أسامه عبدالكريم
الجمعة 27/7/ 2012
ملح وفلفل
الفوضى تضرب في محافظة الديوانية المحروسة !
أسامة عبد الكريم
كانت المفاجأة وانا بطريقي الى السوق الكبير راكباً دراجتي الهوائية اخذت يديّ ترجفان من شدة دوي الانفجار احسست كأن الارض اهتزت فغيرت اتجاهي صوب وقع الانفجار والدخان يتصاعد .. شاهدت وانا مذهول من جحيم دانتى! ,عدد من السيارات الاطفاء والاسعاف مع عشرات من مرتدي الملابس البيضاء ملطخة بالدم والطين ..وتسيل الدماء ممزوجة مع الماء والدخان والطين والزجاج متناثر في الارض والصراخ والعويل والوجوه حزينة مرعبة , منهم من يحث الهمة للخروج الجثث واشلاء الجثث وبعضهم يحدق بالجثة واضعاً طرف دشداشته على انفه من رائحة شواء اللحم الانساني , لمعرفة هل هو من اقربائه ام رجل ام امرأة .... نعم اهالي الديوانية غاضبون و ساخطون هذه الايام .. و السبب للمرة الثانية خلال هذا الشهر تتعرض محافظة الديوانية الى التفجيرات , مما دفع الناس للخروج بمظاهرة تندد بالارهاب وتصب غضبها على الحكومة المحلية مطالبين باقالة مجلس المحافظة نتيجة عجزه عن توفير الامن والخدمات, مع العلم ان مجلس المحافظة قرر تقليص اجتماعاته الى مرتين بالشهر بدلاً عن كل اسبوع بمناسبة رمضان الكريم..مشكلتنا ان المسؤولين في الحكومات المحلية يتصورون كل واحد منهم في منصب سكرتير عام الأمم المتحدة في عالم السياسة والدبلوماسية !.. وعندما نأتي الى الواقع نجد عندهم ضعف الكفاءة التي تعتبر المعيار الاوحد والوحيد في إدارة الدولة بشكل عام لان غالبية المسؤولين قادمين من (المحاصصة الطائفية ـ العسكرية) فيها من التوابين وعشرات من التيارات المستظلة بالدين تحت جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر و متعلمين على الموعظة الحسنة والإرشاد بعيدين عن تطبيق القوانين الحاكمة و الهيئات والمؤسسات...هاكم ما يواصل المسؤولين عن الامن الديوانية كنموذج برغم ان الامر ليس بأياديهم وحدهم بل هو مسؤولية النظام كله ..ففي كل مرة يخرج المسؤولون عن الامن يعلنون عن نجاح حملاتهم في القضاء على البؤر الاجرامية من الارهابيين ..اقول شاكراً لواجبكم لاستعادة الامن ..لكننا لم نشعر باي أمن ,مازالت الفوضى العشائرية ـ الدينية تضرب
في كل مكان ..و قصدي : هذا من عشيرة البو فلان وهذا شخص متهم بالارهاب تابع لجامع او لحسينية السيد فلان الافلاني وهذا من اقرباء الفلاني .. و الرضوخ لولاة الأمر حسب الفخذ والمرجعية ...في كل مرة نسمع الطلقات النارية في منتصف الليل وعند الصباح نسمع النحيب و نصب الخيم لتأبين بدلاً عن الافراح ..التوابيت على السياراة ذاهبة الى مقبرة السلام في مدينة النجف الاشرف ... واذا انت فقير لا تملك ثمن التابوت فما عليك ان تشتري التابوت الرخيص من جريد النخل ! وتلف الجثة بالكفن الابيض وتذهب بها الى الكراج العام وتسافر مع العبرّية .
هذا الموت الرخيص للعراقي!.. يا ايها السادة نشكركم وانتم تعلمون أن عمليات القتل على الهوية والتعدي على عقارات الدولة وانتشار المخدرات وفقدان الخدمات والرقابة.. الكل يتصرف حسب هواه وكأن اجهزة الامنية عاجزة عن الفعل ورد الفعل!..كل ما نريده هو وجود شخصيات كفؤة لها القدرة على تطبيق الدستور دون المساومة عليه لكي نعيش بامان..تكفينا بهذله ازمة الكهرباء وتلاعب على المناصب والمال .
***
مخاطباتكم بالمكَلوبي !!
لجنة الأمن والدفاع البرلمانية تقتل القتيل وتمشي في جنازته.. وقد خاطبت لجنة شؤون الأعضاء والتطوير البرلماني .. بعد كتابنا وكتابكم المرقم حول شراء اسلحة ـ من شركات متعددة الجنسيات ! ـ لأعضاء مجلس النواب بمبلغ اربعة ملايين وخمسمائة ألف دولار.. لا اعرف ماذا نقول للنائب في مناسبة تسليمه ( 5 ) مسدسات و (10 ) بنادق ..فهل نهنئ عن العنجليّه ام نتأسف له عن البهذله .. يعني على اعضاء النواب يجب ان يتدربوا على الرمي بالسلاح والتصويب بدون مشاركة بالالعاب الاولمبية ! والتدريب على الرمي وهو يركض مثل رجال المغاوير كتسلق المباني والزحف على الاخضر واليابس والسباحة ويأكل اللحم النيء وغيرها من الامور التي تحمي النائب او النائبة ..على اعتبار انه لا يملك من امره شيئاً كون السلطة غائبة والأمن عندنا مستعصي.. نقترح تحويل المبلغ المذكور اعلاه وصرفه على بناء المستشفيات واماكن صحية للعجزة والايتام وتحسين الخدمات للشرطة والجيش لانهم جزء من هذا الشعب ..!
26-07-2012