أسامه عبدالكريم
الأربعاء 22/2/ 2012
ملح وفلفل
المتظاهرون و حرية التعبير !
أسامة عبد الكريم
أتصور دائماً أن اهم ما في المظاهرات و الاحتجاجات التي خرجت في ساحات بغداد و المحافظات الاخرى انها تعني اصلاحاً او قل تغييراً جوهرياً في طريقة بناء مؤسسات الدولة.. لهذا خرج آلاف المتظاهرين قاصدين دوائر ومؤسسات الدولة .. حاصروها ..اعتصموا حولها ... فتحو ابوابها عنوة لكشف الفساد السياسي والمالي المبطن بالمحاصصة الطائفية المقية التي اعلنت او لم تعلن عنها الكتل الرئيسية ـ الحوتية عن تشكيل وزارة ائتلافية ( حكومة تراضي ) وفيها كل موظف يحصل على وزارة ويصبح عندنا عدد من الوزارات خير وبركة ! ونسد بيها حلوك الجماعات المسلحة بغطاء طائفي ـ اثني ونترك الحديث عن التضخيم الاداري والمالي ! و عن الاسلوب البيوقراطي و الروتين الحكومي و سرعة اتخاذ القرار والهروب من تحمل المسؤوليات وفقدان الرقابة الادارية وتهميش وعزل علماء واصحاب فكر من الكفاءات العلمية والفنية المتميزة .
يرى المتظاهرون ان إعادة بناء الدولة العراقية كصاحبة سيادة لا تقبل اي تدخل في شؤنها الداخلية هو الاصلاح والتغيير بعد سقوط النظام المقبور 2003 بتشخيص الحالة العراقية وبالتوازن:
- مع الاصلاح السياسي على اساس فصل الدين عن السياسة لانهاء مقولة ( فإن عليهم الامر وعلينا الطاعة ) واصدار قانون الاحزاب وتجديد و حماية الدستور من الذين ينتهكون الدستور علنا وجهارا وهم المكلفون بحمايته هذا جزء مهم من دعم العملية السياسية ـ حسب اعتقادي ـ طبعاً بمشاركة كل الاحزاب الوطنية بدون اقصاء احد على حساب آخر اي تحرير العقل الانساني من عملية سطو منظمة كان يمارسها نظام صدام الدكتاتوري الذي وصف اداء دولته بالديمقراطي, كحصانه نفسيه تحميه مع كرسيه واختيار وريثه من بعده ويعلمه في لجنة السياسات النيابية و المواقع الحساسة في ادارة شؤون الدولة والاعلام .. ويصرح علناً : والله ابني يساعدني في تيسير شؤون الدولة !! .- اما الاصلاح الاقتصادي من الضروري ان تقوم الدولة باتخاذ القرار على المستوى السياسي والتفيذي وليس التجريبي ! في اجراء لإدارة مشروعات التنمية والخدمات وكل المشكلات - المرور والطرق في الارياف والتوسع السكاني على حساب الارض الزراعية و مشكلات الطاقة والبيئة .. واتذكر كلمات شاب عاطل ,كان يحمل اوراق لطلب التعيين .. وقال مباشرة لاحدى المحطات الفضائية والتي كانت تجوب وسط بغداد وتسأل المواطنين عن رأيهم في الخدمات , فقال الشاب : وين الخدمات * .. اني مهندس صار لي سنة ونص ادور على شغل .. وكل ما اروح للدائرة واقدم طلبي للتعيين يطلع المسؤول بسالفه جديدة .. لو يعينون جماعتهم واقربائهم حسب النسب والحسب .. ويسألك بعين وكحه انت من ياعشيرة !!؟.. لو لازم ادفع 60 الف دينار رشوة ! ..مو احسن للحكومة تفتح وزارة أسمها وزارة الرشوة ! و يحلون قضية البطالة !!.
***
تحية لكل شهيد
نحن ننحني اجلالاً وخشوعاً امام ارواح شهدائنا .. شهداء الساحات العراقية الذين خرجوا للشارع للتظاهر والاعتصام .. هؤلاء اضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذا الطريق الديموقراطية .. هؤلاء علمونا ان عصر الخضوع والخوف على المصالح قد انتهى بلا عودة .. ونبهونا على خطورة الفرقة و الاختلاف.. خرجوا للساحات بارادتهم ، بعفويتهم و بنكران الذات , تاركين كل غال ونفيس , لانهم يعلمون ان من مات دفاعاً عن الوطن وارضه فهو شهيد.. الفاسدون يسقطون ارضاً اما الشهداء ارتفعوا محلقين الى السماء باجنحة الملائكة وروحهم باقية تتظاهر في ساحاتنا.. ويحملوا لافتة كتب عليها بدمائهم : يعيش العراق للابد.
امام عتبة الباب قال الشهيد وهو يحمل لافته تحت ذراعه الايسر لامه : لا تحزني فانت ام الشهيد .. ام البطل.. انت انجبتِ مناظلاً.. وقولي لابي واخوتي واصدقائي الا يحزنوا عليّ .. واوصيهم بتلبية نداء الوطن عندما يناديهم .. لان حب الوطن يرشدنا على السكة التي تأتي منها السعادة.
سنذهب الى قبركم .. ونضع الورد البنفسجي ونكتب على جدران قبوركم .. انكم تعيشون في دواخلنا.. انكم صنعتم التاريخ لنا ونحن نتباهى به .. و نمجد خطاكم لانكم ابناء الشعب .
في هذا اليوم 24 شباط سنشعل الشمعة الاول لذكرى أنطلاق التظاهرات هو يوم حرية التعبير..هذا اليوم نجومكم توقظ الاسماء في الذاكرة.. ويعيد صياغة وعينا كيف يكون الانسان قيمة بحبه لوطنه ..و لن ننسى انكم كسرتم حاجز خوفنا .. وامتلكنا الكرامة .. لاننا نتذكركم دائماً.. و نرفع قلوبنا على أيدينا لنملأها بالنور القادم من وهج المظاهرة والاعتصام .. ونهتف باعلى اصواتنا : بغداد لن تكون قندهار!
* http://www.youtube.com/watch?v=C6KboQJHexE&feature=related
02ـ 22ـ2012