!.
***
هل يتحمل اهالي النجف هذا الترف الثقافي ؟
رصدت الحكومة العراقية مبلغاً قدره 573 مليار دينار لمشروع مدينة النجف الاشرف عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2012 حسب ما جاء في توصيات لاجتماع وزراء الثقافة في الدول الاسلامية في العاصمة الاذربيجانية باكو في عام 2008 ,وقد تم في تشرين الاول من العام الماضي وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الثقافية على مساحة 62 دونماً.
اتساءل هل يا ترى وزارة الثقافة قدمت المشروع الثقافي الى الاتحادات والجمعيات الثقافية والفنية لتقديم مقترحات على برنامج المشروع الثقافي على مدى سنة كاملة وهل هذا المبلغ مقطوع من ميزانية المخصص لميزانية محافظة النجف ؟ ..على الاقل ان يطلع علينا وكيل وزارة شارحا ًخطة المشروع الامر لكي يتيح لكثير من وسائل الاعلام وفي مقدمتها القنوات الفضائية الخاصة في برامجها الحوارية فرصة اظهار الاتفاقات و الآراء والافكار لاغناء تلك التظاهرة الثقافية ..لان مبلغ 573 مليار دينار يغري الماكرون مكر الواوية حيث يقومون ببناء عمارات و تشجير 62 دونماً ووزارة الثقافة في غفلة وسيصبح الامر مستحيلا !.
***
قفشات تظاهرية
ــ موظف كبير في وزارة الثقافة في زيارة تفقدية.. فراح يشوف بناية المؤتمرات في مدينة النجف .. فصعد فوق سطح البناية خاطر يحمي الوطن !!.
ــ واحد مخرف يكتب خاطرة : عندما تغرد البعارين, ونسمع نهيق العصافير, ونرى الخيول تمتص رحيق الأزهار , والخرفان تحلق في السماء , والثعابين تركض فوق الماء, اشعر وكأنني في حلم.
28/9/ 2011